إعفاء القنصل السعودي في تركيا ليست الأولى.. سقطات رويترز إلى متى؟
الخميس، 18 أكتوبر 2018 07:00 م
على محرك البحث الالكتروني «جوجل»، من يكتب «رويترز» سيجد أن من ثالث الخيارات التي يطرحها محرك البحث هو «روتيرز تحذف»، وهو ما يشير بوضوح إلى وقوعها في سقطات مهنية عديدة وذلك بعدم التدقيق والتأكد من ما تستحوذ عليه من معلومات قبل النشر، فقبل ساعات حذفت الوكالة خبرًا يهدف إلى التلميح لتوريط السعودية في اختفاء الصحفي جمال خاشقجي، بعنوان «إعفاء القنصل السعودي من مهامه ووضعه تحت التحقيق بسبب «انتهاكات»، ناقلة الخبر في إطار بيان رسمي سعودي منشور على صحيفة سبق السعودية .
غير أن ما ذكرته الوكالة لا أساس له من الصحة حتى الآن، حيث خرجت صحيفة سبق السعودية لتؤكد أن وكالة رويترز فبركة الخبر، ولم تورده في صحيفتها الورقية ولا موقعها الإلكتروني مؤكدة أن الوكالة وقعت في سقطة مهنية وأخلاقية اليوم بنقلها خبرًا مزورًا وملفقًا يتعلق بإجراء سعودي مع قنصل المملكة في إسطنبول، ، معربة عن أسفها لوقوع الوكالة في هذه السقطة المهنية.
اقرأ أيضًا: مسرحية اختفاء خاشقجي.. كيف سخر الخليجيون من أكاذيب أنقرة والدوحة؟ (فيديو)
ورغم حذف الوكالة الخبر الكاذب، واضطرارها لاحقًا إلى بث ملحوظة لمشتركيها أن المعلومة التي نقلتها لم ترد على سبق، لكن هذا لا يعفيها من المسؤولية التي ستقع عليها بعد تداول الخبر بصورة هائلة، وتناقله عبر صحف ومواقع إخبارية الساعات الماضية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت صحيفة سبق السعودية إن الوكالة الشهيرة وقعت في فخ التضليل، ونسبت للصحيفة خبر مفبرك دون أن تكلف نفسها عناء التحري والدقة، وتحمل أمانة النشر، مندفعة خلف مواقع مشبوهة، ظنًا منها أنه منشور في موقع الصحيفة، ولكن في الحقيقة أن من نشر الخبر هو تصميم مشابه للموقع الإخباري لصحيفة سبق، والتي استغلت اسم الصحيفة ومصداقيتها أمام قرائها لتمرير أخبار كاذبة، مشددة على عدم علاقتها بالخبر المتداول داعية الجميع لتحري الدقة والأمانة في النشر والنقل.
وتستعد فرق التحقيق المشتركة بين السعودية وتركيا لتفتيش منزل القنصل السعودي في إسطنبول، في إطار التحقيق الجاري بشأن مصير خاشقجي، وذلك بعد عودته إلى الرياض أمس الثلاثاء، بينما تسود حالة من الارتباك التي تعيشها وكالات إعلامية كبيرة بنقلها تقارير إعلامية متضاربة حول قضية خاشقجي، حيث اضطرت في النهاية لحذف أخبارها بسبب المعلومات المغلوطة التي استندت إليها مصادرها "المجهولة"، فخرجت أخبارها متضاربة.
اقرأ أيضًا: اتصالان خلال 24 ساعة.. هكذا نفت السعودية لترامب علاقتها بواقعة اختفاء «خاشقجي»
ولم تكن هذه الواقعة الوحيدة التي تشير إلى وقوع رويترز في سقطات مهنية خاصة في قضية خاشقجي، التي تحمل الكثير من الغموض حتى الآن، واتضح جلياً تناقض رويترز في قضية خاشقجي عندما نقلت خبر مقتله نقلًا عن مصدرين في الأمن التركي، بينما نسفت التصريحات الرسمية لتركيا هذه الرواية ، والتي جاءت على لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي قال في تصريحات رسمية: «إنه يتابع بنفسه القضية وإنه لا يزال يأمل في نتيجة إيجابية للأمر»، الأمر الذي دفع نشطاء ومتابعون إلى طرح سؤال مهم لماذا تنقل وكالة أنباء كبيرة أخبار لم تدقق من صحتها؟، ما يجعل مصداقيتها تضرب في الصميم، ويظهر أنها قابلة للتجييش السياسي والشعبوي دون أي اعتبار للمصداقية والمهنية في العمل الإعلامي.
خاشقجي
وبعيدًا عن قضية خاشقجي، تكررت سقطات «رويترز» كثيرًا على مدار السنوات الماضية، آخرها نقل شائعة تفيد بأن السعودية قررت إلغاء الطرح العام لشركة «أرامكو»، مع تسريح مستشاريها، ما أدى إلى تداوله على نطاق واسع بين أذرع قطر الإعلامية وعبر مواقع التواصل الاجتماعية واستغلاله للإساءة إلى السعودية وقيادتها، والتشكيك في رؤية المملكة الطموحة 2030، ولكن الواقعة اكتشف أنها تدخل ضمن الشائعات التي تستهدف المملكة، حيث من جانبه، أصدر وزير الطاقة السعودي، رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، المهندس خلد الفالح بيانًا نفي ما تم تداوله نقلًا عن «رويترز»، مع وصف تلك الأخبار بـ «غير الصحيحة»، مؤكدًا استمرار الحكومة السعودية بالطرح الأولي العام لأرامكو، توافقًا مع الظروف الملائمة.
اقرأ أيضًا: تخبط إعلامي حول اختفاء «خاشقجي».. سياسي سعودي يكشف لـ«صوت الأمة» الأسباب والمستفيد
وفي واقعة سقوط الطائرة الروسية في سيناء، والتي خلفت نحو 224 قتيلًا، كانت الوكالة صائدة في الماء العكر، حيث شنت حملة ضارية ضد مصر، وصلت إلى حد الزعم باعتقال المطار موظفين به للاشتباه في تورطهما بتفجير الطائرة الروسية، قبل أن تنفي السلطات المصرية هذه المعلومات رسميًا.