حفاظًا على علاقات بلاده مع السعودية.. هل ينتصر «ترامب» في معركته ضد الإعلام الأمريكي؟
السبت، 20 أكتوبر 2018 02:00 م
تثير تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب حول أزمة اختفاء الإعلامي السعودي جمال خاشقجي الكثير من الجدل، كونها تحمل معاني عدة، لا يمكن أن يجزم المتابع من خلالها حول ماهية رؤيته للأزمة.
فيما أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو والذي قام بزيارة المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي، على متانة العلاقات الأمريكية السعودية، مصرحًا بأن قادة المملكة وعدوا بعدم استثناء أحد في التحقيقات الدائرة بشأن أزمة جمال خاشقجي. هذا ونفى «بومبيو» ما نشرته «ABC» الإخبارية الأمريكية بأنه استمع إلى تسجيل صوتي يتعلق بمقتل خاشقجي كما تم الترويج الأمر.
وكانت عدد من الوسائل اعلام الأمريكية الشهيرة كان لها دورًا واضحًا في الترويج لما حاولت بعض المنابر الإعلامية القطرية والإخوانية إلى جانب نظيرتها التركية من معلومات وبيانات حول أزمة «خاشقجي» دون أي سند أو نتائج رسمية حول التحقيق الجاري في القضية؛ ما يثير التساؤل حول أسباب ترويجها لمثل تلك الأنباء والشائعات، والتصريحات الأمريكية الغير واضحة في مضمونها.
اقرأ أيضًا: بعد أكاذيب الإعلام التركي.. كيف انتقلت عدوى الجزيرة إلى «نيويورك تايمز»؟
في هذا الشأن قال المحلل السياسي السعودي، فهد ديباجي في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «يبدو لي أن الموقف الأمريكي الرسمي من أزمة خاشقجي يجد ضغطًا مباشرًا من بعض وسائل الإعلام الغير نزيهة والمرتزقة في ظل التأثير عليها من منابر الإعلام القطري والإخواني»، مضيفًا أن «ترامب يحاول أن يمسك العصا من المنتصف لمسايرة الإعلام الأمريكي الذي يطالبه بقطع العلاقات مع السعودية، وبين حرصه على المحافظة على مصالح أمريكا الاستراتيجية والاقتصادية مع السعودية والتي تمثل ثقلًا عالميًا سياسيًا واقتصاديًا».
فهد ديباجي
كما لفت «ديباجي» إلى أن بعض من وسائل الإعلام الأمريكي تحاول تشويه السعودية وتنقل الشائعات من المواقع القطرية والإخوانية دون التحقق منها.
في السياق ذاته أوضح الأكاديمي السعودي، الدكتور أحمد الفراج عبر مقال له على موقع «الجزيرة» السعودي الأثنين بعنوان «المملكة: الحرب الشرسة» أن تلك الحملة الإعلامية ضد السعودية تأتي بتمويل قطر، لعلمها بأن عودة التحالف الأمريكي بين الرياض وواشنطن من شأنها التصدي لكل مخططات الشرّ التي كادت أن تدمر المنطقة، على حد تعبيره. وقال: «من ينظر إلى الصورة كاملة لابد أن يربط الأحداث ببعضها، ليستطيع الوصول إلى نتيجة؛ فالقصة بدأت عندما فاز ترامب برئاسة أمريكا على حساب هيلاري كلينتون، التي كانت ستواصل سياسات باراك أوباما تجاه الإرهاب والدول التي ترعاه، ولكن جاءت الصاعقة التي لخبطت أوراق هذه القوى، عندما قرر ترامب أت تكون السعودية محطته الخارجية الأولى».
وأضاف عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، تويتر: «ترامب جلب الجنون للإعلام الأمريكي بزعامة نيويورك تايمز وواشنطن بوست وسي إن إن، ولم يخضع لهجومهم الإبتزازي الشرس، إذ تركهم يهاجمونه وهو يواصل الإنجازات، ولا أظن وارد أن يخضع لابتزازهم عن طريق الهجوم على حلفائه الآن.. وتذكروا أنهم بشروا بعزله قبل أكثر من عام».
اقرأ أيضًا: إعفاء القنصل السعودي في تركيا ليست الأولى.. سقطات رويترز إلى متى؟
وتابع «الفراج» بأن «موقف الرئيس الأمريكي من الأزمة الحالية والهجوم الإعلامي الشرس على المملكة يرجع إلى أنه هو كان - ولايزال- يعاني حربًا شرسة من ذات الإعلام، ويعرف تمامًا معنى تسلط الإعلام وقدرته على الشيطنة: واشنطن بوست (أو جريدة العرب القطرية بنسختها الأمريكية)؛ هي رأس الحربة في الهجوم على ترامب والسعودية».