ماذا تعرف عن مستويات ومعدلات وتعريفات الفقر؟.. تقرير للبنك الدولي يجيب
السبت، 27 أكتوبر 2018 12:00 م
فى تعريف جديد للفقر ومعدلاته، وكيف اختلف الآن عنه من سنوات مضت، قدم البنك الدولي في موقعه الإلكتروني تقريرا عن الفقر ومستوياته وتغير معدلاته، حيث يرصد التقرير فى تفاصيله شكلا جديدا للفقر غير المالى، والذي قد يقتصر عليه البعض فى تعريفهم للفقر.
ففي الفترة بين عامي 1990 و2015، خرج أكثر من مليار شخص من هوة الفقر المدقع، وأصبح معدل الفقر العالمي الآن عند أقل مستوياته المسجلة في التاريخ، وفي عام 1990 كان ما يقرب من 36% من سكان العالم يعيشون على أقل من 1.9 دولار في اليوم، كما أن هذا العدد تقلص إلى 10% بحلول عام 2015، وتظهر التوقعات الأولية لعام 2018 أن الفقر المدقع في العالم تقلص أكثر إلى 8.6%، متجاوزا بعامين الهدف المرحلي المحدد عند 9% بحلول عام 2020.
اقرأ أيضا: مبيعات «آمازون» تتراجع رغم قرب موسم أعياد الميلاد.. تعرف على السبب
يعود الكثير من هذا الانخفاض إلى النمو المذهل في آسيا، لاسيما الصين والهند، ورغم استمرار تراجع الفقر العالمي، هناك علامات مزعجة تنجلي مع انخفاض وتيرة التراجع إذا استمر هذا الاتجاه، فقد يهدد هدف إنهاء الفقر المدقع بحلول عام 2030.
يأتى ذلك لأن الفقر بات أكثر انتشارا في مناطق معينة من العالم، خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء والبلدان المتأثرة بالصراعات، فالعدد الإجمالي للفقراء في أفريقيا جنوب الصحراء في تزايد مطرد، وفي عام 2015، كان عدد من يعيشون في فقر مدقع في تلك المنطقة يزيد عن إجمالي عددهم في العالم كله.
وتتنبأ التوقعات أنه بحلول عام 2030، يتوقع أن ما يقرب من 9 من بين كل 10 أشخاص فقراء سيعيشون في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وسيبقى الفقر في خانة الرقمين، ورصد أوجه الحرمان المالي وحده لا يمكن أن يرسم صورة كاملة لهذا. فالمرء قد لا يكون فقيرا بمعايير المال، لكنه يمكن أن يظل يشعر بآثار الفقر إذا كان قد حُرم الحصول على الاحتياجات الأساسية كالرعاية الصحية والمياه النظيفة والتعليم.
اقرأ أيضا: المعركة بين الصين وأمريكا ليست تجارية فقط.. تعرف على الأسباب
جاء البنك الدولي بإجراء متعدد الأبعاد يدرس العديد من أشكال الحرمان التي تشمل الاستهلاك أو الدخل مع قياسات للتعليم والحصول على خدمات البنية التحتية الأساسية، كالكهرباء والمياه والصرف الصحي، ويظهر الإجراء الجديد أن الفقر يمكن أن يكون أكثر تفشيا وتجذرا مما كنا نعتقد.
وفي عينة من 119 بلدا أخذت حوالي عام 2013، كان هناك واحد فقط من بين كل ثمانية أشخاص فقيرا من الناحية المالية، إلا أن واحدا من بين كل خمسة أشخاص أيضا كان محروما من منظور آخر على الأقل، كالتعليم ومرافق الصرف الصحي.
في النهاية، يعايش الناس الفقر بشكل مختلف، حتى داخل الأسرة نفسها، لم تتمكن الإجراءات التقليدية من رصد التباينات، لأن المسوح تتوقف عند مستوى الأسرة، فقياس الفقر كما يشهده الأفراد يتطلب دراسة كيفية تقسيم الموارد بين أفراد الأسرة.
اقرأ أيضا: تدهور اقتصادي جديد في إيطاليا يهدد الاتحاد الأوروبي.. اعرف التفاصيل
ورغم أن البيانات محدودة، فثمة دليل على أن النساء والأطفال يتأثرون بالفقر بدرجات غير متناسبة في العديد من البلدان، وليس كلها ومع هذا، فهناك حاجة إلى رصد أنماط الاستهلاك لدى الأفراد حتى تستطيع الحكومات أن تنفذ السياسات، خاصة المرتبطة بمشاركة النساء في القوة العاملة وتنمية الطفولة المبكرة لتضييق فجوة التفاوت داخل الأسر.
إذا كان من الواضح أن الجهود الرامية للقضاء على الفقر لم تنته بعد، فإن الغالبية العظمى من الفقراء تعيش في البلدان متوسطة الدخل حيث يرسم قياس الفقر المدقع فقط جانبا من الصورة، للقضاء على الفقر في هذه البلدان، نحتاج إلى توسيع نطاقنا، واختبار الحرمان من زوايا عديدة، وإدراك التعقيد الأكبر الكامن في مفهوم الفقر حول العالم.
قال فرانسيسكو فيريرا، كبير مستشاري مجموعة بحوث التنمية لدى البنك الدولي، "بهذا التقرير، يوسع البنك الدولي بدرجة أساسية رؤيتنا المؤسسية عن الفقر مع إبقاء التركيز الثابت والأساسي على الفقر المالي المدقع عند أقل من 1.9 دولار ، كما أن هذا المزج بين اتساع النطاق والتركيز ينبع من إدراك أن الفقر فكرة معقدة متعددة الأوجه وراسخة اجتماعيا، ويدمجها بالإصرار على التصدي أولا لأعمق أشكال الحرمان- خاصة في أفريقيا".