طالع واكل ونازل واكل..
المزارعون ومربو الدواجن يصرخون..نحن نخسر والوسطاء والتجار والسماسرة يربحون
الخميس، 25 أكتوبر 2018 04:00 م
ألقت مشكلة ارتفاع أسعار بعض الخضروات والفاكهة والدواجن، وخاصة البطاطس والطماطم والفراخ الحيّة، الضوء من جديد على دور التجار والوسطاء والسماسرة، الذين يستغلون ويعيشون على الأزمات، ويستفيدون من المُنتِج والمُستهلِك على السواء، ينتشرون ويتغلغلون فى كل مراحل وقطاعات الإنتاج، والتسويق الزراعى والداجنى بمحافظات مصر من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها، وهو ما يعانى منه الجميع المنتجين الزراعيين والمستهلكين والمربين.
ففى أزمات ارتفاع أسعار الطماطم والبطاطس والدواجن وتوريد القطن وغيرها وغيرها، كان المتهم الغائب الحاضر فى كل أزمة هو التاجر والوسيط و السمسار، الذى يستنزف الطرفين المنتج والمستهلك، فالمزارعون والفلاحون ومربو الدواجن يشتكون مُر الشكوى، من أنهم يبيعون إنتاجهم الزراعى بهامش ربح طفيف جداً يؤدى فى كثير من الأحيان إلى الخسارة، وكذلك مربو الدواجن يؤكدون أيضا أنهم يبيعون إنتاجهم يومياً للتجار والوسطاء والسماسرة بهامش ربح قليل لا يؤدى إلى أى إضرار أو إرهاق بدخل المستهلك، غير أن الرابح فى كل ذلك هو التاجر والوسيط والسمسار.
المساحة كبيرة والإنتاج وفير
زراعات البطاطس
من الأمور الغريبة أن الخضروات التى يعاني المستهلك من ارتفاع أسعارها وندرتها بالأسواق، تزرع منها مصر مساحات كبيرة تعطى إنتاجية هائلة، وتعتبر مصر ثامن دولة في إنتاج الطماطم علي مستوى العالم، حسب تقارير و بيانات وزارة الزراعة، وخلال العام الحالى تمت زراعة حوالى 500 ألف فدان من المحصول بإنتاجية 20 طناً في المتوسط للفدان، ويبلغ متوسط إنتاج مصر من الطماطم حوالى 10 ملايين طن سنوياً والصادرات تصل لحوالى 500 ألف طن، وفى البطاطس أيضا تصل المساحات المنزرعة من المحصول فى الثلاث عروات (الصيفى والنيلى والشتوى)، حوالى 376 ألف فدان بمتوسط إنتاجية 11 طناً و600 كيلو جرام بإجمالى إنتاج يبلغ 4 ملايين و200 ألف طن سنوياً ، وفى صناعة الدواجن يصل الإنتاج لحوالى 1.3 مليار طائر وفقاً لإحصائيات وزارة الزراعة، والسؤال: إذا كان الإنتاج وفيراً وبهذه الكميات والملايين والمليارات من الأطنان، فلماذا تحدث الأزمات؟
الوسطاء والسماسرة
زراعات الطماطم
عن أدوار الوسيط والتاجر والسمسار فى الإنتاج الزراعى والحيوانى والداجنى ونقله وتسويقه، قال المهندس محمد أبو عكر من الغربية، إن التاجر على وجه الخصوص هو من يأتى ــ فى الغالب ــ لشراء الإنتاج أو المُنتَج من المزارعين والفلاحين والمربين، ويحصل على هامش ربح نتيجة لتحمله نفقات النقل سواء بسياراته أو بسيارات يتم استئجارها، وقد يكون التاجر صغيراً فيحتاج إلى وسيط يقوم بتجهيز أو جمع المنتج من المزارعين أو المربين، ثم يُضاف هامش ربح لكلٍ منهما، وعلى سبيل المثال فقد يشترى التاجر كيلو الفراخ من المزرعة بـ 18 – 20 جنيهاً، ويقوم ببيعه مابين 25 – 30 جنيهاً، بعد إضافة نفقات ومصاريف النقل والعاملين معه والحمالين وغيره من النفقات، وعلى مستوى الإنتاج الزراعي قال أبو عكر،: إن التجار جمعوا محصول البطاطس فى بداية الموسم أيضا، بسعر الكيلو 140 قرشاً و جنيهين، ثم تخزينها فى الثلاجات والبرادات حتى يتم بيعها الآن بـ 14 جنيه، وتابع أبو عكر أن هؤلاء التجار لابد وأن يكسبوا ويربحوا، لأنهم ينفقون ويدفعون أموالهم ويعملون فى هذه المهنة، وهى التجارة فى الإنتاج الزراعى أو الداجنى، ولكن لابد وأن يكون الربح معقول وليس على حساب المزارع والمنتج والمربى والمستهلك، ولا يكون هذا الربح كبيراً وحراماً.
مساومة على الأسعار
مزرعة دواجن
ما يحدث فى البطاطس يحدث فى الطماطم ويحدث فى القطن وكذلك الدواجن، بهذه الكلمات أشار على عبد الستار مزارع من بنى سويف، إلى موطن المشكلة عندما قال: التاجر أو الوسيط أو حتى السمسار يأتى للمزارع فى الوقت الذى يكون فيه الفلاح والمربى فى أضعف حالاته، وهى بعد حصاد أو جنى أو جمع المحصول، وهنا يكون المزارع قد استوى طوال الموسم فى المصاريف والنفقات، ويتلهّف للحصول على الربح أو مقابل ما قد أنفقه، لسداد ديونه وقروضه ومستلزمات الإنتاج، لذلك يبدأ التجار والوسطاء والسماسرة، فى ملاعبته والضغط عليه، وعندما يكون المحصول قليل والمساحات محدودة والتجار كثيرون يأتوننا حتى البيت، وهذا حدث ويحدث فى الخضروات وخاصة الطماطم والبطاطس والبنجر والقطن، والمزارع المسكين لابد وأن يقوم ببيع محصوله نظراً لمتطلبات بيته وأولاده ونفقات الزراعة، أمّا التاجر أو الوسيط فلا يعنيه شىء، فهو رابح من كل النواحى، من المُنتِج والمستهلِك، وفى أوقات كثيرة يشترى التاجر المحصول بتراب الفلوس، ثم يقوم بتخزينه لوقت أن ترتفع فيه الأسعار ثم يبدأ فى البيع ويجنى الكثير والكثير فى حين يكون المزارع أو المربى قد باع بهامش ربح ربما كان سبباً فى خسارته.