الصادرات الصينية ترتفع رغم الحرب التجارية.. تعرف على الأسباب
الثلاثاء، 16 أكتوبر 2018 10:00 ص
ارتفعت الصادرات الصينية بنحو 15% في سبتمبر مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وفقا لبيانات حكومية وتغلب ذلك على توقعات المحللين وكان أقوى من الشهر السابق. ويشير التسارع في الصادرات إلى أن الصين تتغلب على الموجات الأولى من التعريفات الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب على 50 مليار دولار من الصادرات الصينية هذا الصيف.
وقال جوليان إيفانز كبير الاقتصاديين في الصين، لدى شركة أبحاث كابيتال إيكونومكس في مذكرة للعملاء يوم الجمعة إن «الصورة الكبيرة هي أن الصادرات الصينية صمدت حتى الآن في مواجهة تصاعد التوترات التجارية».
وتستفيد الصادرات الصينية من انخفاض قيمة عملة البلاد، وانخفض اليوان بحوالي 9% مقابل الدولار الأمريكي خلال الأشهر الستة الماضية، حيث أصبح المستثمرون أكثر اهتماما بصحة الاقتصاد الصيني، كما أن ضعف العملة يجعل السلع الصينية أكثر قدرة على المنافسة مقارنة بالدول المصدرة المنافسة.
وربما ساعد ذلك الفائض التجاري الصيني مع الولايات المتحدة في الارتفاع إلى رقم قياسي شهري يبلغ 34 مليار دولار في سبتمبر، ويعد حجم الفائض الضخم أحد الشكاوى الرئيسية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في النزاع التجاري.
وقال لويس كويجس رئيس اقتصاديات آسيا بشركة اكسفورد للاقتصاد، إن شركات التصدير الصينية، ربما تكون قد هرعت أيضا في سبتمبر قبل بدء موجة جديدة من الرسوم الجمركية الأمريكية في نهاية الشهر.
وفرضت الولايات المتحدة تعريفة جديدة بنسبة 10% على بضائع صينية أخرى بقيمة 200 مليار دولار في 24 سبتمبر، وهذه الإجراءات الجديدة ستجعل من الصعب على المصدرين الصينيين الحفاظ على الأداء القوي لشهر سبتمبر.
وقال إيفانز-بريتشارد: «مع احتمالية أن يتباطأ النمو العالمي بشكل أكبر في الفصول القادمة وأن تصبح الرسوم الجمركية الأمريكية أكثر معاقبة، فمن غير المرجح أن تستمر المقاومة الحالية للصادرات».
وقال لي كيوين المتحدث باسم وكالة الجمارك الصينية في مؤتمر صحفي، إن نمو الصادرات قد يتباطأ في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام وأضاف «هناك العديد من العوامل غير المؤكدة وغير المستقرة في البيئة الدولية، ويتصاعد الخلاف التجاري بين الصين والولايات المتحدة باستمرار».
ومن المقرر أن ترفع خطط إدارة ترامب تعريفتها على السلع الصينية البالغة 200 مليار دولار من 10% إلى 25% في نهاية العام، وقال ترامب إنه مستعد لتوسيع التعريفات لتغطي بشكل فعال جميع الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة التي تجاوزت 500 مليار دولار في العام الماضي.
وكان يوجد عدد من التوقعات تخص الصين مع بدء الحرب التجارية، تشمل أنه سيكون لخفض العملة الصينية تأثير مضاعف، فضعف العملة يعني صادرات صينية أرخص وأكثر تنافسية، وفي الوقت ذاته سيجعل المنتجات الأمريكية أعلى ثمنا، ولا سيما تلك المعرضة لتعريفات جمركية أعلى، ومع بداية الحرب التجارية انتشرت عدد من التنبؤات منها بحسب بي بي سي أنه يمكن للصين ضخ الأموال إلى اقتصادها لدعم الشركات المحلية، لذا أثير الحديث عن خيار خفض قيمة العملة
ولكن في نفس الوقت فحرب العملة ستسفر عن نتائج قوية وسريعة، ستكون مخاطرها سلاحا ذا حدين، فالتوقعات بانخفاض قيمة العملة يمكن أن تدفع الأسواق المالية إلى صرف اليوان بأقل من سعره المخفض أصلا، وهو ما يؤدي في النهاية إلى تقويض النظام المالي للصين.
وكذلك، إذا انخفضت العملة الصينية، ستكون الرسوم الجمركية المفروضة على بضائعها أضعف تأثيرا، لكن يمكن أن يرد الأمريكيون بفرض تعريفات جمركية أكبر، ما سيؤدي إلى احتدام الصراع.