الغيرة سلاح ذو حدين.. استخدم أحدهما للنجاح
السبت، 03 نوفمبر 2018 02:00 ص
من تعريفات الغيرة هى أنها أحاسيس وأفكار وتصرفات تحدث عندما يعتقد الشخص أن علاقته القوية بشخص ما تهدد من قبل طرف آخر منافس، وهذا الطرف الآخر قد يكون مدركا أو غير مدرك أنه يشكل تهديدا، لذا فالغيرة لا تخص الزوجين فقط، أو علاقة شاب وفتاة فى فترة ارتباط أو خطوبة رسمية، بل هي سمة فى العلاقات الإنسانية فى العموم.
اقرأ أيضا: «رجال لا يعرفون الغيرة».. 3 وقائع تبادل زوجات تضرب «المحروسة» والسوشيال ميديا السبب
والسؤال هو لماذا يغار الإنسان؟ فما هي دوافعه للشعور بالغيرة؟ وكيف يمكن التعامل مع هذه المشاعر التي يعتبرها البعض غير حميدة، والغيرة تبدأ عند الإنسان في العام الثاني مباشرة من حياته، فالطفل يحب دومًا أن يكون موضع انتباه ورعاية والديه، ويخشى أن يفقد مكانته في الأسرة، بحسب الدكتور كامل عويضة في كتابه "سيكولوجية الطفولة"، وذلك لسببين أولهما أن مولد طفل جديد يحصل على نسبة من الاهتمام، خاصة لو فضّله الوالدان على الآخر، والثاني حين يتعلق الطفل بأحد والديه، وبالتالي لا يحب أن يرى أحدًا يشاركه في هذا الحب حتى لو كان أبيه أو أمه.
هناك من يرى أن الغيرة شعور سئ في العموم، مثل أستاذ علم نفس السلوك رحاب العوضي، التى ترى أن التعامل معه يجب أن يتم التفكير به على النحو التالي، أولا معرفة هل هي غيرة أم شيء آخر؟، فمتى تعرف أنك تغار من الآخرين بهدف الأذية والضرر؟، عندما تتمنى أن تختفي النعمة منهم وتصبح عندك، هذا هو الشعور الخبيث الذي يجب عليك مقاومته ورفضه، أما حين ترى نفسك راغبًا في الخير الذي عند غيرك بدون أي أذية له، فهذه ليست غيرة وإنما هو تقليد للأفضل، في هذه الحالة أنت على الطريق الصحيح.
لذا يجب التفرقة بين مشاعر الأذية من عدمها لديك، فينبغي أن تجعلك مشاهدة الناجحين لا تشعر بالغيرة والحزن لنجاحهم، بل تدفعك لتتعلم وتقتبس منهم، كأنه المثل الشهير «من جاور السعيد يسعد"، وهذا هو التنافس الشريف، فلا يؤدي إلى توقفك وإنما يصبح كالوقود التحفيزي لدفعك كي تبدع وتحقق نجاحك الخاص بين الآخرين.
راقب نفسك جيدا، فحين تغار من الآخرين، أنت هنا لا تركز في حياتك الشخصية وواقعك، بل تركز على حياة أخرى وتهمل إفادة نفسك كما يجب، كأنك تعيش لغيرك، لذا يجب عليك أن تتجاهل هذا الغيظ الشديد الداخلي لديك من الآخرين، وكل ما عليك هو أن يكون لديك رغبة في النجاح لا تتحقق بالغيرة، وإنما باكتشاف الكثير من المهارات التي لم تكن تعمل حسابها، ولا تعرف أنها عندك لانشغالك بالغيرة من الآخرين، فحين تدفعك الغيرة لاكتشاف نفسك وقدراتك ستعرف كيف تحقق ذاتك وتتقبلها كما هي دون تقليد الآخرين وحسب.
وفى محيط العمل أو الدراسة والشهادات العلمية، والثراء والرفاهية، والتدرج الوظيفي، والشهرة والشعبية،قد تظهر الغيرة لعدة أسباب، فحين تجد زميل لك في العمل يحقق نجاحًا أكثر منك، ويشهد له المدير بالقدرة و الكفاءة، قد تشعر أنت بنوع من الغيرة، طالما كنت تسعى أيضًا إلى والتقدم، ولكن الأهم هو أن تتحول هذه الغيرة إلى تنافس شريف بين الطلبة أو الموظفين لتأتي بنتائج عظيمة للأشخاص والعمل نفسه.