على طريقة بن الخطاب.. ضابط يتحسس «الغلابة» فجرا بساحة مسجد الحسين (صور)
الجمعة، 02 نوفمبر 2018 12:00 ص
فى الحقيقة أن الصورة الذهنية لرجل الشرطة لدى البعض أنه عنيف يعيش بلا قلب، وذلك لتعامله فى كثير من الأحيان مع اللصوص الخارجين عن القانون، حيث تستغل الصحف تصدير العناوين أخطاءهم كى ينسى من يقرأها أعمال البطولة التى تحدث يوميا من قبل رجال الشرطة.
إلا أن هناك مئات إن لم تكن الأف القصص الإنسانية التى تقع بشكل يومى من قبل رجال الشرطة حيث يروى لنا المحامى أيمن محفوظ، إحدى هذه القصص لرجل شرطة مسئول عن تأمين ساحة مسجد سيدنا الحسين، تلك الواقعة التى تشبه فى مضمونها العمل الذى كان يقوم به سيدنا عمربن الخطاب رضي الله عنه الذى كان يعس ليلا في المدينة يتحسس أحوال الرعية، فتلك هي مسئولية الحاكم المؤمن الذي يخاف عقاب الله ويرجو ثوابه وكثيرا ما رأى في ظلمات الليل من باك مسح له دمعته، ومن حزين خفف عنه حزنه وألمه، ومن مكروب فرج عنه كربته.
اقرأ أيضا: بعد تصميمه بنادي قضاة أسيوط.. ما المقصود بآثار مسرح الجريمة في القانون؟
«محفوظ» يروى لنا قائلاَ: «كنت أجلس فى مكان منعزلاَ فجراَ بساحة مسجد سيدنا الحسين، وكنت سارحاَ بعض الشئ، فوجدت فجأة أحد ضباط الشرطة برتبة نقيب يتسلل بخطى متأنية نحو مكان جلوسه حيث يقترب خطوة ويبعد أخرى وكان بصحبته شخص مدني أخر فنظرت إليهما بنظرة استهجان، وتحدثت إلى نفسى متسائلا: ماذا يريد هذا الضابط فى ذلك التوقيت؟.
وتابع: « قلت في بالي أنا مش ناقصكم هو إنتم هتيجوا تقولوا لي بطاقتك وشغال أيه؟..وأنا مش طايق نفسي ولا طايق اتكلم مع حد وازدادت نظراتي حده لهما، وهما علي حالهم يقتربون مني خطوة ويبتعدون الأخري وبشكل مريب زاد من حالة الغضب داخلي، ولكنني قررت تجاهلهما، وأخرجت هاتفى من جيبي، وانشغلت بتصفح النت، وأنا أراقبهما حتي ابتعدت خطواتهم عني واتجهوا لأحد كبار السن علي مقربة مني وشرعوا في ايقاظه».
اقرأ أيضا: القصة الكاملة لتحرش سيدة بـ«قرد» فى المنصورة.. هل يعاقب القانون «إثارة غرائز الحيوان»؟
يضيف «محفوظ»: «وتوقعت مثل اي أحد في موقفي هذا ما سيفعلونه مع هذا المسن النائم، ولكن ما حدث كان المفاجأة التي اشهد الله أنها حدثت منذ لحظات فأخرج نقيب الشرطة مبلغ مالي اعطاه للمسن النائم الذي كاد أن يصاب بسكتة قلبية من هول المفاجأة، فقررت أن أراقب ذلك النقيب شرطة، فوجدت أن ما فعله مع المسن فعله مع كل من يقابله من كل مسكين يقابله في المكان الذي كنت فيه والذي هم في دائرة عمله».
واكتشفت-الكلام لـ«محفوظ»- أن تسلل نقيب الشرطة والمدني صحبته حولي كان بهدف التيقن بأني احتاج مساعدة مالية، ولكن لما أخرجت الموبيلات الحديثة أيقن نقيب الشرطة أني غير محتاج كغيري للمساعدة المالية، وكان يعطي كل محتاج بغض النظر عن اي إعتبار للسن مجرد تأكده من احتياج الشخص يعطيه ومحتفظ بمكان عمله وعدم ظهور صورته، لأني صورته دون علمه فقط لتأكيد الخبر واثبات أن في الشرطة ملائكة بالفعل مع الأخذ فى الإعتبار أن الضابط رفض ذكر اسمه أو التعريف بنفسه عند سؤالى له.
اقرأ ايضا: حكم فريد من نوعه..إلزام الأب بالمصاريف الدراسية عن الجامعه الأجنبية الخاصة (مستند)
تلك الواقعة-وفقا لـ«محفوظ»-تؤكد أنه كما تحاسب المخطئ من رجالك لابد أن تفعل نفس العقاب مع من يسئ للرجال الشرطة بلا دليل أو لمجرد الحقد حيث أنه لابد من الدفاع عن أحد أعمدة الوطن الرئيسية من القضاء والجيش بعيداَ عن مسألة المحاباة لأن الحق أحق أن يُتبع خاصة إذا كان من يعمل على تحقيقه أشخاص تتعرض للإنتقاد ليل نهار دون دليل.