«أبو الندالة» الباحث عن سبوبة.. إبراهيم الجارحي: «فيها يا اخفيها»
الأحد، 14 أكتوبر 2018 07:26 م
عرفنا الزميل إبراهيم الجارحي مراسلاً ومعداً ثم مذيعاً مجتهداً ملماً بتفاصيل ما يطرحه من موضوعات وقضايا، مثيراً للجدل في أوقات كثيرة بالحديث في أمور تصطدم في كثير من الأحيان بثوابت مجتمعية وعادات وأعراف وتقاليد، لكنها في النهاية مقبولة لأنها آرائه ووجهات نظره التي تقبل الاختلاف.
سار الجارحى في مسار مهني يحسده كثيرون عليه، حقق إنجازات كبيرة في فترة قصيرة، وكان واحد من هؤلاء الذين كتب لهم الاستمرار حتى شهور قريبة ببرنامجه «follow On» والذي كان يقدمه على شاشة On Live، وكان بالتوازي معه يقدم برنامج إذاعي، وبتوقف قناة ON Live وتحولها لـON sport2، توقف برنامج إبراهيم، وصار يقدم برنامجه الإذاعي فقط.
منشور ابراهيم الجارحي اليوم
منطقي أن يحزن الفرد على توقف تجربته لأي أسباب كانت، من المقبول أن يعصرك الحزن على توقف مشروع كنت تعول عليه في التخطيط لأمور مستقبلية سواء مادية أو مهنية، لكن من الغير المنطقي ومن غير المقبول بمجرد أن تغادر موقعاً ساهم ولو بقدر بسيط في عرض بضاعتك للجمهور أن تهاجمه، صغار المحررين والمعدين لم يفعلوا ذلك، احتراماً وتقديراً للمؤسسة التي منحتهم الفرصة ودعمتهم بكل ما لديها من إمكانيات لصناعة محتوى جيد قبله الجمهور وأشاد به كثيراً، فعرفوا طعم النجاح والشهرة عن طريق هذه المؤسسة، والفرق هنا بين هؤلاء الشباب وإبراهيم الجارحى أنهم في لحظة التوقف لم يكن لديهم خطط بديلة، بينما للجارحي «شغلانة تانية بعد الضهر».
اليوم خرج «الجارحي» صاحب المليون متابع على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» بمنشور ينتقد فيه أداء بعض المؤسسات الإعلامية، ومخالفتها على حد وصفه نهج الرئيس في العمل سوياً من أجل بناء الوعي الإنساني، فقال: « يعني رئيس الجمهورية بيكلمنا عن "معركة الوعي" وفي نفس الوقت الشوارع غرقانة بانرات والقنوات والاذاعات غرقانة بروموهات عن برامج جديدة بإطلالة جديدة لمجموعة من اسوأ رموز الجهل والرداءة! يعني عندما امتلكت الدولة أو استحوذت بشكل شبه كامل على الساحة الإعلامية يبقى هو ده المنتج اللي نتوقعه؟ هو ده سلاحكم في معركة الوعي؟ يعني ممكن تفضل اهل الثقة على أهل الكفاءة او اهل الكفاءة على أهل الثقة انما تستعين بناس لا محل ثقة ولا اهل كفاءة ليه؟».
حديث الجارحي عن رداءة البضاعة المعروضة حالياً على بعض الشاشات مثير للضحك، لأن المشهد الذي ينتقده «الجارحي» هو جزء منه ولم يتغير شيء سوى أن برنامجه التليفزيوني توقف، وهذا إن كان دافعاً لهجومه الآن أمر مؤسف، لأننا إذا مع شخصية لا تزن الأمور إلا بميزان المصلحة الذاتية أو كما كان يقول الأطفال في الشوارع قديماً، عندما يجنبهم أصدقاؤهم اللعب معهم : «فيها يا اخفيها».
نعت الجارحي بـ«الندالة الإعلامية» أمر يستحقه عن جدارة، والوقائع على ذلك ليست قليلة ولا تتوقف عند هجومه على الدولة بسبب توقف برنامجه، فقبل أن يهاجم المشهد الإعلامي الذي لازال هو جزء منه، ترك قبل ست سنوات زوجته وطفلته ولم يسأل عليهما ولم يخرج من جيبه جنيهاً واحداً من أجل رعايتهما، وفقا لما أعلنته طليقته عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، مشيرة إلى أن الإعلامي الشهير والذي يتقاضى عشرات الآلاف من الجنيهات، طلب في المحكمة خفض النفقة من 750 جنيه إلى 300 جنيه، بعد أن طلبها في بيت الطاعة في ظل أنه لم يذهب يوماً إلى المحكمة.
النذالة الإعلامية عند الجارحي، في أغلب الأحيان نابعة من فقدانه الاتزان والثقة في نفسه وإمكانياته وقدرته على العودة ببرنامج أقوى وأكبر من ذلك الذي كان يعرضه، الإعلامي الشهير تجاربه الإعلامية السابقة وإمكانياته تؤهله للعودة في أي وقت بشكل أقوى بشرط أن يثق بنسبة 1% في قدرته على تقديم محتوى جديد يجذب القارئ الذي لم يعد في حاجة إلى سماع تحليلات وقصائد سياسية لا أول لها ولا آخر، سيعود إبراهيم الجارحي عندما يصحح ما بداخله من دوافع للانتقام بمجرد انقضاء المصلحة، سيظهر من جديد وبإطلالة مختلفة عندما يتأكد أن النذالة ليست الأداة الصحيحة التي يمكن استخدامها للضغط من أجل العودة.