بعد سوتشي وبعد إدلب.. ما حول إدلب وما حول سوريا
الأربعاء، 17 أكتوبر 2018 05:14 م
سواء نجح تطبيق الاتفاق الروسي التركي في سوتشي، بطرد الإرهابيين ونزع السلاح الثقيل من المعارضين المسلحين في المنطقة منزوعة السلاح في إدلب، أم احتاج لعمل عسكري بتلكؤ النصرة الإرهابية أو تقاعس التنفيذ، فان القرار الروسي التركي قد اتُّخذ لتكون إدلب (خالية من الارهاب والسلاح) لتنضم تركيا بذلك للقرار السوري الإيراني الروسي!
وسواء وقع العدوان الثلاثي (الصهيو غربي) بقيادة أمريكية ضد سوريا العربية، أم لم يقع، وبذريعة الكيماوي أم بغيره، قريبًا أم بعيدًا، فإن القرار الغربي بالعدوان ضد سوريا قد اتُّخذ دعمًا للإرهاب الصهيوني والإسلاموي معًا، ولحماية أمن إسرائيل في الأساس! سواء وسواء.. فإن القرار الوطني السوري يضرورة هزيمة الإرهاب في سوريا وتحرير إدلب من الإرهابيين، والتوجه للرقة بعد إدلب؛ لبسط سيادة الدولة السورية على أراضيها قد اتُّخذ، وأصبح واضحًا الآن أن إدلب والرقة ستعودان إلى سيادة الدولة السورية، وتعود الدولة السورية إلى إدلب والرقة، مهما طال الوقت أو زاد الثمن، سواء بالسياسة أم بالحرب، اليوم أو غدًا.
بعد الانتصارات التي أحرزها الجيش العربي على الإرهابيين والمسلحين في غوطة دمشق، وفي درعا والقنيطرة والسويداء، حيث كان الدعم الصهيوني للإرهابيين بالجنوب السوري، ونتيجة إعلان الرئيس السوري بشار الأسد أن تحرير إدلب من سيطرة الإرهاب وإعادتها إلى سيادة الدولة السورية، سلمًا أو قتالاً، أصبح الأولوية الأولى مرحليًّا، موضحا أنه يُفضّل طرد الإرهابيين وإلقاء سلاح المُسلّحين وإجراء مصالحة تُعيد سيادة الدولة بالوسائل السياسة، وإن فشلت السياسة فالطريق هو القتال.
ومع تسارع الأحداث في سوريا حول إدلب، حيث يتدفق الدعم التركي للمسلحين المقاتلين ضد الجيش العربي في الشمال السوري، بل وتحمي القوات الأمريكية الغازية وجود داعش للاستثمار فيها، وبعد نجاح الجيش العربي في تحرير 90% من مناطق سيطرة الجماعات الإرهابية بدعم (صهيو غربي) وتركي قطري في حمص وحلب والغوطة والجنوب السوري، وبينما يجري التحضير السوري الروسي باتجاه الهجوم إن لزم الأمر على مواقع الإرهاب بالشمال السوري، وتحديدًا في إدلب؛ لتحرير مواطنيها من سيطرة "النصرة" الإرهابية على أكثر من 60% من محافظة إدلب، والتحضير لما بعد إدلب.. ومع تسارع التحركات الدولية والإقليمية المُعلنة والمستترة رفضًا للعدوان الثلاثي أو قبولاً به، ووضوح مواقف الأطراف الضامنة والمتآمرة والمتواطئة حول سوريا، انعكست خطورة تصاعد التحركات المُتضادّة حول سوريا على المسرح الدولي، ففي محاولة لمنع الغرب من شنّ العدوان، ووضع مجلس الأمن الدولي أمام مسؤولياته في ضرورة حفظ الأمن والسلم الدوليين، وإطلاع العالم على حقائق الأوضاع في إدلب وحول سوريا، من تحضير لعدوان غربي ضد سوريا بالسيناريو الكيماوي السابق، بالتعاون مع الأطراف العدوانية الخارجية ومع الأدوات الإرهابية الداخلية.
دعت روسيا مجلس الأمن للاجتماع الطارئ مرتين، الأولى لفضح مؤامرة استخدام اللعبة الكيماوية الكاذبة لاتهام الجيش العربي السوري بما يُبرّر العدوان، وكشف السفير الروسي لمجلس الأمن معلومات خطيرة عن توصيل حاويات الكيماوي إلى إرهابيين في إدلب بواسطة عناصر الخُوذ البيضاء المشبوهة، بمعاونة شركة أمنية بريطانية، مُحذِّرًا واشنطن من أي عدوان ثلاثي جديد على سوريا العربية بالسيناريو الكيماوي في إدلب، وبتكرار فج لعدوان تحالف الشر الصهيوني الأنجلو فرانكو أمريكي في أبريل الماضي بالسيناريو الكيماوي في "دوما". فيما أشار السفير السوري إلى تصاعد التهديدات العدوانية ضد بلاده من واشنطن وباريس ولندن، وتلك الصادرة من برلين وأنقرة والدوحة وتل أبيب، وحذّر من تحولها إلى عمل عدواني عسكري غربي، إذا قام الجيش العربي السوري بالتّحرك لمحاربة الإرهابيين وطردهم من إدلب (حال استخدامه الكيماوي!) على حد قولهم، بينما تشير الدلائل والمعلومات إلى أن الإرهابيين يُحضّرون لاستخدام الكيماوي لتبرير هذا العدوان.
وأكد السفير السوري أنه إذا ما تكرّر العدوان الثلاثي لتحالف الشر ضد سوريا بهذا السيناريو الكيماوي أو بغيره، فعلى الباغي المُعتدي ستدور الدوائر. فيما تشير التقارير إلى حشد كبير للأسطول الروسي شرقي المتوسط، ومناورات بحرية وجوية وصاروخية روسية غير مسبوقة، في محاولة لمنع العدوان ومواجهة احتمالات شنّ عدوان ثلاثي جديد ضد سوريا، بذريعة السيناريو الكيماوي المفضوح الذي استخدموه في الماضي لشن اعتداءات على الجيش العربي السوري، الذي يُحارب الإرهاب المدعوم من تلك الدول الثلاث وغيرها، سعيًا إلى شلّ قُدرة هذا الجيش العربي على هزيمة الإرهاب، وذلك حماية من الثالوث العدواني الاستعماري لأدواتهم الإرهابية والعميلة والحليفة في سوريا العربية.
الأرجح أن القاعدة التي بدأت تحكم معادلات الغد، خصوصًا بعد نجاح القمة الروسية التركية في "سوتشي"، والتي دخلت امتحان التطبيق وألقت الكرة في الملعب التركي، هي أن الإرهاب لا بدّ من أن ينتهي في إدلب ويتم تحريرها من قبضة الإرهابيين خلال شهر واحد، وأن إدلب ستعود إلى حضن الدولة السورية، وستعود للدولة السورية سيادتها في إدلب، سلمًا أو قتالاً، مهما كان الثمن، وسواء طال الوقت أو قَصر.. وسواء وقع العدوان الثلاثي الغربي أو لم يقع، فلن يمنع أي عدوان على سوريا القيادة العسكرية في دمشق من تحقيق الهدف الذي وضعته القيادة السياسية السورية بتطهير إدلب من الإرهابيين وتحرير المدنيين من سطوتهم وبسط سيادة الدولة السورية على إدلب.