ترامب يستعد لحرب النجوم.. هل ترتفع حدة التوتر بين أمريكا وروسيا والصين؟
الأحد، 28 أكتوبر 2018 10:00 ص
مازالت تبعات انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مفاجئ من معاهدة حظر الصواريخ النووية متوسطة المدى التي كان تم توقيعها في (1987) تتوالى. وفي هذا الصدد كانت صحيفة «فاينانشال تايمز»، قالت إن الإعلان الأمريكي لم يلق تأييدا من جانب الناتو أو الاتحاد الأوروبي بينما كانت بريطانيا فقط المؤيدة لواشنطن حيث قال وزير الدفاع البريطانى جافين وليامسون إن بلاده تقف بحزم مطلق مع الولايات المتحدة بعد إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عزمه الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية مع روسيا.
ويبدو ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدأ يتخذ خطوات من شأنها ان تضمن له الأمان وردع القوتيين الصينية والروسية، وهو عن طريق إنشاء قوة عسكرية فضائية بتكلفة تصل إلى (13) مليار دولار على (5) سنوات- على حد زعمه- حيث قال مايك بنس إن الدولتان المنافستان تسعيان لإرسال أسلحة للفضاء وأن أمريكا يجب أن تحتفظ بالسيطرة على الفضاء لحماية أمنها القومي.
كان «وليامسون»، اعتبر، انسحاب أمريكا من الاتفاق المبرم مع روسيا: «رسالة واضحة مفادها أن روسيا تحتاج إلى احترام التزامات المعاهدة التي وقعتها»- على حد وصفه.
على الجانب الأخر، بدأت روسيا تتخذ موقفها الرسمي، الذي تمثل في انتقاد واشنطن باعتبار أن الولايات المتحدة تستهدف وضع صواريخ فى مواجهة الحدود الروسية. وبينما أعلن المتحدث باسم الكرملين، ديمترى بيسكوف أن المعاهدة بها بعض العيوب فإن هذا لا يستدعى الانسحاب منها كليا.
مع ذلك لا يبدو أن روسيا تنتقد واشنطن بالحدة المتوقعة حيث إن العديد من المواقع الأمريكية وحتى المعارضة لترامب تؤكد أن موسكو لم تكن تريد استمرار المعاهدة.
مجلة «نيوزويك» الأمريكية قالت إن روسيا كانت من البداية ترغب فى قتل هذه المعاهدة، وأن موسكو كانت تنتهك الاتفاقية منذ سنوات.
ونقلت المجلة تصريحات عن إلين تاوشير وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية السابقة لشئون الرقابة على السلاح فى إدارة أوباما، والتى قالت: «الأمر أعقد من مجرد دور روسيا فى المعاهدة، أعتقد أن جون بولتون هو من يقف خلف هذا وذلك لأنه لا توجد معاهدة تعجبه».
التطورات التي يشهدا الصراع الأمريكي الروسي، تبشر بأن الفترة المقبلة، سوفت تصاعد فيها حدة التوتر بين البلدين، والتي قد تصل إلى صراع اقتصادي وتضييق خناق على الجانبيين، وهو ما يشير إلى أن أمريكا، قد تشهد تكتلات دفاعية لمواجهة القرارات التي يفرضها دونالد ترامب، دون الالتزام بالمعاير والاتفاقات الدولية مع تلك البلدان.
فعلى رغم أن روسيا تقول الأن إنها لا تفضل انسحاب أمريكا منها إلا أن الموقف كان مختلفا فى السابق ، ففى 2014 نشرت BBC اتهاما من الولايات المتحدة لموسكو بانتهاك المعاهدة وذلك بعدما اجرت موسكو اختبارات لتطوير الصواريخ كروز أرض جو، على الرغم من أن الاتهام الأمريكى وقتها لم يأتى بأى تفاصيل حول نوعية التجارب.
وفى يناير 2015 حذرت صحيفة «الجارديان» من أن أمريكا وروسيا فى خطر العودة لمرحلة الحرب الباردة، وذلك بعدما وجهت أمريكا اتهاما أخر لموسكو بالعمل على تطوير صواريخ كروز ذات القدرات النووية. كذلك كان تقرير الناتو السنوى لعام 2015 يقول: «روسيا تقعمل على تطوير قدراتها العسكرية ككل ووصلت لمستويات لم تحدث من قبل سوى فى ذروة الحرب الباردة».
لبيان خطورة الموقف فى الإعلام الأمريكى جاءت وكالة بلومبرج التى تعارض ترامب، وقالت صراحة فى تقريرها إن الرئيس الأمريكى محق فى الانسحاب من المعاهدة النووية لسببين، الأول هو الاختراقات الروسية والثانى هو أن الصين ليست جزء من المعاهدة أصلا.
وذلك فى إشارة للتقارير التى تقول إن جون بولتون الذى دعا من قبل للانسحاب من المعاهدة كان يعتبر الصين الهدف الأساسى من هذا الانسحاب.
لكن إذا كان الاهتمام الأمريكى متوجها للصين فهذا يعنى أن موسكو ستكون حرة فى إجراء ما تريد من تجارب خاصة وأن واشنطن لن تكون جزء من المعاهدة ولا يمكنها انتقاد روسيا بعدها.