كيف رصد «اليهود العرب» تاريخ «المزارحين» في إسرائيل؟ (قرأة في القومية والديانة والإثنية)
السبت، 27 أكتوبر 2018 02:00 ص
«اليهود العرب.. قراءة مابعد كولونيالية فى القومية والديانة والإثنية».. كتاب جديد صدر عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية «مدار»، يدور حول اليهود العرب المزارحيين «الشرقيين»، ويقدم دراسة لتلك الفئة التي يعتبرها مؤلف الكتاب «يهودا شهناف»، عربا قلبا وقالبا، وترجمه عن الإنجليزية ياسين السيد.
يحاول «شهناف» من خلال الكتاب الذي يضم قصصا جديدة للعلاقات القائمة بين الفئات الاجتماعية، توظيف التاريخ للنظر في تفاصيل الصهيونية وتاريخها نفسها، بالإضافة إلى إعادة الثقة لمصطلح اليهود العرب، وذلك في إطار تفنيد ماكرسة الخطاب الصهيوني وما يزال من تضاد بين العرب واليهود عموما.
اقرأ أيضا: "يا مشاور النسوان يا خسران".. ماذا قالت الأمثال الشعبية قديماً عن المرأة؟
يكشف مؤلف الكتاب عن مقاربة مختلفة تفككك هذا الخطاب، وتضعه فى السياق الكولونيالى للحركة الصهيونية، وتكشف عن مساجلات أرشيفية جديدة تظهر النظرة الاستشراقية التى اتسمت بها النخب الصهيونية تجاه هؤلاء اليهود العرب، مفترضا أن أن درس اليهود العرب ينبغي أن يجد نقطة بدايته في مطلع العقد الرابع من القرن العشرين الفائت.
وعندما فتحت الحركة الصهيونية أعينها على اليهود العرب باعتبارهم مخزونًا للهجرة اليهودية، وليس عند وصولهم إلى إسرائيل خلال حقبة الخمسينيات من القرن نفسه. ويتيح هذا الأمر إمكان وضع درس العلاقات القائمة بين اليهود المزراحيين واليهود الأشكنازيين فى سياق اللقاءات الكولونيالية المبكرة التى حصلت بين اليهود العرب والمبعوثين الصهاينة الأوروبيين قبل إقامة إسرائيل وخارج فلسطين، كما يتيح إمكان درس الطريقة التى أعيد فيها إنتاج هذه العلاقات عقب وصول اليهود العرب إلى إسرائيل.
ويستعيد شنهاف خضوع اليهود العرب للدرس بحسب مجموعة متنوعة من وجهات النظر والروايات التاريخية. فقد تعاملت الأبحاث التى أعدتها المدرسة التاريخية اليهودية، وعلى مدى ردح طويل من الزمن، مع هؤلاء اليهود فى المجتمعات الأصلية «التي استضافتهم»، ودرست ثقافاتهم المحلية وتواريخهم الدينية وعلاقاتهم مع الجاليات اليهودية الأخرى والأنماط المتغيرة التى وسمت علاقاتهم مع البيئات العربية المحيطة بهم. وركزت وجهات النظر التى انطوى عليها التاريخ الاجتماعى على الخصائص الديمغرافية لليهود العرب، من قبيل أنماط الزواج والخصوبة، وحياتهم اليومية ومواقعهم الطبقية المتغيرة.
اقرأ أيضا: أبرزهم عمال المناجم وإزالة الألغام.. هذه الوظائف هى الأكثر خطورة في عام 2018
ومن جهة أخرى، تصدت الدراسات التى تتناول المجتمع الإسرائيلى لاستيعاب المزراحيين فى إسرائيل، وللقائهم مع الدولة، وتعبئتهم وحشدهم من خلال السياسة، وأشكال احتجاجاتهم وحراكهم أو جمودهم ومكانهم ضمن منظومة التقسيم الطبقى والأنظمة السياسية الإسرائيلية.