هل تتحد أوروبا مع موسكو ضد واشنطن؟.. القارة العجوز تعترض على تلميحات انسحاب أمريكا من المعاهدات
الجمعة، 26 أكتوبر 2018 11:00 م
يبدو أن الاحتجاج على تلميح الولايات المتحدة الأمريكية بالانسحاب من اتفاقية القضاء على الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، لن يقتصر على روسيا فقط، بل إن دول في الاتحاد الأوروبي شن هجوما على واشنطن بسبب سياساتها الرامية نحو الانسحاب من الاتفاقيات التي أبرمت في وقت سابق.
فلاديمير بوتين
موسكو لم تتوقف على الهجوم على السياسة الأمريكية في التراجع عن المعاهدات، بل أيضا وصت إلى حد التهديد برد قاسي حال نشرت الولايات المتحدة الأمريكية صواريخ لها في دول أوروبية، حيث إن هذه المعركة في طريقها للاشتعال خاصة في ظل إصرار الإدارة الأمريكية على المضي قدما نحو الانسحاب من المعاهدة.
التشيك أيضا كانت من الدول التي تضامنت مع روسيا، وأعلنت رفضها لتلميح الولايات المتحدة الأمريكية، الانسحاب من معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، معتبرة أن هذه الخطوة تفقد واشنطن مصداقياتها.
دونالد ترامب
في هذا السياق، نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، عن الرئيس التشيكي، ميلوش زيمان تعليقه على تصريح رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب بشأن نيته الانسحاب من معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، بتأكيده أن أي طرف ينسحب من المعاهدة التي أبرمت سابقا، يفقد مصداقيته، معلنا تضامنه مع رأي الاتحاد الأوروبي الذي احتج على الانسحاب الأمريكي من هذه المعاهدة، حيث إن دونالد ترامب انسحب من العديد من المعاهدة الدولية ومعاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى ليست الأولى والوحيدة، فإذا أخليت بعقد ما أبرمته، فأنك تفقد مصداقيتك.
الرئيس التشيكي ميلوش زيمان
ويبدو أن الاتحاد الأوروبي يتجه نحو تكوين رأي معارض للقرار الأمريكي، بشأن الموقف من معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، مثلما فعل بشأن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.
أزمة الاتحاد الأوروبي مع واشنطن تأتي تزامنا مع التهديد الروسي للولايات المتحدة الأمريكية الذي جاء على لسان، المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، عندما أشارت إلى أن روسيا ستكون مضطرة للرد في حال دمرت الولايات المتحدة معاهدة الصواريخ، حيث أن الخروج المحتمل لواشنطن من معاهدة الصواريخ سيكون واحدا من أخطر الأخطاء الأمريكية في الآونة الأخيرة.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تلتزم بالمعاهدة في الوقت الذي تنتهكها فيه موسكو، لافتا إلى أن واشنطنستطور هذه الصواريخ المتوسطة المدى وقصيرة المدى، حتى ذلك الوقت الذي ستأتي فيه روسيا إلينا وتأتي والصين إلينا، ويأتي الجميع إلينا، ويقولون، دعونا نكون أكثر حكمة، ودعونا نتفق على عدم تطوير هذه الأسلحة.