يظل موضوع احتلال الهكسوس لمصر منذ نحو 3600 عاما، من الموضوعات المثيرة للجدل فربما يرجع لأننا لا نعرف بالتحديد من أين جاء هؤلاء الهكسوس، وربما لأنه كان أول احتلال لمصر، وربما لأنه ظل أكثر من مائة سنة.
يقول المؤرخ المصرى القديم مانيتون: "فاجأ الهكسوس المصريين وهجموا عليهم بأعداد كبيرة لم يستطع المصريون مقاومتها، فحرقوا المدن والمعابد ودخلوا إلى مصر واتخذوا عاصمة لهم فى شرق الدلتا أطلق عليها زوان، وانتشروا تدريجياً حتى سيطروا على شمال مصر".
دخل الهكسوس مصر فى مرحلة ضعف نهاية حكم الدولة الوسطى تقريباً فى نهاية حكم الأسرة الرابعة عشر، وخرجوا منها على يد الأسرة السابعة عشرة، التى قادها كل من سقنن رع ومن بعده كاموس ثم أحمس بطل التحرير.
ومؤخرا عثرت البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور محمد النجار العاملة فى منطقة كوم أمبو بأسوان على الجزء الأعلى من لوحة مصنوعة من الحجر الجيرى تعود إلى زمن التحرير، لكن ماذا عن "معركة التحرير" نفسها هل وثقتها الآثار؟
أعلن المجلس الأعلى للآثار نجاح البعثة الأثرية النمساوية والتى تعمل فى منطقة "تل الضبعة" بمحافظة الشرقية، فى تحديد موقع مدينة أثرية كبيرة يرجح أنها كانت جزءاً من مدينة "أفاريس" القديمة، عاصمة الهكسوس خلال عصر الانتقال الثانى (1664-1569 ق.م).
الصور توضح أنها مدينة كاملة بها شوارع وبيوت ومعابد ومقابر، مما يعطى صورة عامة كاملة للتخطيط العمرانى لتلك المدينة وبالتالى تحديد كل منطقة فيها.
كما أعلنت وزارة الآثار أن بعثة أثرية مصرية اكتشفت آثار معركة تحرير مصر من الغزاة الهكسوس فى شمال سيناء قبل نحو 3600 عام، وتضم مبانى ضخمة محصنة، وهياكل بشرية مطعونة بحراب، بالإضافة إلى قطع من بركان "سان تورينى"، وهو يمثل أول أمواج مد عاتية، "تسونامى"، فى العالم القديم.
وأضافت الآثار أن البعثة عثرت على هياكل حيوانية، وأخرى بشرية مطعونة برؤوس سهام وحراب، تدل على عنف المعارك فى الموقعة بين الجيش المصرى بقيادة الملك أحمس الأول والغزاة الهكسوس، حتى تم طردهم.
"هب المصريون بقيادة ملوك طيبة لطرد الهكسوس عن أوطانهم وكان من أبطال معركة التحرير سقننرع، الذى قُتل وأعقبه كاموس الذى وصف المعركة فى لوح كارنارفون: لقد هبطت النيل لطرد الهكسوس بأمر آمون - أحمس الأول - ذى الرأى السديد.. ولقد تقدمنى جيشى القوى كأنه جذوة من نار.. وكانت طلائع الجيش من فصائل المازوى تتقدمه للكشف عن الآسيويين وتدمير مواقعهم.. وقد أفاض المصريون على الجيش الطعام من كل مكان وقد وجهت فصيلة قوية من المازوى إلى الأمام على حين توليت بنفسى حصار نبتى بن تيتى فى نفروسى فقد كرهت أن أفلته ففصلت بينه وبين الآسيويين ثم قضيت الليل على سفينتي.. فلما أسفر النهار انقضضت عليه كالصقر فدحرته فدمرت أسواره وقتلت قومه".وفق كتاب الأدب المصرى القديم لأحمد عبد الحميد يوسف.
وجاء فى كتاب الأدب المصرى القديم لأحمد عبد الحميد يوسف: