كيف استحوذت الفتاوى على 95% من خطاب التنظيمات الإرهابية؟.. المؤشر العالمي يجيب

المؤشر العالمى للفتوى كشف مؤخرًا عن كيفية استخدام التنظيمات الإرهابية للفتوى في تطويع أهدافها، مؤكدا أن الفتاوى عموما تستحوذ على نحو 95% من خطاب التنظيمات الإرهابية، وأن 85% من إجمالى تلك الفتاوى سياسية، حيث تدور حول تكفير الحكام والديمقراطية، وتحريم المشاركة في الانتخابات، وغيرها من الفتاوى الشاذة التى لا تزال تشكل العنوان الرئيسي لكتب وإصدارات تلك التنظيمات.

اقرأ أيضا: آخر الفتاوى الشاذة للحوثيين.. الزواج من أتباع الحكومة اليمنية حرام شرعا

المؤشر العالمى للفتوى كشف أيضا أن تلك الفتاوى في مجملها تتحدث عن الجهاد وبلاد الإسلام وبلاد الكفر، كما تتحدث كثيرا عن ضرورة دفع الصائل وتبرير أعمال القتل والحرق، كما تتضمن خطابا يعتمد على حشد الشباب والأطفال والنساء لمعارك تكاد تكون شخصية فى الأساس وهدفها تحقيق غايات أصحابها.

كما أوضح المؤشر العالمى للفتوى أن تنظيم داعش الإرهابى يستغل الفتوى في تحريك وصناعة الأحداث؛ مشيرا إلى أن التنظيم تمكن من تطويع الفتوى لتحقيق أهدافه بنسبة قد تصل إلى 90%، ففي كل عملية إرهابية لعناصر التنظيم يسبقها عادة فتوى تحللها، موضحا أن تنظيم القاعدة يعتمد غالبا على الفتوى اللاحقة، والتي تصدر بعد تنفيذ أحداث بعينها لتبريرها.

المؤشر العالمى للفتوى أكد أيضا أن التنظيمات الإرهابية تستخدم الفتوى في إدارة الخلافات الأيديولوجية بينها، مشيرًا إلى ذلك يتضح من خلال الصراع القائم بالفتوى بين فرعي تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، حيث بلغت نسبة الفتاوى المتبادلة بينهما في ذلك الصراع نحو 10% من إجمالي فتاوى التنظيمات الإرهابية.

وبرهن المؤشر على استمرار تلك التنظيمات في استغلال الفتوى لتبرير أعمال العنف والتطرف والقتل والإرهاب، بما حدث مؤخرًا من عثور الأجهزة الأمنية على مجموعة كبيرة من كتب الفتاوى المفخخة داخل منزل عائلة الإرهابي هشام عشماوي، والذي تم ضبطه في ليبيا، حيث تبين من فحص تلك الكتب أنها تتضمن العديد من الفتاوى التي تُبيح العمليات الانتحارية.

وفى ذلك السياق، نبه المؤشر العالمى للفتوى، على ضرورة المواجهة الفكرية والرد على تلك الفتاوى التى طالما يصدرها قيادات التنظيمات الإرهابية، إذ إنها تعد أهم أدوات التجنيد والحشد لدى تلك التنظيمات.

اقرأ أيضا: هل يجوز استخراج تراخيص البناء والهدم بناء على عقود البيع الابتدائية؟..فتوى تُجيب (مستند)

يذكر أن الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أطلق المؤشر العالمي للفتوى، وهو أول مؤشر من نوعه فى هذا المجال، تنفذه وحدة الدراسات الاستراتيجية بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، وذلك خلال البيان الختامى للمؤتمر العالمي للإفتاء، الذى نظمته الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم خلال الفترة من 16 : 18 أكتوبر الجارى، تحت رعاية الرئيس السيسي.

كما يُعدّ المؤشر العالمي للفتوى بمثابة الآلية والترمومتر الذي يعيد الفتاوى غير المنضبطة الخارجة عن المسار الصحيح إلى سياقها المنضبط وطريقها القويم، حتى لا تظهر خطابات إفتائية متشددة أو منحلة تكون بمنأى عن الحضارة الإسلامية السمحة عبر كل زمان ومكان.