قرار "التحول من الدعم العيني للنقدي" حائر بسبب تضارب تصريحات المسئولين
الأربعاء، 17 أكتوبر 2018 04:00 صمصطفى النجار
هل سيتحول الدعم العيني من السلع التموينية إلى دعم نقدى؟.. سؤال يطرح على الساحة من وقت لأخر ،ومن ثم يخرج مسئول حكومى لينفيه، لكن تظل فكرة التحول من الدعم التقليدي إلى الدعم المالى مطروحة وسط تردد حكومى من تنفيذها، بسبب عدم احتساب عواقب هذا التطبيق، وهل سيتقبله المواطن وما تأثيره على سوق السلع في حال التطبيق، وبالأساس كيف سيتم تطبيق؟، كل هذه الأسئلة تحتاج لإجابات في ظل التصريحات الأخيرة للدكتور على المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية.
في يناير الماضى، أعلن الدكتور على المصيلحى وزير التموين، عن الوزارة تستعد لتطبيق خطة جديدة لتحويل منظومة الخبز إلى الدعم النقدي بدلا من النظام الحالي، في خطط الحكومة المستقبلية للتحول إلى الدعم النقدي بشكل كامل، موضحًا أن خطة وزارته تعتمد على صرف قيمة دعم الرغيف للمواطن بشكل مباشر، على ان تشبه المنظومة الجديدة منظومة صرف السلع التموينية المطبقة حاليًا، وأي توفير من جانب المواطن في حصته من الدعم النقدي لرغيف الخبز، يستطيع أن يحصل بها على منتجات غذائية وسلع أخرى، وان الهدف منها أن يصل الدعم لمستحقيه، بدون وسطاء، وسيشتري المواطن رغيف الخبز بثمنه الحقيقي، وهو 55 قرشاً، لكنه لن يتحمل منها سوى 5 قروش، لأنه سيكون قد حصل بالفعل على 50 قرشاً كدعم نقدي عن كل رغيف، وفكرنا أن يكون هذا الدعم في صورة كاش، لكن نخشى توجيه هذه الأموال في أمور أخرى تضر بصحة المواطن.
وبعد 9 أشهر وبالتحديد أمس الاثنين، تحولت رؤية وزارة التموين، إذ أكد وزير التموين والتجارة الداخلية، ذاته، أنه لن يتم حذف بطاقة تموينية واحدة، وأن البطاقات صاحبة البيانات الخاطئة تم إيقافها من الصرف فقط، ولم تحذف من قواعد البيانات، وأن صاحب البطاقة الموقوفة عليه أن يتجه إلى المكتب ليعدل البيانات، موضحًا أن البطاقات الخاطئة تأخذ من أموال الشعب التي جمعت من الضرائب.
وردًا على تخوف البقالين التموينيين من تحول الدعم إلى نقدي، حسم المصيلحي الجدل قائلًا: "لن يتم ذلك نحن نزيد المنافذ التموينية، وأهم هدف لوزارة التموين توفير السلع بأسعار جيدة، والآن مؤشر التضخم ابتدأ في الانخفاض وإذا تحول الدعم لنقدي الأسعار هتولع نار".
من جانبه، قال عصام الفقى أمين سر لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب،، إن الهدف من التحول للدعم النقدي هو تقليل مراحل التى تمر عليها مخصصات الدعم من شراء سلع وتوريدات وتوزيع السلع سواء خبز أو سلع غذائية كالزيت والسكر والأرز والدقيق، وهو ما كانت تُعول عليه الحكومة ان يحد من مشاكل طوابير التموين وتعطل نظام التشغيل أو "السيستم" كما بات يُطلق عليه بين عموم المصريين.
قدر النائب عصام الفقى ، في تصريحات لـ"صوت الأمة"، الخسائر التى تلحق مخصصات الدعم السنوية لوزارة التموين لصرف السلع بأنها لا تقل عن 10% إلى15% وهو ما يُعد خسارة كبيرة بالإضافة إلى حلقات المستفيدين من هذه المخصصات سنويًا من حلقات الوصل بين الحكومة ومحدودى الدخل، مشيرًا إلى أن المواطن محدود الدخل يخسر سنويًا ما لا يقل عن 5 مليار جنيه بسبب ما يتم هدره من أموال الدعم الخاص بالسلع التموينية فقط، لافتًا إلى أنها جميعًا أرقامًا تقريبية وليست نهائية.
وأوضح الفقى أن تردد الحكومة في تطبيق منظومة التحول للدعم النقدي ليس بسبب اعترضات برلمانية إذ أن خطة الحكومة المقدمة للبرلمان لا تتضمن التحول الجديد خلال العام المالى الحالى 2018/2019، وبالتالى فإن الأموال المخصصة والخطة الموضوعة لدعم السلع التموينية بما فيها الخبز هى أرقامًا معتمدة داخل الموازنة العامة للدولة، أما تطبيق الدعم النقدي سيتطلب من الحكومة إجراء العديد من الحسابات حول التغيرات التى قد تطرأ على السوق في حال توجه عشرات الملايين من المواطنين لمحلات القطاع الخاص لشراء السلع التى كانوا يشترونها من منافذ بقالين التموين، لكن على الحكومة أيضًا أن تُحدد خطتها لنعرفها كنواب للشعب ونساعد الوزراء المعنيين في إتخاذ القرارات بنظام المشاركة لا المغالبة لذلك نقول لوزير التموين والحكومة "إرسوا على بر هتتحولوا للدعم النقدي ولا لأ؟".
من ناحيته، قال النائب شريف فخرى عضو المكتب السياسي لائتلاف الأغلبية البرلمانية "دعم مصر"، إن التحول من الدعم العيني إلى النقدي يسهل تنفيذه إلكترونيًا وسيكون أيسر على الحكومة من تحمل شراء السلع وتوزيعها على المحافظات وتنظيم مكاتب التموين وبقالين التموين وتسعير السلع المدعمة ومشاكل التوريدات وغيرها من الأمور الفنية التى تنعكس بالسلب على علاقة المواطن بالحكومة وتتسبب في الكثير من الزمات من وقت لأخرن لكن علينا قبل الحديث عن إمكانية التطبيق أن نتحدث عن رغبة المواطن من الأساس في هذا التحول لذلك اقترح إجراء استفتاء إلكترونى عبر موقع وزارة التموين على سبيل المثال، لجمع الآراء ومن ثم العمل على التنفيذ إذا حصل المقترح على موافقة مجتمعية أو إيجاد العديد من البدائل التى ستُسهل هذا التحول.
وأضاف فخرى في تصريح لـ"صوت الأمة"، أن التخوف من التطبيق وآلياته يمكن علاجها بالاستعانة بخبرات في كل مجال، لكن ما لا ينكره أحد أن منظومة السلع التموينية مع أنها شهدت تطورًا كبيرًا عن 10 سنوات سابقة إلا أن العيوب لاتزال تشوبها وهو ما يجعل فكرة التحول مطروحة.