مصر تغلق صفحة استيراد الغاز.. ماذا بعد إنهاء عقود سفينة التغييز «هوج جالانت»؟

بعد ما حققته وزارة البترول والثروة المعدنية، من نتائج ملموسة فى سبيل تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز، وإعلان المهندس طارق الملا، وزير البترول، نهاية شهر سبتمبر الماضي، وقف استيراد الغاز الطبيعي من الخارج، وإعلان تحقيق الاكتفاء الذاتي، حيث بلغ الإنتاج اليومي من الغاز الطبيعي 6.6 مليار قدم مكعب خلال الشهر الجارى، وبالتالى كانت هناك عدة آليات لوقف عمليات استيراد الغاز من الخارج، والتي تمثلت في الإنهاء المبكر للعقد المبرم مع شركة "هوج إل إن جي" المالكة لناقلة الغاز الطبيعي "هوج جالانت" نهاية الأسبوع الماضي، والتي كانت تستخدم كوحدة عائمة للتخزين وإعادة التغيير "سفينة تغييز" عند استقبال الغاز المستورد من الخارج، وضخة في الشبكة القومية للغاز.

إلغاء التعاقد مع سفينة "هوج جالانت"

من جانبه، قال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة الطاقة والبترول بالجامعة الأمريكية، وعضو الجمعية المصرية للبترول، إنه بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، وإعلان وقف استيراد الغاز من الخارج، تم إلغاء التعاقد مع سفينة "هوج جالانت"، وهي سفينة تغييز متواجدة في ميناء الأديبة تعمل علي استقبال وتغييز الغاز القادم من الخارج في عرض البحر، لافتا إلى أن تلك السفينة عبارة عن محطة تستخدم في 3 حالات، وهى استقبال وتحويل الغازالمسال إلى الحالة الغازية، وكمضخات للشبكة القومية، وكوحدة تخزين للغاز المسال.

 سفينتين للتغييز واحدة بميناء الأدبية والأخرى بميناء العين السخنة

وأضاف الدكتور جمال القليوبي في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة"، أن هناك سفينتين للتغييز، واحدة في ميناء الأدبية، والأخرى في ميناء العين السخنة، موضحا أن تكلفة إيجار السفينة الواحدة في اليوم تصل إلى نحو 285 ألف دولار، وهى القيمة الإيجارية للسفينة الواحدة، وأنه فى إطار وقف الاستيراد وتحقيق الاكتفاء الذاتي، فإن إنهاء التعاقد مع إحدى السفينتين سيوفر سنويا نحو 100 مليون دولار.

الاحتفاظ بسفينة التغييز "بى دبليو جاس"

وأشار عضو الجمعية المصرية للبترول، أنه سيتم الاحتفاظ بسفينة التغييز الأخرى "بى دبليو جاس"، من أجل خدمة قانون سوق الغاز الجديد، واستيراد كبنية أساسية في حالات قيام القطاع الخاص باستيراد غاز من الخارج، وأيضا كأداة وبنية أساسية لتنظيم حركة تجارة وتداول الغاز، لافتا إلى أن عدد سفن التغييز في العام يبلغ نحو 14 سفينة يتم استخدامها في الدول المستوردة للغاز، مثل اليابان والصين والهند وكوريا الجنوبية وجنوب افريقيا.

توفير 100 مليون دولار سنويا قيمة تكلفة سفينة التغييز

وذكر الدكتور جمال القليوبي، أن هناك 3 خطوات متوازية وهامة تم اتخاذها عند الإعلان عند وقف استيراد الغاز والإعلان عن تحقيق الاكتفاء الذاتي، وهي وقف العقد المباشر مع شركة "غازبروم" الروسية، وجعل التعاقدات علي الطلب بفترة تعريف 90 يوما لطلب الغاز، وكذلك إنهاء التعاقد المبكر مع سفينة التغييز "هوج جالانت"، والاكتفاء بسفينة واحدة فقط من سفن التغييز، وكذلك طرح قانون سوق الغاز الجديد، والذي يتيح للقطاع الخاص استيراد الغاز من الخارج بتوفير بنية تحتية.

وتابع أستاذ هندسة الطاقة والبترول بالجامعة الأمريكية، أنه بإعلان مصر وقف استيراد الغاز من الخارج سيوفر علي الدولة 2.6  مليار دولار في السنة، وكذلك توفير نحو 100 مليون دولار سنويا قيمة تكلفة سفينة التغييز، والتي تم إنهاء التعاقد بشأنها، لافتا إلى أن مصر تعمل حاليا على التحول إلى مركز إقليمي لتداول وتجارة الغاز والطاقة في المنطقة.