بإشراف من «الغنوشي».. التنظيم السري لـ«إخوان تونس» يقتل معارضي النهضة
الثلاثاء، 30 أكتوبر 2018 08:00 ص
لو أقسموا أغلط الأيمان أن ليس للإخوان تنظيم سري فهم كاذبون، فالتنظيم الدولي للجماعة لديه جماعات مسلحة تعمل حتى الآن بشكل سري، أو ما يسمونه «نظاما خاصا»، ظهر مؤخرا في تونس، ونفذ عملية إرهابية، الإثنين.
النظام الخاص، هو نظام عسكري أسسته جماعة الإخوان في عام 1940، هدفه إعداد نخبة منتقاة من أعضاء الجماعة، للقيام بمهمات خاصة تخدم مصالح التنظيم.
ومع تشظي التنظيم عالميا، بات لكل فرع من فروع الجماعة تنظيما خاصا يتم اللجوء إليه وقت الحاجة. في تونس ظهر التنظيم مؤخرا، على مدار السنوات الخمس الماضية، وهناك تحركات داخل الدولة التونسية لكشف الأمر، وهو دفع البرلمان التونسي لاستجواب وزير الداخلية هشام الفراتي، بشأن ما أثير عن وجود تنظيم سري عسكري لحركة النهضة، أخذ على عاتقه القيام بعمليات إرهابية.
تفجير تونس
وجاء الاستجواب بالتزامن مع تفجير سيدة نفسها في شارع «الحبيب بورقيبة» وسط العاصمة، عبر قنبلة بدائية، وهو الأمر الذي فتح الباب على وجود مخازن أسلحة محلية داخل الدولة التونسية. وأسفر الحادث عن سقوط 9 جرحى، معظمهم من رجال الأمن، بالقرب من مقر وزارة الداخلية.
التنظيم السري لحركة النهضة
محللون سياسيون اعتبروا أن التفجير وثيق الصلة بحركة النهضة الإخوانية، فالتونسيون اعتادوا من الحركة أنه كلما ضاق الخناق سياسيا عليهم تقع عملية إرهابية في إطار عملية التخويف الجماعي التي تمارسها الحركة.
المحلل السياسي التونسي، محمد صالح العبيدي، قال في تصريحات صحفية، إن إعلان الداخلية بخصوص بدائية العبوة الناسفة، يوحي بأن هناك مخازن سلاح وتنظيمات سرية في البلاد، مضيفًا أن هناك مؤشرات تربط حركة النهضة بالحادث.
تفجير تونس
أولها أنه حين يزيد الضغط على الجماعة سياسيا فإنها تلجأ لمثل تلك العمليات للتخويف، مشيرًا إلى اغتيال المعارض شكري بلعيد، يوم 5 فبراير عام 2013 بعد مداخلة تليفزيونية، بعد اتهامه حركة النهضة بالتشريع للاغتيال السياسي، مضيفًا: «آنذاك واجهت الحركة حينها مأزقًا حقيقيًا في الشارع، فجاء اغتيال بلعيد في إطار عملية ترهيب للخصوم السياسيين والمعارضين، كما نجد أنه في يوليو 2013 عندما وجدت حكومة علي العريض نفسها أمام أزمة، وقعت عملية اغتيال محمد البراهمي، والآن.. فإن الحركة الإخوانية في أدنى مستوى شعبي لها»، متابعًا أن ثمة جناح سري مهمته تشتيت العبء المتصاعد على الحركة.
هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي
السبت الماضي، دعت هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمّد البراهمي، عميد قضاة التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب بالتحرّك الفوري وحجز الوثائق الموجودة بالغرفة السوداء لوزارة الداخلية، منعا لإتلافها وطمس معالم التنظيم السري لحركة النهضة.
الهيئة التونسية وبحسب ما صدر عنها، قالت إنه يجب على الأجهزة الأمنية زيادة الحرص لحماية محتويات الغرفة السوداء، إلى حين تسليمها إلى الجهاز القضائي، مشيرة إلى خوفها من عملية اختراق للداخلية وإتلاف الوثائق، وذلك لأن كلمة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، في افتتاح أعمال الندوة السنوية الثانية لإطارات الحركة السبت، حملت رسائلا حول الشأن.
وأكّدت الهيئة، أنّ أعوان إدارة الأرشيف بالمصالح المختصّة للداخلية يتعرّضون اليوم إلى تهديدات من قبل ما يسمى بالجهاز السرّي لحركة النهضة، بهدف وضع اليد على الوثائق التي بحوزتهم والتي تمّ إيداعها سابقا بطريقة غير قانونية، ودون إذن قضائي بناء على تعليمات من المدير العام للمصالح المختصّة بوزارة الداخلية آنذاك عاطف العمراني والمدير العام للأمن الوطني وحيد التوجاني.
تشكيل التنظيم السري لحركة النهضة
في 2 أكتوبر المنقضي، عرضت هيئة الدفاع عن شكري بلعيد والبراهمي، خلال مؤتمر صحفي بالوثائق والأسماء معطيات خطيرة جدا عن التنظيم الأمني السرّي الخاص بحركة النهضة الإخوانية.
رضا الرداوي عضو الهيئة، قال إن الجهاز الأمني السرّي لحركة النهضة يتكوّن من 6 أشخاص يشرف عليهم رئيس الحركة راشد الغنوشي وخمسة أعضاء آخرين هم نائب الغنوشي للشؤون الأمنية ورئيس مجلس الشورى أو نائبه ومسؤول الإعلام ومسؤول المالية والمشرف المعيّن من قبل رئيس الحركة على العمل الأمني.
اقرأ أيضًا.. تونس على خط النار.. «مرسي تونس» يبدأ خطة استنساخ المعزول
وتتمثل المهام الموكولة إلى هذا التنظيم في التنسيق مع الأجهزة الأمنية الرسمية في البلاد، لتأمين قيادات ومقرّات الحركة وتقديم دورات تربوية أمنية لأبناء النهضة والمنخرطين فيها، وجمع ومتابعة المعلومات الأمنية الخاصة بالحركة ودعم صناعة القرار السياسي وتحديد الموقف من العناصر الفاعلة سواء داخليا أو خارجيا وتقديم التقارير والدراسات الأمنية عن الأوضاع الأمنية للبلاد والحركة.
وكشف الرداوي أن رئيس التنظيم السرّي لحركة النهضة هو مصطفى خذر، إلى جانب شخص آخر يدعى رضا الباروني، موضحًا أن «خذر» من مجموعة «برّاكة الساحل» تلك المجموعة قادت محاولة الانقلاب من الجيش على نظام بن علي في عام 1991- تمّ تكريمه من قبل الرئيس المؤقت السابق منصف المرزوقي، وثبت أن لديه علاقات متينة واتصالات متكرّرة مع القيادات العليا لحركة النهضة، وعلى رأسهم الغنوشي والبحيري ورفيق عبد السلام.