هل ينتهي عصر الجريمة الإليكترونية؟.. مصر ودول الخليج على موعد مع القصاص
الثلاثاء، 30 أكتوبر 2018 06:00 م
أصبح عالم السوشيال ميديا واقعًا لا يمكن تفاديه أو غضّ النظر عنه، فهو سلاح ذو حدين يجب دراسته جيدًا والإلمام بإيجابياته وسلبياته.
وبدأ العالم العربي في النظر إلى هذه الوسيلة الإعلامية جيدًا بالأخص منذ أحداث الربيع العربي في عام 2011، حيث دورها الرئيسي بإشعال الفتن وإثارة الرأي العام من خلال بثّ الشائعات والمعلومات المغلوطة في كثير من الأحيان.
اقرأ أيضًا: الإرهاب واختراق المواقع الإخبارية.. متى تصل عقوبة الهاكرز للإعدام؟
الإمارات
ربما كانت دولة الإمارات رائدة في هذا المجال حيث توظيفها إلى حد كبير للسوشيال ميديا في مجالات مختلفة بشكل إيجابي، في مقدمتها التواصل مع الآخر والترويج للمشاريع والإنجازات الإماراتية. كما كانت سباقة في إقرار قوانين لمكافحة الجريمة المعلوماتية في عام 2012. وفي مارس الماضي أصدر رئيس دولة الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان مرسومًا بتعديل قاون مكافحة الجرائم المعلوماتية، على أن يتم استبدال المادة «26» بمادة أخرى تقضي بالمعاقبة بالسجن مدة لا تقل عن 10 سنوات ولا تزيد عن 25 سنة، وغرامة لا تقل عن 2 مليون درهم إماراتي ولا تتجاوز 4 ملايين درهم. إلى جانب استبدال المادة «28» و«42»، على أن تكون العقوبات أكثر صرامة على كل من ينشئ أو يدير أو يشرف على مواقع أو بثّ معلومات مغلوطة بهدف التحريض وما إلى ذلك، وكل ما من شأنه يمس أمن البلاد.
مملكة البحرين
البحرين أبرزت ايضًا اهتمامًا ملحوظًا في مجال مكافحة الجرائم المعلوماتية والإليكترونية، وأعلن وزير الداخلية البحريني، الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة عن إتخاذ بلاده اجراءات حازمة لمعالجة ما أسماه بـ«الفوضى الإليكترونية» التي تتسبب بها بعض من الحسابات عبر السوشيال ميديا حيث ما تبثه من شائعات مغرضة تهدف لإثارة الراي العام وتهديد السلم المجتمعي، مشددًا على أن إتخاذ البحرين اجراءات حازمة لمحاسبة هؤلاء بالقانون، مع التأكيد على ضرورة تقييم المتلقي لما يستقبله من معلومات وعدم استقاءها سوى من المصادر الرسمية طالما تخص النظام وسياساته.
السعودية
وفي أكتوبر الجاري حذرت النيابة العامة السعودية من استخدام السوشيال ميديا للتشهير أو الازدراء أو مسّ السمعة والعرض، معلنة عن عقوبة هذا الأمر بالسجن مدة تصل إلى سنة وغرامة تُقدر بـ500 ألف ريال سعودي. بالإضافة إلى قوانين سابقة تهدف إلى حفظ الأمن والاستقرار بالمملكة العربية السعودية.
الكويت
وسبقها في الشهر ذاته تصريحات لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح والتي أكد خلالها على أن الوزارة بصدد إتخاذ الاجراءات القانونية ضد كل من يشتغل السوشيال ميديا للتطاول على الكويت أو رموزها، وغيرها من خارج الكويت أيضًا، من خلال بعثاتها المعتمدة في الخارج، بحسب وكالات الأنباء.
ويبدو أن الكويت إلى جانب أشقاءها بدول مجلس التعاون الخليجي في موعد مع الحسمّ مع الجرائم الإليكترونية، حيث قال في كلمته اليوم الثلاثاء خلال افتتاح دور الانعقاد العادي الثالث للفصل التشريعي الـ15 لمجلس الأمة: «وسائل التواصل الإجتماعي التي تعُج بالحسابات الوهمية أصبحت أداة للهدم»، موجهًا بإصدار التشريعات اللازمة لمنع تلك الحسابات وأصحابها من المساس بسمعة الناس وأمن البلاد.
سمو الأمير: وسائل التواصل التي تعج بالحسابات الوهمية أصبحت أداة للهدم.. وأدعو لإصدار التشريع اللازم لمنع أشباح الفتن والتخريب من المساس بكرامة الناس وسمعتهمhttps://t.co/HpLyhIKNOv pic.twitter.com/H4Tv5vvp8w
— الوطن الإلكترونية (@WatanNews) October 30, 2018
مصر
مصر لم تكن بعيدة عن دول الخليج من هذا الأمر، حيث حصرت المؤسسات المختصة بالدولة المصرية عدد الشائعات التي تستهدف مصر والرئيس عبدالفتاح السيسي، عبر السوشيال ميديا خلال الشهر الواحد، وخاصة منذ إطاحة الشعب المصري بمساندة المؤسسات الوطنية المصرية بحكم جماعة «الإخوان» الإرهابية في عام 2013. وفي يونيو الماضي أقر مجلس النواب المصري مشروع قانون مكافحة الجرائم الإليكترونية والمعلوماتية، متضمنًا عدد من الاجراءات الحازمة لحفظ الأمن والسلام المجتمعي.
اقرأ أيضًا: السيسي والسوشيال ميديا
يذكر أن مواقع التواصل الإجتماعي (السوشيال ميديا) أصبحت ساحة جديدة للحرب، عبر تجنيد أشخاص وتكوين لجان اليكترونية تتبع أشخاص أو جهات تهدف لضرب أمن واستقرار البلاد، من خلال بثّ وترويج الشائعات والخوض في قضايا تمس الأمن القومي للبلاد من خلال معلومات مغلوطة.