وتابع: «فى غضون الأيام القليلة المقبلة، سوف نجتمع مرة أخرى مع أكثر من 5000 من الشباب قادة المستقبل من جميع أنحاء العالم، وذلك فى الدورة الثانية من منتدى شباب العالم، والذى يعقد تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، وفى هذا العام، يجمع المنتدى بين قادة المستقبل وصانعى السياسات لتبادل الآراء والخبرات، وتقديم التوصيات العملية فى ثلاثة موضوعات رئيسية هى: السلام، والتنمية، والإبداع، وهى بلا شك مسائل مترابطة ببعضها البعض٬ فكل منها يؤثر فى الأخرى».
واستدرك: «على ضوء الإدراك الجيد لحجم التحديات التى يواجهها العالم فى الوقت الراهن، ومنطقة الشرق الأوسط التى ليست بمنأى عنها، فإننا نسعى لاستخلاص كل ما هو جديد من سياسات وأفكار ومبادرات للتغلب على تلك التحديات، حيث يمثل منتدى شباب العالم فى مصر بالنسبة لنا فرصة جيدة للاستماع للأفكار التقدمية للشباب من أجل بناء مسار أفضل للمستقبل. وفى الواقع، فإن كل موضوع من الموضوعات المقرر طرحها خلال جلسات المنتدى يحمل عددًا لا يحصى من القضايا الفرعية، ونحن نتطلع إلى التفاعل مع الشباب فى تلك الجلسات، والتعرف على المخرجات والتوصيات التى سيطرحها الشباب فى كل المجالات، وكلى إيمان بأن هذا الجيل لديه قدرة كبيرة على التغيير، فهو يمتلك من المعرفة والتكنولوجيا والابتكار ما يمكنه من بناء غد أفضل».
وتابع: «من أجل بناء ذلك الغد، فإنه يقع على عاتقنا توفير التواصل المباشر بين الشباب لتحفيزهم على إيجاد مستقبل أفضل يتميز بتحقيق السلام والتنمية، فنحن نتطلع للوقت الذى يستطيع فيه أى شاب موهوب فى مصر أن يبدع ويتوصل لفكرة جديدة بالتعاون مثلاً مع باحث آخر فى أوروبا، ثم تقوم إحدى الشابات، على سبيل المثال، فى أفريقيا بتنفيذ هذه الفكرة والدخول فى شراكة مع أحد رواد الأعمال فى آسيا. ولا شك أن هذا النوع من التعاون يعزز من مستويات التغيير الإيجابى القائم على الابتكار، والذى بدوره لن يساعد فقط على دعم ثقافة السلام بين شعوبنا، بل أيضا يعزز من تحقيق التنمية بشكل أكثر استدامة.. هذا ممكن وقابل للتحقيق.. فإذا تفاعل قادة المستقبل اليوم بإيجابية مع بعضهم البعض، فإنهم سيجدون طريقهم معًا لتحقيق أهدافهم المشتركة فى المستقبل».
وبالنسبة للوضع فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ومصر فى قلبها، أشار «شكري» إلى أنها تشهد أكبر عدد متنامٍ من الشباب، معلقا: «على مدى السنوات القليلة الماضية، كانت أصواتهم تمثل القوة الدافعة الرئيسية للتغيير فى العديد من بلدان المنطقة، وأصبح نداؤهم من أجل التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية يتردد فى كل أرجاء العالم، ومن هنا، أيقنا جميعًا أن تمكين الشباب وإطلاق إمكاناتهم الكامنة هو طريقنا للمضى نحو المستقبل، وفى مصر، يشكل الشباب نحو أكثر من %60 من عدد السكان، وتضع الحكومة المصرية على رأس أولوياتها الاستثمار فى رأس المال البشرى، وعلى وجه التحديد تمكين الشباب لقيادة مستقبل أكثر إشراقا. فعلى الصعيد الوطنى، شرعت الرئاسة المصرية فى تشكيل برنامج قيادى مصمم خصيصًا لإثراء مهارات الشباب القيادية والسياسية «PLP». ويهدف البرنامج بالأساس لخلق كوادر مؤهلة ومستنيرة فى جميع المجالات وتزويدهم بالأدوات اللازمة لتغيير مجتمعاتهم وتشكيل مستقبل أفضل، كما أن الحكومة المصرية تتخذ كل السياسات والإجراءات من أجل ضمان مشاركة الشباب فى جميع الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية. فحاليا، حوالى 10 فى المائة من أعضاء البرلمان لدينا هم دون سن الخامسة والثلاثين، كما أن هناك العديد من المبادرات لدعم تشغيل الشباب، وتوفير أدوات التمويل الملائمة ذات أسعار فائدة منخفضة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.. إن الشباب المصرى هم شركاؤنا الأساسيون فى التغيير».
وأضاف: «إنه فى ذات السياق، جاءت رؤية مصر 2030 لتضع تمكين الشباب كإحدى الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وتم اتخاذ عدد من التدابير لخلق البيئة المواتية لمشاركة الشباب فى تخطيط وتنفيذ رؤية مصر للتنمية المستدامة. بالإضافة إلى ذلك، تبنت الحكومة مبادرة جديدة تسمى "مبادرة الشباب للتنمية المستدامة"، والتى تم تصميمها خصيصا للتفاعل على نحو وثيق مع الشباب المصرى من جميع المحافظات لفهم احتياجاتهم، وفتح قنوات اتصال جديدة ومبتكرة معهم، والهدف الذى تطمح الحكومة للوصول إليه من خلال تلك المبادرة هو وضع أفكار شبابنا موضع التنفيذ فى الركائز الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الأساسية الثلاثة للتنمية المستدامة».
واستطرد: «حيث إن الشباب هم شركاؤنا فى التغيير، فنحن ندرك تمامًا أن أصواتهم يجب أن تُسمع ليس فقط على المستوى الوطنى، بل أيضا على المستويين الإقليمى والدولى، ولتحقيق ذلك، تولى الدبلوماسية المصرية اهتماما كبيرا لقضايا الشباب، وتحرص على توصيل أصواتهم وآرائهم فى مختلف المحافل الإقليمية والدولية، ولذا، دفعت الرئاسة المصرية لمجموعة الـ77 والصين لهذا العام بقضايا توظيف الشباب، وتأثيراتها المباشرة على جهود التنمية، على رأس جدول أعمال المجموعة.. وهذا هو أيضا ذات التوجه الذى نستهدفه خلال رئاستنا المقبلة للاتحاد الأفريقى لعام 2019».
واختتم: «نعلم أن هناك العديد من التحديات على المستوى الدولى.. وقضايا تتطلب التعامل معها فى الوقت الحالى، فضلاً عن عقبات متزايدة من المتوقع مواجهتها.. إلا أننا نؤمن بأن ثروتنا من الشباب قادرة على إيجاد الحلول لتلك التحديات، والإتيان بابتكارات من شأنها أن ترتقى بعالمنا نحو الأفضل، فإذا تم غرس ثقافة التمكين والتواصل فى قلوب وعقول الأفراد فى مجتمعاتنا، فإن ذلك بلا شك سيساعد الشباب حول العالم على التفاعل الإيجابى والتعاون مع بعضهم البعض، بما يمكنهم من بناء عالم أكثر سلمًا وازدهارًا.. وفى النهاية أقول للشباب، إن منتدى شباب العالم فى مصر مفتوح أمامكم، تعالوا وشاركوا بصوتكم وأفكاركم».