طلب إحاطة.. برلمانى: ماذا يحدث داخل أكبر شركة حكومية لإنتاج السجائر في مصر؟

تسبب التصريح الذى أدلى به الدكتور عماد مصطفى، رئيس الشركة القابضة للصناعات الكيماوية، التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، يوم الأربعاء الماضى، حول تغيير رئيس مجلس إدارة الشركة الشرقية للدخان، التابعة للشركة القابضة للصناعات الكيماوية، الكثير من الجدل، وذلك عقب التصريح الصادر مؤخراً على لسان رئيس الشركة القابضة بشأن نية الشركة "الإطاحة" برؤساء 6 شركات تابعة للشركة القابضة، فالتصريح الذى حمل صيغة القرار المُسبق لم يحوى الكثير من التفاصيل وأسباب استبعاد القيادات الحكومية الثلاثة، أو آليات التحقيق معهم، لاتخاذ هذا القرار.

 

 

هذا ما استند إليه الدكتور محمد فؤاد عضو مجلس النواب عن دائرة العمرانية، والتى تقع فيها الشركة الأضخم في شركات قطاع الأعمال العام من حيث الأصول وحجم التعاملات والأهمية الاستراتيجية، إذ تقدم بطلب إحاطة إلى الدكتور على عبد العال رئيس البرلمان، موجه إلى كل من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والمهندس هشام توفيق وزير قطاع الأعمال، بشأن إطاحة رئيس الشركة القابضة للصناعات الكيماوية بعدد 6 رؤساء شركات تابعة له.

 

"لست بصدد التعقيب على قرار إدارى، بينما فكرة الإطاحة على حد تعبير رئيس الشركة القابضة، تشير تلقائياً إلى وجود شبهة مخالفة قد تم على أثرها إتخاذ ذلك القرار، ووجب على رئيس الشركة القابضة توضيح أبعاد وملابسات ذلك الأمر جلياً لتحقيق أكبر قدر من الشفافية والمصداقية"، هذا ما أوضحه النائب البرلمانى محمد فؤاد.

 

وقال: "فى ذات التصريح قال رئيس الشركة القابضة إنه كان من المقرر أن يتم طرح حصة إضافية من الشركة الشرقية للدخان فى البورصة خلال الشهر الجارى "أكتوبر 2018"، ضمن برنامج الطروحات الحكومية".

 

وحول برنامج إطروحات الشركات الحكومية في اكتتاب عام بالبورصة في إطار عمليات إعادة الهيكلة وتفادى استحواذ مستثمر رئيسي على شركة حكومية لعدم تكرار مسلسل فشل الخصخصة بشكلها التقليدي، قال "فؤاد" إن الحكومة قررت تأجيل تنفيذ هذا الطرح، دون إعلان موعد جديد، الأمر الذى يحتم على وزارة قطاع الأعمال توضيح الاستراتيجيات والأسباب التى تحكم ذلك الأمر سواء من ناحية تأجيل الطرح أو الموعد الجديد له، مطالباً بإحالة طلب الاحاطة إلى لجنة الصناعة بالبرلمان لمناقشته ودراسته وإتخاذ ما يلزم من اجراءات حياله.

 

جدير بالذكر أن الشركة الشرقية للدخان تستحوذ على قرابة 60% من سوق إنتج السجئر في مصر وقرابة 40% من سوق المعسل وهو ما يجعلها الشركة الأكثر نفوذًا داخل السوق المصري الذى يُعد احد اكبر أسواق انتاج واستهلاك التبغ في العالم، وتتحكم الشركة عبر مصانعها في مدينة الـ6 من أكتوبر في إنتاج السجائر لثلاثة شركات أجنبية وفقًا للرؤية الحكومية منذ ثورة 1952 التى جعلت الشركة الوطنية هى المتحكم في إنتاج السجائر لنفسها ولحساب الغير، لضمان توافر هذه السلعة الاستراتيجية ووضع آليات عملية لجمع الضرائب منها، إذ تُعد ضرائب السجائر والمعسل أحد أكبر من مصادر الدخل للخزينة العامة للدولة بقرابة 40 مليار جنيه سنويًا.