«بريكست» على حافة الهاوية.. هل ينتصر الشارع البريطاني على «تيريزا ماي»؟
الأحد، 21 أكتوبر 2018 05:10 م
تتزايد الضغوط على حكومة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، بشأن استفتاء «بريكست» الخاص بالخروج من الاتحاد الأوروبي، خاصة أن هناك رأي عام متزايد لدى البريطانيين بفرض الخروج من الاتحاد الأوروبي، مما يشير إلى إمكانية حدوث مفاجآت قد تشهدها لندن قبل بدء إجراءات الخروج من الاتحاد في 30 مارس المقبل.
المظاهرات التي اندلعت في بريطانيا خلال الساعات الماضية، شهدت حشود ضخمة من البريطانيين الرافضين لإجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي، في وقت تشهد فيه حكومة تيريزا ماى أزمات عديدة خلال الفترة الحالية اعتراضا على "بريكست" اضطرت عدد من الوزراء إلى تقديم استقالاتهم على رأسهم وزير الخارجية السابق بوريس جونسون.
«بريكست عسير» بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.. تحديات تيريزا ماي للخروج من عنق الزجاجة
التظاهرات الأخيرة ستشكل عامل ضغط شديد على الحكومة البريطانية التي تعصب بها الخلافات، وستكون رئيس الحكومة أمام ضغط شديد أمام شعبها الرافض لاتفاقية بريكست قد يؤدى إلى إجراء استفتاء ثاني حول الخروج من الاتحاد الأوروبي.
هذه المظاهرات الحاشدة، وصفتها عدة صحف بريطانية على رأسهم صحيفة "الإندبندنت"، بأنها لحظة تاريخية، فمن حيث الحجم تعد ثاني أكبر مظاهرات تشهدها لندن بعد أن بلغ عدد المشاركين فيها 670 ألف شخص، حيث إن الجماهير توغلت فى شوارع لندن لأكثر من ميل، من هايد بارك كورنر إلى ساحة البرلمان، مطالبهم بإجراء استفتاء جديد بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث إن هناك شعور متنام بين منظمى المظاهرة والمشاركين من النواب والناشطين، أن هذه معركة يمكن كسبها.
هذه التظاهرات قد تشهد استغلال من قبل حزب العمال البريطاني، الذي وافق في وقت سابق على استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي، إلا أن هذه فرصته في الوقت الحالي التي قد يستغلها لإسقاط حكومة تريزا ماي، أو القيام بمناورات سياسية يضمن بها بعض المكاسب من خلال استغلال نوابه في مجلس العموم البريطاني للضغط على تيريزا ماي.
بعد غاز الأعصاب والانتخابات الأمريكية.. هل تدخلت موسكو في استفتاء «بريكست»؟
كما أن هذا التحرك من قبل الشارع البريطاني، سيجعل هناك مخاطر شديدة على الحكومة البريطانية حال بدأت في اتخاذ إجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي في 30 مارس المقبل، دون الاستجابة لتلك المطالب التي خرجت تدعو لإجراء استفتاء جديد على هذا الخروج.
من جانبها نقلت الصحيفة البريطانية عن عضو البرلمان البريطاني عن حزب المحافظين، أنا سوبري دعوتها للحشود المجتمعة فى ساحة البرلمان باستمرار التظاهرات بقولها: كنا قليلين، والآن نحن كثيرون نحن نفوز بالحجة ونفوز فى الحجة الأهم ضد أولئك الذين صوتوا، فلن نخرج، بل سوف نتحمل المسؤولية ونقوم بحل هذه الفوضى بتصويت الناس.
وبعد تلك التظاهرات بساعات، خرج وزير شؤون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، دومينيك راب، لتأكيده أن بريطانيا منفتحة على فكرة تمديد الفترة الانتقالية التي ستعقب الخروج من الاتحاد إذا كان ذلك يعني أن يسقط الاتحاد الأوروبي اقتراحاته الخاصة بالوضع على الحدود بين إقليم أيرلندا الشمالية البريطاني وأيرلندا العضو في التكتل، حيث نقلت شبكة "بي بي سي" البريطانية، عن وزير شؤون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، تأكيده أنه إذا كنا في حاجة إلى جسر من نهاية فترة التنفيذ إلى العلاقة المستقبلية فأنا منفتح على استخدام تمديد قصير لفترة التنفيذ، فإنه طريق ممكن واضح متى ما كان قصيرا، ربما شهور قليلة، وثانيا أن نعرف كيف نخرج منه، ومن الواضح أنه يتعين أن يحل قضية أيرلندا وبالتالي يصبح الأمر ممكنا، متوقعا أن هناك حاجة لإنجاز اتفاق حول خروج بريطانيا بحلول نهاية نوفمبر المقبل من أجل الحصول على تشريع بشأنه من البرلمان البريطاني في الوقت المحدد، ومطالبا الاتحاد الأوروبي بحدود مفتوحة بين أيرلندا وأيرلندا الشمالية بعد خروج بريطانيا.