من انتصر في معركة «الحكومة العراقية»؟.. هكذا خدع مقتدى الصدر الأحزاب الموالية لإيران

يطرح تصديق البرلمان العراقي على 14 وزيرا من حكومة رئيس الوزراء العراقي الجديد، عادل عبد المهدي، سؤالا هاما حول من انتصر في معركة المشاورات الخاصة بتشكيل الحكومة، هل ائتلاف "سائرون" الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر، أم الأحزاب الموالية لإيران؟

اقرأ أيضا: الساعات الأخيرة قبل تصديق البرلمان العراقي على حكومته الجديدة.. هذه الوزارات لم تحسم بعد

الفترة الماضية شهدت ممارسة الأحزاب العراقية الموالية لإيران ضغطا كبيرا على عادل عبد المهدي من أجل تنفيذ أجندتها الرامية نحو فرض شخصيات بعينها في الحقائب الوزارية، ورغم تصدى رئيس الحكومة العراقية لهذه المحاولات إلا أنه في النهاية اضطر لوضع شخصيات من تلك الأحزاب ضمن مرشحي حكومته.

مقتدى الصدر

على الجانب الآخر، ظهر ائتلاف سائرون الذي تمكن من الفوز بالأغلبية في البرلمان العراقي، متماسكا رافضا لسياسة المحاصصة التي يتبعها بعض الأحزاب العراقية، وهو ما ظهر في رسائل زعيم الائتلاف مقتدى الصدر، الذي أكد أكثر من مرة ضرورة الاعتماد على المستقلين بدلا من مرشحي الأحزاب.

اقرأ أيضا: كيف يستعد العراق لاستعادة رونقه والعودةإلى قلب المنطقة العربية النابض؟.. برهم صالح يجيب

خلال الجلسة التي عقدها البرلمان العراقي للتصديق على الحكومة الجديدة، شهدت خلافات واسعة بين التكتلات والائتلافات العراقية، اضطرت في النهاية نواب ائتلاف سائرون إلى الانسحاب من الجلسة بعد التصديق على الحكومة.

عادل عبد المهدى

تقارير عربية كثيرة سلطت الضوء على هذه المعركة التي نشبت بين الأحزاب العراقية، خلال مشاورات تشكيل الحكومة، حيث ذكرت صحيفة "العرب" اللندنية، أن القوى السياسية الشيعية والسنية في العراق، استغرقت بعض الساعات لتستوعب حقيقة أن رجل الدين العنيد مقتدى الصدر، ربح جولة حاسمة من حلفاء إيران في سباق تشكيل الحكومة، عندما أفشل بشكل عملي، التصويت على معظم مرشحي الأحزاب العراقية القريبة من طهران، حيث تبين أن كتلة سائرون حاولت الاستفادة من عامل الوقت، من خلال التصويت على جزء محدد من الحكومة، يضمن الشرعية الدستورية الكاملة لرئيس الوزراء الجديد عادل عبدالمهدي من جهة أخرى، ويسمح بنيل بعض الوزراء، دون غيرهم، ثقة البرلمان من جهة أخرى.

اقرأ أيضا: العراق يضمد جراحه.. هل تيقظ حكومة «التكنوقراط» بغداد من كبوتها؟

الصحيفة العربية لفتت إلى أن خطة مقتدى الصدر حققت نجاحا ساحقا إذ نال جميع الوزراء الذين يؤيدهم سائرون ثقة البرلمان عند طرحهم أولا، وعددهم 14 وزيرا، قبل أن يحجم عادل عبدالمهدي لسبب مجهول عن عرض باقي أسماء أعضاء حكومته على التصويت، ثم اتضح أن البرلمان صوت على جميع مرشحي كتلة الإصلاح، التي تضم سائرون، والنصر بزعامة حيدر العبادي، بينما أجل التصويت على وزراء تحالف البناء الذي يضم منظمة بدر بزعامة هادي العامري ودولة القانون بزعامة نوري المالكي وعصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، وجميعهم موالون لإيران، حيث تم دفع البرلمان العراقي إلى التصويت على جميع المرشحين الذين تتبناهم قائمة سائرون، من دون أن يكونوا على صلة تنظيمية معه، وفي مقدمتهم وزير النفط ثامر.

نورى المالكى