فى ذكرى فوزها بجائزة نوبل.. نرصد رحلة كفاح الأم تريزا من أجل الإنسانية

فازت الأم تريزا بجائزة نوبل للسلام فى 17 أكتوبر عام 1979، ويومها طلبت إلغاء العشاء التقليدى الذى تنظمه لجنة جائزة نوبل للفائزين، حيث طلبت من اللجنة أن تعطى المبلغ المخصص للعشاء، لتنفقه على إطعام 400 طفل هندى فقير طوال عام كامل.

ولدت الأم تريزا يوم 27 أغسطس من عام 1910 بمدينة سكوبى فى دولة مقدونيا، وكان والدها يعمل مقاول بناء، وكان اسمها «جونشى بوياخيو»، وفى الثانية عشرة من عمرها، قررت أن تصبح راهبة، حيث ذهبت إلى دير راهبات يدعى «أخوية لوريتو» فى أيرلندا، ورسمت راهبة مبتدئة حينها، وبعد مرور عام أرسلت لدير تابع لتلك الرهبنة بمدينة داريلينج بالقرب من إقليم كالكوتا فى دولة الهند.

فى أحد أيام عام 1946، وأثناء سفر "جونشى" بالقطار إلى داريلينج، شاهدت رؤيا يبدو فيها الرب وهو يدعوها لـ«خدمته بين أفقر الفقراء»، وفغادرت الدير فى عام 1948، وذهبت إلى أحياء كلكوتا الفقيرة، من أجل إنشاء أول مدرسة لها، وفى كلكوتا بالهند حولت الأم تريزا جزءا من معبد كالى «إلهة الموت والدمار» عند الهندوس لمنزل خاص برعاية المصابين بأمراض غير قابلة للشفاء، ومن ثم العناية بهم خلال أيامهم الأخيرة.

توالت بعد ذلك المؤسسات التى أنشأتها الأم تريزا، حيث أنشأت «القلب النقى، ومدينة السلام»، وهى مجموعة من المنازل الصغيرة خصصتها لإيواء المنبوذين من المصابين بأمراض معدية، كما أنشأت أول مأوى للأيتام، وبتزايد عدد المنتسبات إلى رهبنة «الإرسالية الخيرية»، بدأت الأم تريزا فى إنشاء مئات المنازل المماثلة بطول وعرض الهند، من أجل رعاية الفقراء.

استطاعت الأم تريزا أيضا خلال الاجتياح الإسرائيلى لدولة لبنان فى عام 1982، وقف إطلاق النار لفترة زمنية محددة، حتى تمكن رجال الدفاع المدنى من إنقاذ 37 طفلا مريضا كانوا محاصرين داخل مستشفى، ثم توسعت الإرسالية الخيرية التى أنشأتها الأم تريزا، وأصبحت تضم نحو 570 مركزا لخدمة المرضى والفقراء حول العالم، فضلا عن نحو 100 ألف متطوع يعملون بمراكز تتولى العناية بمرضى الإيدز والبرص وسواها من الأمراض المعدية وغير القابلة للشفاء.

وبعد رحلة طويلة من خدمة الفقراء والمرضى، وإطعام مئات الآلاف من الجائعين والعاجزين، وإنشاء مراكز الرعاية الاجتماعية، ومآوى الأيتام والمدارس، بدأت صحة الأم تريزا فى التدهور منذ عام 1985، حتى أنهت الأم تريزا رحلة كفاحها، حيث توفيت فى الخامس من شهر سبتمبر عام 1997، وفى الرابع من سبتمبر عام 2016، أعلن البابا فرنسيس الأم تريزا قديسةً بالكنيسة الكاثوليكية، وذلك تقديرا لخدماتها وتضحياتها من أجل الإنسانية.