وصفة سهلة اسمها إبراهيم الجارحي.. كيف تصنع "إله من العجوة" على السوشيال ميديا؟
الإثنين، 15 أكتوبر 2018 06:00 مطلال رسلان
"أن تعيش لتأكل".. ربما لو بحثنا في تاريخ إبراهيم الجارحي كله لن نجد أصدق من عنوان كتابه الخامس لوصف حالته التي يعيشها حاليا، وربما تكون هي الإجابة المثالية على الأسئلة المثارة على الساحة الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، بشأن هجوم الإعلامي الشهير على أداء بعض المؤسسات الإعلامية التي كانت أبوابها مفتوحة له في يوم من الأيام على مصارعها لعرض بضاعته، ونيل فرصة يتمناها كثيرون في جيله، قبل خروجه من دائرة الأضواء.
خرج "الجارحي" منذ يومين عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قائلا: «يعني رئيس الجمهورية بيكلّمنا عن معركة الوعي وفي نفس الوقت الشوارع غرقانة بانرات والقنوات والإذاعات غرقانة بروموهات عن برامج جديدة بإطلالة جديدة لمجموعة من أسوأ رموز الجهل والرداءة! يعني عندما امتلكت الدولة أو استحوذت بشكل شبه كامل على الساحة الإعلامية يبقى هو ده المنتج اللي نتوقعه؟ هو ده سلاحكم في معركة الوعي؟ يعني ممكن تفضّل أهل الثقة على أهل الكفاءة أو أهل الكفاءة على أهل الثقة، إنما تستعين بناس لا محل ثقة ولا أهل كفاءة ليه؟".
يبدو أن إبراهيم الجارحي فقد بوصلته، ونال منه الارتباك، بعدما فقد سبوبة العمل في الإعلام، أو كما كان يراها، فالرجل خريج مدرسة "أن اللعبة تؤخذ بالمصالح لا بالمشاعر"، كما يبدو أنه لم يجد مصلحته الجديدة إلا في قلب الطاولة ومكايدة الإعلام والمشهد، رغم أنه كان في يوم من الأيام جزءًا من هذا المشهد الذي لم يصبح حاليًا على هواه، بعدما توقف برنامجه الأخير.
نال "الجارحي"، الذي بدأ علاقته بالصحافة والإعلام رسام كاريكاتير في إحدى الصحف الشهيرة، فرصة لم تُتَح إلا لقليلين حوله، قبض عليها بيده، واستخدم أدواته كما لم يستخدمها من قبل في تجاربه السابقة، عندما قدم برنامجه «follow On» على شاشة قناة On Live، وكان بالتوازي معه يقدم برنامج إذاعي، وبتوقف قناة ON Live وتحولها لـON sport2، توقف برنامج إبراهيم، وأصبح يقدم برنامجه الإذاعي فقط.
"الجارحي" واحد من هؤلاء الذين يعرفون جيّدًا من أين تُؤكل الكتف، طوّع هذه الموهبة في إثارة الجدل بالمجتمع بقضايا ساخنة، سرق بها الأضواء لفترات طويلة، جيبه لم يبخل يومًا عن الإنفاق على حملاته التلميعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فهي جزء لا يتجزأ من البروباجندا حوله، مثل إنفاقه ملايين على أحواض نباتات الأزولا في فيلته الخاصة، لقد عرف منذ البداية كيف يصنع من نفسه إلهًا على صفحات الواقع الافتراضي، حتى لو كان هذا الإله من العجوة، الذي سرعان ما انهار مع فشل تجربته الإعلامية وخروجه من دائرة حسابات المشاهير ومقدمي برامج التوك شو.
مزرعة إبراهيم الجارحي
لم يترك "الجارحي" باب المواربة للرجوع بندالته الإعلامية، ربما يكون المكان الأنسب له الآن على كرسي هزاز في فيلته يستطيع من خلال تلك الأجواء متابعة حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي أو التفكير في مزيد من الهجوم على الدولة وإثارة الجدل للفت الأنظار إلى اسمه من جديد، وتنحية ما يشغله عن ذلك الهدف جانبًا، فالأمر ليس جديدًا عليه فقد ترك قبل ست سنوات زوجته وطفلته ولم يسأل عليهما ولم يخرج من جيبه جنيهًا واحدًا لرعايتهما، وفقًا لما أعلنته طليقته عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، فالإعلامي الشهير الذي يتقاضى عشرات الآلاف من الجنيهات، طلب في المحكمة خفض النفقة من 750 جنيهًا إلى 300 جنيه، بعد أن طلبها في بيت الطاعة.
ملفات كثيرة وآثام أكثر للإعلامي إبراهيم الجارحي وقع فيها عبر مسيرته، الكل يعلمها وليست مناسبتها الآن، لكن تحوّله الأخير وانقلابه على زملاء المهنة كان أقربها، لن تشفع له صفحاته ولا ملايين المتابعات على مواقع التواصل الاجتماعي في غسل يديه من رمي الأحجار في بئر شرب منها قبل ذلك.