يحدث في الدقهلية.. مدير مدرسة يدعو الطلاب للحضور من على تروسيكل (صور)
الأحد، 21 أكتوبر 2018 11:00 صكتب ـــ محمد أبو النور
تعاني المدارس على مستوى الجمهورية وخاصة فى المرحلة الثانوية، من تراجع نسبة الحضور إلى درجة تصل إلى غياب فصول كاملة، بعد أن سحبت مراكز الدروس الخصوصية البساط من تحت أقدام المدارس، وأصبح المُدرسون يذهبون إلى المدارس لكتابة الدرس على السبورة ثم يجلسون يتحدثون مع الطلاب في أي شيء غير المادة المقررة، وحتى لو بدأ المُعلّم في شرح الدرس المقرر والذي كتب عنوانه على السبورة، فشتان بين شرحه في المدرسة وداخل الفصل، وبين شرحه للطلاب في مراكز الدروس الخصوصية، التي يتحول فيها المُعلّمون من الغضب لأتفه الأسباب والعبوس إلى طول البال والصبر و"الهزار" و "التهريج"مع الطلاب واستمرار الابتسامة طوال فترة وجودهم فى "السنتر"مع إطلاق النكات والقفشات، حتى يحافظ على استيعاب الطلاب للدرس، واستمرار تركيزهم معه، وهو ما لا يتحقق ولا يجد طريقه داخل الفصل والمدرسة، وكأن المدرسة قد تحولت إلى "بُعبع" للطلاب بينما تزدحم مراكز الدروس الخصوصية بالطلاب والمدرسين أيضاً.
مدير المدرسة يحث الطلاب على الحضور
فى سبيل المصلحة العامة، وهي تعليم الطلاب وحثهم على الحضور إلى المدرسة، لم يخجل أشرف زكريا مدير مدرسة كمال حافظ بمركز منية النصر محافظة الدقهلية، من أن يركب تروسيكل ويضع فوقه مكبر صوت، ويطوف به شوارع القرية يناشد ويحث بأعلى صوته التلاميذ والطلاب على الحضور للمدرسة، وخاصة طلاب الصف الثالث الإعدادي حتى لا يتعرضون للفصل من الدراسة، ماقام به مدير المدرسة هو عمل عظيم وكبير، ويدعو للاحترام والإعجاب، ولكنه فى نفس الوقت يؤكد على ضرورة البحث عن أسباب غياب التلاميذ والطلاب عن المدارس، وعلاج هذه الكارثة التي تحولت معها المدارس إلى مباني خالية من الطلاب، لانشغالهم في مراكز الدروس الخصوصية أو "السنترات".
مُعلّم بدرجة مقاتل
ماقام ويقوم به مدير المدرسة أشرف زكريا، وصفه الدكتور علي مجاور، أستاذ التقويم التربوى بأنه مُدرس أو مُعلّم بدرجة مقاتل، وجندي فى محراب العلم، فهو بما فعل ويفعل يتسم بالتواضع وبالشخصية التي تطمح لمصلحة التلاميذ والطلاب دون أن يتوقف عند حدود وظيفته فقط، وهي أن يجلس في مدرسته ويرسل خطابات استدعاء أولياء الأمور، أو يرسل خطابات الفصل لمن يتجاوز نسبة الغياب، كما يفعل غيره على مستوى مدارس الجمهورية، ولكنه اتخذ خطوة أكبر وأعمق أثراً بالمرور على منازل القرية، لحث الطلاب على الحضور للمدرسة، وحتى يضع أولياء الأمور عند مسئولياتهم، وفي نفس الوقت لا يترك عذراً لتلميذ أو طالب يدّعى زوراً أن المدرسين غير موجودين بالمدرسة،جدير بالذكر أن عدد الطلاب بالدقهلية يبلغ مليون و300 ألف طالب،موزعين على 3363 مدرسة،وهناك نسبة غياب مرتفع تصل لغياب فصول ومدارس.