الجدل يتصاعد حول زيارة المسجد الأقصى.. وعلماء يطالبون «الطيب» بالرد على تهويد القدس
الأحد، 21 أكتوبر 2018 06:00 ص
اشتعل الجدل حول زيارة المسجد الأقصى، أو الامتناع عن الزيارة، امتثالا لموقف الأزهر، خاصة بعد قرار ترامب بنقل السفارة اليهودية للقدس، حيث يرى عدد من كبار علماء الدين، أن زيارة الأقصى أصبحت واجبة حتى لا نتركه للحاخامات اليهود وجنود الاحتلال يدنسونه كل يوم، ويمنعون الصلاة فيه.
الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار الرئيس للشئون الدينية، طالب شيخ الأزهر بأن يراجع قراره بعدم زيارة علماء الأزهر للأقصى، وكان الطيب أعلن فى مؤتمر دولى للأزهر، أن زيارة المسلمين والمسيحيين للقدس بتأشيرة إسرائيلية مرفوضة جملة وتفصيلًا.
الشيخ صالح عباس، وكيل الأزهر، قال: «نحن لا نرغب فى ترك الشعب الفلسطينى، ودائما الأزهر وعلماؤه يقفون سدا منيعا ضد العدو، ولكن يجب مراعاة الشق السياسى، وإذا أراد أحد القيام بزيارة فردية للأقصى فلا مانع، لكى لا يشعر الكيان الصيهونى بأنه تمكن من السيطرة على المسجد الأقصى، وحتى نشعر الفلسطينيين بأنهم الأحق بالأقصى.
من جانبه قال الدكتور الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث: «المسجد الأقصى مقدس من مقدسات الإسلام، وأحد ثلاثة مساجد تشد لها الرحال، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين، والشرع الحنيف ومقاصد الشريعة عنيت بحرمة المسجد الأقصى، فقد عرج منه النبى عليه السلام فى رحلة الإسراء والمعراج، والمسلمون قبل الدعوة، كانوا يتوجهون بالصلاة إلى المسجد الأقصى، باعتباره أولى القبلتين، وبالتالى يستوجب على المسلمين، كما يزورون المسجد النبوى، أن يقوموا بزيارة المسجد الأقصى، رغم أنها ليست إحدى شعائر فريضة الحج، ولكن زيارته واجبة شرعًا، وذلك لحماية أحد مقدسات الإسلام، وبيت من بيوت الله، مسرى النبى عليه السلام، ومهد الأنبياء، وليست تطبيعًا.
وشدد عضو مجمع البحوث على أن القرار الأخير الصادر من قبل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بحق القدس، واعتراف بلاده بالقدس عاصمة للكيان الصهيونى، يستوجب على جموع المسلمين فى شتى بقاع العالم، أن يقوموا بزيارة القدس والمسجد الأقصى، خاصة أن هذا القرار، يساعد قوات الاحتلال على تنفيذ مخططاتها بتهويد الأقصى بدعوى البحث عن هيكل سليمان، عليه السلام.
وأكد أن القاعدة الشرعية لمقاصد الدين الحنيف، استوجبت على المسلمين كافة، حماية المقدسات، و«المسجد الأقصى»، أحد أهم وأكبر المقدسات الإسلامية على الأرض، والدفاع عنه وزيارته واجبة وفرض عين على الجميع من أبناء الأمة الإسلامية، شريطة القدرة المالية والصحية، ولا تعد تطبيعًا، بل تنفيذًا لتعليمات الشريعة والدين، وقال: «لا حرج فى زيارة الأقصى بتأشيرات إسرائيلية، ولكن الزيارة ليست واجبة شرعا».
أما الدكتور عبدالغنى الهندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالأوقاف، فقال إن زيارة القدس والأقصى ليست واجبة، بل هى من قبيل السنة، يُثاب فاعلها ولا يُعاقب تاركها، موضحًا أن التضامن مع القدس ضد الكيان الصهيونى، لن يكون بزيارة القدس والأقصى فقط، وهناك طرق عديدة لمقاطعتهم اقتصاديا وسياسيا، كما يجب علينا طاعة أولى الأمر منا، لكى لا يعرض المواطن نفسه لمساءلة قانونية.
الدكتور أحمد معبد، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، قال إن الموقف الأفضل للفلسطينيين أن تنهض الأمة العربية والإسلامية للتصدى لترامب، ليس من خلال البيانات والإدانة والشجب بحسب، بل بأخذ موقف عربى إسلامى جماعى بالعمل على ضرب الاقتصاد الأمريكى والتصدى للعدو بطرق مشروعة بعيدا عن الحروب، لافتا إلى أن العرب هم الذين يحركون السوق الأمريكية، وتوحيد العرب على قلب رجل واحد، سوف يجعل ترامب، يرضخ لقرارات العرب، وتكون مقدمة تلك القرارات عودة القدس المحتلة للفلسطينيين والعرب، وشد الرحال للأقصى، ليس مرتبطًا بتعرضه للانتهاكات من عدمه، فالشرع لم يضع شروطًا لذلك، والأمر مباح فى أى وقت.
وأكدت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن زيارة المسجد الأقصى واجبة على جموع الأمة العربية والإسلامية، خاصة أن الأقصى كان قبلة المسلمين لمدة 17 شهرا، مشددة على ضرورة زيارة الأقصى للدفاع عنه، لافتة إلى أنه لا حرج فى زيارة الأقصى بتأشيرة يهودية، شريطة توافر الأمان، ولا حرج فى أن يكون الدخول والخروج على يد قوات الاحتلال.
كان الدكتور على جمعة، المفتى السابق، عقد زيارة للأقصى بدعوة من القيادات الأردنية، مؤكدا أنه لا يقصد التطبيع، وكذلك الداعية اليمنى الحبيب على الجفرى، أجرى زيارة للأقصى بدعوة من بعض القيادات فى الأرض المحتلة عام 2012، ووجه دعوة إلى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لزيارة المسجد الأقصى، لكونه يترأس أكبر مؤسسة دينية فى العالم العربى والإسلامى، مؤكدا أن زيارة المسجد لا تعد تطبيعا، وقال إن التطبيع هو أن يترك المسجد الأقصى هكذا مكانًا لحاخامات اليهود، ويُحرم منه المسلمون.