دبلوماسية ترامب الانسحابية تهدد باشتعال حرب نووية.. ما مكاسب إسرائيل؟
الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018 04:00 م
خطوات وتحركات تشهدها الدبلوماسية الأمريكية خلال العامين الماضيين تثير الجدل على الساحة العالمية، لا يمكن فصلها عن التغيير الذي شهدته في رأس الحكم في البلاد عندما انتخب رجل الأعمال الأمريكي دونالد ترامب ليكون رئيسًا للبلاد، فمصطلح «انسحاب» بات أكثر ارتباطًا بالدبلوماسية الأمريكية منذ بزوغ الرئيس الأمريكي على الساحة السياسية في البلاد، سواء من المعاهدات الدولية أو الاتفاقات، أو حتى بعض المنظمات الدولية.
وفي إطار سياسة الضغط التي تتبناها إدارة ترامب على الخفاء قبل الخصوم، في محاولة لإجبارهم على السير في الطريق الأمريكي والرضوخ لرغبات اقتصادية أو سياسية، تعددت القرارات الأمريكية الخاصة بالانسحاب من الاتفاقيات الدولية التي وقعتها واشنطن سابقًا، بداية من الانسحاب من الصفقة النووية الإيرانية واتفاقية باريس للمناخ، والمجلس الدولى لحقوق الانسان، وكذلك منظمة اليونسكو، بالإضافة إلى تخليها عن التزاماتها التجارية الموثقة باتفاقات مع الحلفاء، بحجة استعادة التوازن التجارى من جديد.
كان آخر ما انسحبت منه أمريكيا كوسيلة للضغط من أجل تحقيق رؤيتها، وهو الانسحاب من معاهدة إزالة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى مع روسيا، والتى تم توقيعها فى السنوات الأخيرة من عمر الاتحاد السوفيتى، وذلك على خلفية اتهام ترامب لروسيا بانتهاك الاتفاقية، وهو ما يثير تساؤلات حول هذه الاتفاقية وما إذا كان الانسحاب منها يمثل بداية المواجهة الأمريكية الروسية في عهد ترامب.
وفى ظل الدعم الكبير الذى تقدمه إدارة ترامب لإسرائيل منذ البداية، سيتضح للجميع أن الانسحابات الأمريكية السابقة، أغلبها كانت لصالح إسرائيل، وهو ما بدا ظاهرًا في انسحاب أمريكا من المجلس الدولي لحقوق الإنسان واليونيسكو، والاتفاق النووي الإيراني ، الأمر الذي أوضح أن هدف هذه الانسحابات بالإضافة إلى تحقيق إدارة ترامب رغباتها الاقتصادية والسياسية هو تحقيق أهداف حليفتها المدللة فى الشرق الأوسط.
ورجح خبراء في هذا الإطار اتجاه واشنطن إلى الانسحاب من معاهدة إزالة الصواريخ المتوسطة مع موسكو ، فى ظل تنامى الخلافات الروسية مع إسرائيل خاصة في الملف السوري، والدور الإيراني الذى يمثل قلقا متزايدا للحكومة الإسرائيلية فى المرحلة الراهنة، والتى سعت خلال الشهور الماضية نحو الوصول إلى صفقة مع موسكو من شأنها سحب القوات الإيرانية من سوريا، وخاصة منطقة الجولان.
كما يأتي في خلفية كواليس اصدار هذا القرار، التوتر الأخير فى العلاقات بين روسيا وإسرائيل، جراء إسقاط الاحتلال طائرة روسية فى سوريا، الأمر الذي أدى إلى تداعيات هددت على إثرها روسيا بالرد على تل أبيب، وهو ما يمكن قراءة نتيجته في الموقف الأمريكى الساعي إلى إلغاء الاتفاقية الأمريكية الروسية التاريخية، لاسيما بعد إعلان الحكومة الروسية تزويد القوات السورية بصواريخ "إس 300"، وهو الأمر الذى أثار حفيظة الحكومة الإسرائيلية.