في ذكرى المولد النبوي الشريف.. هكذا عرف اليهود بظهور خاتم الأنبياء بمكة
الجمعة، 02 نوفمبر 2018 06:00 م
وقعت مبشرات تنبىء عن حدث هام للبشرية جمعاء ألا وهو مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت هذه الإرهاصات أو الأمور الخارقة للعادة، في نفس عام مولده ،والذي سمي بعام الفيل.
وبعد حادثة الفيل ب50 يوماً ولد صلى الله عليه وسلم، وقيل أربعين يوماً وحادثة الفيل تندرج ضمن الإرهاصات الهامة لمولد الرسول (ص) وأيضاً من الإرهاصات نور يخرج من حمل أمه به فعن قول ابن كثير أن أمه قالت خرج منها نور عند الحمل أضاء لها قصور الشام وفي قول آخر أنه كان حلم في المنام حينما حملت به (ص) .
ولقد عرف اليهود بمولد خاتم الأنبياء أحمد من خلال إرهاص من إرهاصات النبوة، وهو ظهور نجم أحمد في السماء ونجم أحمد هو نجم لامع في السماء له خصائص تختلف عن غيره من النجوم عرف منه اليهود أنه خاتم الأنبياء.
وفي تسجيل نادر للشيخ الشعراوي رحمه الله يتحدث فيه عن ميلاد الرسول والإرهاصات التي سبقته يقول أن الرسول جاء ليعيد إنسجام الوجود مع الإنسان ومعنى إنسجام الوجود مع الإنسان أن الوجود بجماده ونباته وحيوانه خاضع مسخر لله لا يمكن أن يصدر عنه شيء إلا بمراد الله منه ولكن الإنسان نفسه هو الذي جاء منه الطائع والعاصي وأوضح ذلك القرآن في آيات كثيرة فحين يأذن الله أن يعيد إنسجام الإنسان مع الوجود كله فكان ذلك من شأنه صلى الله عليه وسلم الذي أرسله بالمنهج النهائي لهدي الإنسان ويكون الإنسان خاضعاً كبقية أجناس الكون وكان لا عجب أن تحدث إرهاصات لفرح الوجود كله بميلاده صلى الله عليه وسلم.
وأشار الشيخ الشعراوي إلى أنه لا يجب علينا أن نستبعد حدوث إرهاصات في الوجود كله بميلاده(ص) لأنه الرسول الذي يعيد للإنسان إنسجامه مع الوجود كله فلا نستبعد يوقت شق إيوان كسرى بالميلاد وأن يخمد نار فارس و أن يوقتها مع الميلاد و نضوب بحيرة ساوا وتوقت بالميلاد ، وعرض القرآن بعض الإرهاصات كحادثة الفيل موضحاً أن منع أبرهة من هدم الكعبة والمحافظة على المبنى هي عينها المحافظة على بقائه لقرب ميلاده(ص) .
ولو رأينا الإرهاصات سنعتبرها إحتفال الكون بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم حيث احتفلت به كل عناصر الكون وفي ذلك قال دكتور أحمد عمر هاشم أستاذ الحديث بجامعة الأزهر وعضوهيئة كبار علماءعن تلك الإرهاصات أنها مشيئة الله حدوث تلك الإرهاصات وغيرها تسبق مولد الحبيب صلى الله عليه وسلم ومنها أن رب العزة سبحانه وتعالى قبل أن يولد الرسول (ص) وقبل أن يوجد أخذ الميثاق على جميع الرسل أن يؤمنوا به وأن ينصروه وأقرهم فأقروا وأشهدهم على ذلك فشهدوا وشهد معهم رب العزة قال تعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما ءاتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا و أنا معكم من الشاهدين ) مشيراً أن الكون كله الذي يشهد مولد الرسول أو يأتي حتى من بعده عليهم جميعاً أن يؤمنوا به و أن يصدقوه لأن الله أخذ العهد مع رسلهم فإذا كانوا يؤمنوا به ويصدقوه فأولى بأتباعهم في كل الأرض أن يؤمنوا به وأن يصدقوه .
وأوضح د. أحمد عمر هاشم أن هذا العهد والميثاق منذ الأزل وقبل أن يولد و قبل أن يوجد ومعلوم أن الرسل سابقون و أن بينه وبينهم قرون وقرون والسؤال كيف يتم هذا ؟ وهنا الإجابة شاء الله أن يحشرهم وأن يتواجدوا في المسجد الأقصى وأن يصلوا خلفه وأن يأتموا به وأن يكون في هذا إعلان لعالمية هذه الدعوة ولإمامة هذا النبي ولإتباع الرسل جميعاً ويقتدوا به ليقتدي به كل من على ظهر الأرض .
وأضاف أن الله حمى نطفته الشريفة وهي تتقلب في الساجدين حيث قال تعالى في ذلك ( وتقلبك في الساجدين) فصانها مما كان يعج به المجتمع القرشي والمكي في ذلك الحين من علاقات الفاسدة ومن أنواع من الزواج الفاسد المتردي والزنا والسفاح ونظام الاستبضاع ونظام الأخدان ونظام الشغار إلى جانب ذلك كان يوجد نظام شريف نظيف عفيف منه واحدة كانت تتقلب نطفته الشريفة من لدن آدم إلى أن ظهر إلى الدنيا وحيث قال صلى الله عليه وسلم ( ولدت من نكاح ولم أولد من سفاح).
وأشار دكتور أحمد عمر هاشم إلى أن سبب إخماد نار فارس ونضوب مياه ساوا وإعتبارها إرهاصات إيذانا بميلاده (ص) لأنها كانت تعبد من دون الله .