اللغز الذي حير العالم.. بعد ست سنوات كشف طريقة نقل أحجار الأهرامات للجيزة
الأربعاء، 31 أكتوبر 2018 06:00 م
ماذا حدث في عهد خوفو..؟ وكيف نجح البشر في بناء جبل..؟
نطرح السؤالين بمناسبة اكتشاف البعثة الأثرية الفرنسية الإنجليزية المشتركة، التابعة للمعهد الفرنسي للآثار الشرقية، وجامعة ليفربول الإنجليزية، برئاسة يانيس جوردون ورولان انمارش، طريقة نقل المصريين القدماء الكتل الحجرية من محاجر مرمر شرق مدينة تل العمارنة بالمنيا، خلال فترة حكم الملك خوفو، من خلال الدراسات والأبحاث التي أجرتها البعثة على الكتابات والنقوش الأثرية المكتشفة في موقع المحاجر.
الهرم الأكبر
وكان الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، قد قال إن البعثة بدأت أعمالها في الموقع عام 2012، ونجحت في الكشف عن نظام فريد لنقل وسحب الكتل الحجرية من أسفل المحجر بعد أن تمكنت من إزالة الرديم الذي كان يغطيه.
أهرامات الجيزة
في كتابه المهم الذي درسه أغلب خريجي كلية الآثار بجامعة القاهرة، المعنون "الأهرامات المصرية" يكشف أستاذ تاريخ مصر الفرعونية بكلية الآداب جامعة القاهرة، الدكتور أحمد فخري المتوفي عام 1973، العديد من الأسرار الأهرامات المصرية القديمة، وهو المتخرج في قسم الآثار بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1928، وأتم تعليمه العالي في بلجيكا وإنجلترا وألمانيا، وعمل في مصلحة الآثار المصرية منذ عودته من البعثة عام 1932، وأجرى حفائر كثيرة في مختلف المناطق الأثرية، من أهمها حفائره في الواحات المصرية، وفي مناطق الأهرام، وصدر لأحمد فخري تسعة عشر كتابا باللغات الأجنبية، وثمانية باللغة العربية، في تاريخ مصر وآثارها وآثار بلاد الشرق المختلفة.
عالم الآثار المصري الراحل وشيخ الأثريين أحمد فخري
يقول العالم المصري الراحل أحمد فخري، أن المصريين القدماء شيدوا الهرم الأكبر، بعدما تدربوا على تشييد الأهرامات في عهد الملك سنفرو، مؤسس الأسرة الرابعة أي أن هرم الجيزة الأكبر ليس أقدم الأهرامات في مصر، وكان المعماريون العظام الذين شيدوه قد أتموا تدريبهم ومرانهم في أهرام أبيه الملك سنفرو، التي شيدها على مسافة تقل عن ثلاثة وعشرين كيلومترا جنوبي المكان الذي اختاروه لتشييد هرم الملك الجديد.
في الفصل الأول من الكتاب، المعنون "بناء الهرم وإدارته" يقول أحمد فخري: ما من شك في أن هناك معضلات كثيرة في دراسة موضوع الأهرامات، ولكن ما من شك في أن معضلة تشييدها هي أكثر ما يحير الناس، وكان المؤرخ الشهير بليني قد أبدى تعجبه من قدرة المصريين القدماء على رفع الأحجار إلى هذا الارتفاع العظيم، ومن الأرجح أن كل من زار الهرم سأل نفسه هذا السؤال: كيف بنوها.
يكشف فخري في كتابه أن المصريين القدماء استخدموا في بناء الهرم أكثر من مليونين ونصف مليون من كتل الأحجار، يزن بعضها سبعة أطنان، ونصف طن، ويلفت إلى أنه حتى مع استخدام المعدات الميكانيكية الحديثة، لا يمكن تشييد هذا البناء الضخم، ولكن يجب أن نضع في أذهاننا دائما أن المصريين القدماء بنوا هذه الآيات المعجزات بأبسط الوسائل، حتى أن "البكرة" لم تكن معروفة في مصر قبل العصر الروماني، ولم يستخدم العمال القدماء إلا أزاميل مصنوعة من النحاس، أو من حجر الصوان.
في الفصل المعنون "هرم الجيزة الأكبر" يقول أحمد فخري، أن هرم الجيزة الأكبر هو أقصى ما وصلت إليه مجهودات وتجارب بناة الأهرامات، فليس هذا الهرم هو أعظم ما شيده المصيون من نوعه فحسب، بل أنه يمتاز أيضا بذلك الإتقان المعجز في هندسته، والدقة في تخطيطه، وجمال نسبه، ولا غفرو أنه كان وما زال أهم عجاب الدنيا السبعة.