أردوغان يتجسس على معارضيه في ألمانيا.. لماذا تواجدت الشرطة التركية بشوارع برلين؟

جدل كبير أثاره وجود سيارات شرطة تركية كثيرة في شوارع ألمانيا التي يقطن بها مواطنين أتراك، خاصة مع تزايد الاتهامات التي وجهتها ألمانيا إلى تركيا خلال الفترة الأخيرة، بزرع جواسيس في برلين.

قبل زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى ألمانيا، كانت السلطات الألمانية تحقق مع ضابط ألماني بتهمة التجسس لصالح تركيا، بل إن برلين اكتشفت أن بعض الاتحادات الإسلامية التي تسيطر عليها وزارة الشؤون التركية كانت تعمل في ألمانيا لصالح التجسس لأنقرة.

كل هذه الشواهد دفعت الألمان يغضبون بشدة من انتشار سيارات شرطة تركية في المدن التي يكثر بها عدد المواطنين الأتراك، حيث اعتبروا هذا الأمر جزء من مساعي تركيا لمواصلة التجسس والتواصل مع جواسيسها في ألمانيا.

ظاهرة انتشار السيارات التركية في ألمانيا، جاءت بحسب ما بثته صحيفة "زمان" التابعة للمعارضة التركية، حيث أكدت أن سكان العاصمة الألمانية اندهشوا من كثرة سيارة شرطة تركية بالمناطق ذات الغالبية التركية، دون أن تعترضها السلطات الألمانية؛ حيث تواجدت السيارات مرة بعد مرة وهي تقوم بدوريات في شوارع المناطق التركية الراقية بالعاصمة برلين، وتحمل شعار إحدى وحدات الشرطة التركية.

أيضاً: الرئيس التركي يلاحق الرياضيين.. نجم برشلونة السابق في قبضة الديكتاتور أردوغان

الأمر لم يتوقف على سيارة واحدة، فوفقا للصحيفة التركية المعارضة، فإنه تم رصد 3 سيارات من نوع "بي إم دبليو" بثلاث مناطق حول برلين، تحمل عبارة أوزيل هريكات، وتعني قسم العمليات الخاصة للشرطة، حيث جاءت هذه الظاهرة بعد أسابيع من زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى ألمانيا في نهاية سبتمبر الماضي، حيث إن هذه السيارات قد تكون مخصصة لمراقبة المعارضين لأردوغان في برلين.

هذه الظاهرة قد تكون مرتبطة بمساعي الرئيس التركي، لملاحقة معارضيه في الخارج، وهو الأمر الذي ذهب إليه هاكان تاس، عضو مجلس الشيوخ في البرلمان الألماني، معلنا أنه تقدم بشكوى للسلطات الألمانية من وجود هذه المركبات، الأمر الذي جعل منتقدي أردوغان يخشون على سلامتهم، حيث إن هذه السيارات فكرة نظام رجب طيب أردوغان، وهي الآن تجوب الشوارع وتراقب منتقدي الرئيس التركي، وتشعر الناس بالقلق، كما أن المئات من عملاء المخابرات التركية يعيشون في ألمانيا، ويقدمون تقاريرهم مباشرة إلى أنقرة، وهذا ما يسبب الخوف لدى كثيرين.

أيضاً: فتح الله جولن صداع في رأس لأردوغان.. إسطنبول تغير أسماء شوارعها بسبب حركة "خدمة"

ويرجع تاريخ تلك الشرطة التي يستخدمها رجب طيب أردوغان، إلى أكثر من 36 عاما، حيث أشارت الصحيفة التركية المعارضة، إلى أنه تم تأسيس شرطة العمليات الخاصة التركية عام 1982، حيث يتم تدريب أفرادها على التعامل مع حالات خاصة، مثل الاختطاف والإرهاب.