الحرب التجارية تضع أوزارها على واشنطن.. يوم عاصف في البورصة الأمريكية

واجهت البورصة الأمريكية عددا من الصعوبات منذ بداية العام الجارى وازداد الأمر صعوبة مع اندلاع الحرب التجارية وزيادة الضغوط على الاقتصاد الأمريكي ، ومن آونة لآخرى تواجه بورصة " وول ستريت " انخفاض شديد فى الأسهم بل وتبدأ الأسواق تتعثر، وبما أن حديث الأرقام لا يكذب فإن الأرقام اليوم فى البورصة الأمريكية تشير إلى أنه "يوم سئ " .

وانخفض ​​مؤشر "داو جونز" أكثر من 350 نقطة  اليوم في سوق الأسهم المتعثر ، وتشير المؤشرات الرئيسية للسوق إلى أن عام 2019 سيشهد ارتفاع طفيف وأكد على ذلك عاملين بجولدن مان ساكس ، وهبطت الأسهم بحدة اليوم .

وقادت انخفاضات "دوا آند جونز " كلا من الانخفاضات في كل من Caterpillar و Apple ،وانخفض مؤشر ستاندرد اند بورز 500 بنسبة 1.5 في المئة مع تباطؤ قطاعي الاتصالات والتكنولوجيا،و تراجع مؤشر ناسداك المركب 2 في المئة في الخارج ،  كما انخفض مؤشر شنغهاي المجمع الصيني بشكل حاد.

ومن بين الأسباب التي أدت إلى البيع ، وفقا للمستثمرين ، تراجع سوق الأسهم الصينية ، والمخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي والقفزة في عائدات السندات الإيطالية،كما تراجعت عدد الأسهم التي شهدت ارتفاعات اقتصادية حادة في الولايات المتحدة الأمريكية وانخفض Textron انخفض على الأقل 9 في المئة في هذه الأثناء ، انخفض كل من Snap-on و Caterpillar بنسبة 7.3٪ و 3.8٪ على التوالي.

وانخفض مؤشر شنغهاي المركب 2.9 في المئة ووصل إلى أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2014 ، وقال نيك رايش ، الرئيس التنفيذي لـ The Earnings Scout ، في مذكرة للعملاء " لسوق يتحدث بصوت عال وواضح عن الصين. البلد يخسر ويحتاج إلى أن يبكي ".

وأضاف رايش "الأسهم الصينية الآن عند أدنى مستوى لها منذ أربع سنوات حيث أن ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية واحتمال الصفقات التجارية الأقل مواتاة سيؤثر سلبا على أرباح الشركات الصينية العام المقبل وسعرها السوقي يعاد تحديده ليعكس ذلك".

هذا الانخفاض في الأسهم الصينية زاد المخاوف من أن الاقتصاد الصيني ، وهو واحد من أكبر الاقتصادات في العالم ، يمكن أن يتباطأ ، ما يخفض النمو العالمي. وارتفعت هذه المخاوف يوم الخميس بعد أن قال رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي أن أحد المخاطر التي تواجه الاقتصاد هي الدول التي تحاول التحايل على قواعد ميزانية الاتحاد الأوروبي.

وأرسلت تصريحات دراجي عائدات السندات الإيطالية إلى أعلى مستوياتها اليوم وأرسلت مؤشرات سوق الأسهم الأوروبية الرئيسية إلى أدنى مستوياتها في الجلسة، كانت الأسهم الأمريكية تتعرض لضغوط بالفعل يوم الخميس حيث تم تداول عوائد سندات الخزانة مرة أخرى حول أعلى مستوياتها في عدة سنوات.

وبلغ عائد السندات لأجل قصير الأجل عامين أعلى مستوى له منذ يونيو 2008 قبل أن يتراجع ،و ارتفع العائد القياسي لعائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 3.205 في المائة.

انخفضت اسهم الإسكان أيضا. وانخفض مؤشر ETSHARES U.S. Home Construction ETF (ITB) بنسبة 1.4٪. كما انخفضت بعد أن قام بنك أوف أميركا ميريل لينش بتخفيض أسهم شركة تول بروذرز وبولت جروب ، إلى جانب شركة NVR ، حيث خفضت توقعاتها لبدء الإسكان.

ويأتي ارتفاع عوائد السندات بعد يوم واحد من إصدار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) محضر اجتماعه في سبتمبر. وأظهر المحضر أن البنك المركزي لا يزال مقتنعا بأن السياسة النقدية الأكثر تشددا هي أفضل مسار للاقتصاد حتى يظل ثابتا.

ارتفعت العوائد بشكل حاد في الآونة الأخيرة. في الأسبوع الماضي ، ارتفع العائد على السندات لأجل عشر سنوات - والذي يستخدم كمعيار لمعدلات الرهن العقاري - إلى أعلى مستوى له منذ عام 2011. وقد أثار هذا الارتفاع المخاوف من أن ارتفاع تكاليف الاقتراض يمكن أن يبطئ الاقتصاد العالمي. ساهمت هذه العوامل في عمليات بيع حادة في الأسهم الأسبوع الماضي.