الصواريخ المتوسطة والقصيرة تعيد أجواء الحرب الباردة بين أمريكا وروسيا
الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018 04:00 ص
يبدو أن العالم سيكون أمام تهديد نووي جديد، في ظل تصاعد الصراع القائم بين الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، والاتهامات المتبادلة بانتهاك المعاهدات الدولية، آخرها معاهدة القضاء على الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.
تصريحات شديدة اللهجة صدرت من مؤسسة الرئاسة الروسية تحمل تصعيدا خطيرا بإمكانية نشوب حرب بين الولايات المتحدة الأمريكية، بعد إعلان واشنطن مؤخرا الانسحاب من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.
البداية كانت بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال في وقت سابق، إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تنوي الامتثال لمعاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى عندما تنتهكها موسكو، وسوف تنسحب من المعاهدة خلال الفترة المقبلة.
تصريحات الرئيس الأمريكي قوبلت برد قوي من المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، حيث نقلت شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية عن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، تأكيده أن العالم سيصبح مكانا أكثر خطرا إن انسحبت الولايات المتحدة من اتفاقية الأسلحة النووية متوسطة المدى، حيث إن روسيا لن تكون البادئة في مهاجمة أي أحد.
وتطرق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، إلى عدم امتثال واشنطن لمعاهدة القضاء على الصواريخ المتوسطة والقصيرة، حيث نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عنه تأكيده أن انهيار معاهدة القضاء على الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى سيضر بالأمن والاستقرار العالميين. وتابع: قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا وتكرارا، إن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بإجراءات من شأنها طمس أحكام هذه المعاهدة، وهذا يشكل انتهاكا لأحكام المعاهدة، وبشكل مناسب.
وأكمل متحدث الرئاسة الروسية: «أشار بوتين دائما أن هدم هذه الوثيقة سيضر بالأمن والاستقرار في العالم، فالقضايا الإشكالية لا تزال قائمة حول المعاهدة، على سبيل المثال، أن العديد من البلدان في آسيا ومناطق أخرى تقوم بتطوير أنظمة مماثلة يمكن اعتبارها صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، ومع ذلك، تبقى روسيا والولايات المتحدة، الدولتين الرئيسيتين المسؤولتين عن الاستقرار والأمن العالميين».
في المقابل سعى الاتحاد الأوروبي للتدخل لإنهاء تلك الأزمة القائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، حيث نقلت الوكالة الروسية، عن المتحدثة الرسمية باسم مفوضية الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، مايا كوسيانتشيتش، إعلانها أن الاتحاد الأوروبي يعتبر معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، حجر زاوية الأمن الأوروبي.
ويرى الاتحاد الأوروبي، أنه ينبغي على الولايات المتحدة وروسيا إجراء حوار بناء للحفاظ عليها، فمعاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، أسهمت في إنهاء الحرب الباردة وسباق التسلح النووي، وتعتبر إحدى أحجار زوايا للبنية الأمنية الأوروبية. كما تعتبر إسهاما مهما في الالتزامات حسب اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية.
المتحدثة الرسمية باسم مفوضية الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أشارت إلى أن على الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا مواصلة الحوار البناء للحفاظ على المعاهدة وتأمين تنفيذها التام، وإمكانية التحقق من التنفيذ، الأمر الذي يعتبر بالطبع حاسما للأمن الأوروبي والعالمي، فالاتحاد الأوروبي يعول على أن رد روسي موضوعي وشفاف على الشواغل المتعلقة بالامتثال لمعاهدة الأسلحة النووية.