يوم الولاء والانتماء لمصرنا الغالية.. جامعة العريش تحتفل باليوبيل الذهبي لمؤتمر «الحسنة»
الأربعاء، 31 أكتوبر 2018 10:00 مكتب – محمد الحر
أحيت جامعة العريش في شمال سيناء، (الأربعاء)، ذكرى مؤتمر الصمود والتحدي لأبناء سيناء، بمناسبة مرور (50 عامًا) على مؤتمر الحسنة الشهير، ذلك في قاعة المؤتمرات الكبرى بالجامعة.
اقيم المؤتمر تحت رعاية اللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، وبرئاسة وحضور الدكتور حبش النادي رئيس الجامعة، ونوابه وعمداء ووكلاء الكليات وأعضاء هيئة التدريس والطلاب والعاملين فى الجامعة، بالإضافة إلى المشايخ والعواقل والقيادات التنفيذية والسياسية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني.
وأكد الدكتور حبش النادي رئيس الجامعة، أن احتفالنا اليوم بمناسبة اليوبيل الذهبي ومرور (50 عامًا) على مؤتمر الحسنة الذي رفض فيه مشايخ وعواقل ورموز وأهالي سيناء الانفصال عن مصر، وتمسكوا بمصريتهم أمام ممثلي الدول ووسائل الإعلام الدولية.
وأشار «النادي»، إلى أن الاحتفال بهذه الذكرى يأتي تحت شعار: «يوم الولاء والانتماء لمصرنا الغالية» لتعريف الجيل الجديد وأبنائنا الطلاب بما فعله الأجداد والآباء ورموز سيناء للتمسك بأرضهم والحفاظ على الهوية المصرية برغم كافة التيسيرات والمغريات التى قدمها العدو الاسرائيلى لهم آنذاك.
وحيا رئيس الجامعة مشايخ ورموز وأهالي سيناء الذين رفضوا إغراءات العدو وتمسكوا بالهوية المصرية ودعموا قواتنا المسلحة والقيادة السياسية إلى أن تحقق النصر فى أكتوبر (1973).
وتم استعراض بانوراما مصورة عن فعاليات مؤتمر الحسنة وكلمات بعض أبناء المشايخ المشاركين فى المؤتمر، واختتم الاحتفال الذي تم نقله عبر إذاعة شمال سيناء والإذاعي محمد عبد النبي بتكريم أبناء وأحفاد رموز من مشايخ المؤتمر.
وقد لعب مشايخ سيناء دورا بارزا في مؤتمر الحسنة بوسط سيناء والذي دعت له إسرائيل لتدويل سيناء وفصلها عن الوطن الأم مصر ولعبوا دورا محوريا ووطنيا في إفشال المخطط الصهيوني الذي حاول في أكتوبر عام 1968 جعل ﺳﻴﻨﺎﺀ دولة مستقلة عن مصر.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد أقامت المؤتمر في مدينة " الحسنة " بمنطقة وسط سيناء في 31 أكتوبر عام 1968 عقب احتلالها لشبه جزيرة سيناء، حاول الإسرائيليون تحريض أهالي سيناء على الاستقلال بها وإعلانها دولة مستقلة للقضاء على تبعيتها لمصر وإثبات عدم أحقيتها في استرداد سيناء مرة أخرى .
ولكن بعد أن اتفقت السلطات المصرية مع مشايخ سيناء قاموا بخداع الإسرائيليين وقام الشيخ سالم الهرش بإثبات تبعية سيناء لمصر في المؤتمر، مما تسبب في صدمة شديدة وفشل في المساعي الإسرائيلية.
يقول المحامي محمود سعيد لطفي انه ، في أكتوبر 1968 حاول الإسرائيليون تحريض أهالي سيناء على الاستقلال بها، والإعلان عن دولة سيناء وحشدت إسرائيل في سبيل ذلك كل طاقاتها لتحقيق حلمها في نزع سيناء من مصريتها وعروبتها، وسعيا وراء الهدف التقى موشية ديان وزير الدفاع في إسرائيل آنذاك، عددا من مشايخ سيناء وأغدق عليهم بالهدايا والأموال لإقناعهم بفكرة تحويلها إلى دولة مستقلة.
وأشار لطفي أن السلطات المصرية علمت بتفاصيل المخطط الإسرائيلى، فقامت بتكليف الضابط السيناوى محمد اليمانى بمتابعة القضية ، حيث طلب من المشايخ وفق تعليمات من القاهرة بمواصلة خداع ومجاراة إسرائيل في طلبها، وقام برصد تحركات العدو الصهيونى واتصالاته الدولية، في الوقت الذي وافقت فيه أمريكا وعدد من حلفائها على دعم القضية في حالة موافقة أهل سيناء على التدويل في مؤتمر عام يراه العالم كله.
وأوضح نجل المجاهد سعيد لطفي ان موشي ديان وزير الدفاع الاسرائيلي ، اجتمع بالشيخ سالم الهرش وبعدد من كبار المشايخ معلنين موافقتهم على المقترح مبدئيا، إلا أنهم طالبوا بمهلة للحصول على إجماع شيوخ القبائل في سيناء. وفى 31 أكتوبر عام 1968 أعدت إسرائيل عدتها لإعلان سيناء دولة منفصلة وحشد ديان وزير الدفاع عدته .
ويضيف ابن المحامى الشهير سعيد لطفى أحد مهندسى العملية إن الطائرات كانت تنقل الطعام ومصورى وكالات الأنباء وعشرات القنوات العالمية وكبار القيادات في إسرائيل يتوافدون جوا على مكان التجمع بمنطقة الحسنة من أجل اللحظة الحاسمة وفي الوقت نفسه كانت المخابرات المصرية تتحرك للقضاء على المحاولة الإسرائيلية.
وأوضح انه عندما كان الحاكم الصهيوني منهمك في إعداد تجهيزات المؤتمر كان والده سعيد لطفي يواصل إخراج سيناريو إفشال المخطط الصهيوني حيث يلتقي مشايخ ﺳﻴﻨﺎﺀ الجنوب والوسط والشمال لاختيار منصة الشعب السيناوي والتي انتهت بأن الشيخ سالم الهرش الناطق بكلمة النهاية للمؤتمر استكمالا لسيناريو إفشال المخطط الصهيوني من على المنبر وكانت الضربة القاضية للمخطط الإسرائيلي.
وفوض مشايخ قبائل سيناء الشيخ سالم الهرش من قبيلة البياضية للحديث عنهم أمام الإسرائيليين فقال: أترضون بما أقول؟ فقالوا: «نعم. وبينما موشي ينتظر لحظة التدويل». قال الشيخ سالم الهرش: «إن سيناء مصرية وقطعة من مصر ولا نرضى بديلا عن مصر وما انتم إلا احتلال ونرفض التدويل وأمر سيناء فى يد مصر، سيناء مصرية مائة فى المائة ولا نملك فيها شبرا واحداً يمكننا التفريط فيه».
وعقب المؤتمر قامت السلطات الإسرائيلية اتخاذ إجراءات قمعية عنيفة ضد السكان واعتقل 120 من المشايخ والمواطنين، أما الشيخ سالم الهرش استطاع الهروب من سيناء عبر الأردن، ومنها إلى مصر وقام الرئيس جمال عبد الناصر بتكريم الشيخ سالم الهرش وأهداه نوط الامتياز من الطبقة الأولى.
وقد انتهي مؤتمر الحسنة ليحصل المشاركين به من مشايخ سيناء على وسام محبة كل المصريين، حيث كانت زنازين معتقلات العدو الصهيوني تفتح أبوابها على مصراعيها لتستقبل أبطال مؤتمر الحسنة ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﻓﻀﻮﺍ مخطط ﺗﺪﻭﻳﻞ ﺳﻴﻨﺎﺀ.