«القط والفأر».. الباعة الجائلون يعودون إلى ميدان ألف مسكن بعد ساعات من إزالتهم (صور)

كعادة عمل الأحياء، يُقرر رئيس الحى أن يشن حملة فى أحد أهم وأكبر الأماكن والميادين التى يتجمع فيها الباعة الجائلين، فيتم التنسيق الفورى مع غرفة العمليات التابعة للحى وغرفة المتابعة الميدانية بالمحافظة، ثم يتم إخطار نائب محافظ المنطقة التى يقع فيها الحى، ثم يتم التنسيق مع شرطة المرافق للبدء فى شن حملة مكبرة لإخطار الإعلام بها، هذا ما تم بالضبط فى منطقة الألف مسكن، فقد أزالت أجهزة الحى الأخضر واليابس فيها للقضاء على الباعة الجائلين.

 

منذ يومين تقريباً همت قوة من شرطة المرافق بعد إخطار الحى لها، على شن حملة لإزالة الباعة الجائلين المتواجدين بميدان الألف مسكن، وشملت الحملة أيضاً مصادرة سيارات السيرفيس التى تقف خارج موقف ألف مسكن، كما تم مراجعة تعريفة ركوب الركاب، وأشرف على هذه الحملة نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، إبراهيم صابر، بالإضافة إلى أجهزة الحى التنفيذية، والغريب فى الأمر أن أجهزة الحى أزال النخل والأشجار الموجودة بنطاق الحى بحجة البدء فى أعمال تطوير ستتم فى الميدان.

 

وأعلن بعد ذلك إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، عن بدء إعادة تخطيط وتنظيم ميدان الألف مسكن بجسر السويس، للحد من عشوائية الميدان، كما سيتم كذلك البدء فى إعادة تنظيم موقف الميكروباصات العشوائي داخل الميدان، بالتنسيق مع مدير مشروع السرفيس بالقاهرة، وذلك بعد تطهير وإخلاء ميدان الألف مسكن، من جميع الإشغالات والباعة الجائلين المسيطرين على الميدان، وكذلك الميكروباصات العشوائية، والتي كان انتظارها يعطل المرور في جسر السويس.

ولكن كما جرت العادة فى المحليات، لا يتم عملاً كاملاً أبداً، فبعد بضع ساعات من إخلاء الميدان تماماً من كل الباعة الجائلين والأكشاك المخالفة وسيارات السيرفيس التى تقف بشكل مخالف، عاد كل شئ كما كان فى السابق، فقد وضع الباعة الجائلين «استاندات» الملابس، ووضع أخرون «الفرش» الخاص بهم لبيع بقايا مصانع الملابس والجلود والأحذية والنظارات وغيرهم، كما عادت سيارات السيرفيس إلى أماكنها المعتادة للوقوف فى الممنوع، ليعودو من جديد فى تعطيل المرور خاصة وأن أعمال إنشاء مترو الأنفاق جارية وتتسبب هي الأخرى فى زحام مرورى يبدأ بميدان الألف مسكن وينتهى عند الجراج.

فكل ما فعلته محافظة القاهرة من تلك الحملة هو إزالة الأشجار والنخيل فقط، دون أن تتخلص من الباعة الجائلين الذين يحتلون الميدان، حيث لم يدفع الحى أو قسم الشرطة بقوة لحماية الميدان من عودتهم مرة أخرى والقبض على كل من يحاول فعل ذلك، وكان أجهزة المحافظة أخذت ميثاقاً غليظاً من البائعين بعدم عودتهم مرة أخرى إلى أماكنهم وتعطيل حركة المرور وتشويه الشارع.

كما أن المحافظة لم تدفع بموجة ثانية للحملة المكبرة التى شنتها على ميدان الألف مسكن، حاله كحال ميدان رمسيس والميادين الهامة فى العاصمة، فقد تسبب إهمال المحافظة فى عودة الباعة الجائلين إليهم رغم إنشاء سوق مخصوص لهم.