السيسى في موسكو.. الضبعة والقطارات وعودة السياحة ملفات على مائدة النقاش

انتهج سياسة خارجية قوية وواضحة تهدف إلى تعزيز دور مصر في أنحاء العالم، وأهميتها كحليف إستراتيجي لكثير من الدول. الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ أن تولى رئاسة مصر في عام 2014، قام بالعديد من الجولات الخارجية التي ساهمت بشكل كبير في تحسين صورة مصر عالميًا، وإبرام المزيد من الاتفاقات والشراكات الإقتصادية وجذب الإستثمار.

الزيارة الـ3 وعلاقات متميزة

ومن المقرر أن تبدأ زيارة الرئيس السيسي إلى روسيا غدًا الأثنين، على أن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي في 17 من أكتوبر الجاري. وتُعد تلك الزيارة الـ3 من نوعها خلال فترة حكمه حتى الآن. الزيارة الأولى كانت في 12 أغسطس من عام 2014، أي بعد ما يقرب بحوالي 3 أشهر من توليه الرئاسة، والثانية في 9 مايو من عام 2015، حيث مشاركته في احتفالات روسيا بالذكرى الـ70 لإنتصارها على النازية.

العلاقات المصرية الروسية شهدت تطورًا كبيرًا في عهد الرئيس السيسي، فخلال فترته الرئاسية الأولى قام الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بزيارة مصر مرتين؛ الأولى كانت في فبراير من عام 2015، والثانية في ديسمبر من عام 2017.

وكان السفير الروسي لدى القاهرة، سيرجي كيربيتشينكو أكد بحسب موقع «الهيئة العامة للإستعلامات» بعد أن نجح الشعب بمساندة الجيش والشرطة والمؤسسات الوطنية بمصر، في سبتمبر من عام 2013، على أن مصلحة روسيا في أن تعود مصر لدورها الإقليمي والدولي، وأن يكون هناك تعاون جاد وبلا تمييز لكي يعود بالخير على الطرفين، لافتًا إلى أهم مجالات التعاون بين مصر وروسيا وهي: الطاقة النووية والمجال التكنولوجي إلى جانب السياحة وسبل التعاون الاقتصادي.

تبادل تجاري في ازدياد

وبحسب تقرير عن المكتب الإعلامي بالسفارة المصرية في موسكو فإن حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا يتزايد، وقد بلغ في عام 2017 نحو 6.722 مليار دولار. ويُقدر عدد المشروعات التي تم إنشاءها بإستثمارات روسية في مصر نحو 363 مشروعًا، تركز أغلبها على مجالات السياحة والإنشاءات والزراعة وقطاع الاتصالات، كما تبلغ الاستثمارات المصرية في روسيا حوالي 450 مليون دولار أغلبها بمجال صناعة الطائرات.

اقرأ أيضًا: الملفات الاقتصادية أهمها.. ماذا تحمل أجندة السيسي فى زيارته المقبلة إلى روسيا؟

مشروع الضبعة

ولعل من أبرز المشاريع المصرية الروسية هو مشروع «الضبعة»، والتي تعمل على تنفيذه شركة «روس آتوم» الروسية، على أن تتضمن المحطة النوية 4 وحدات تبلغ كل منها 1200 ميجاوات، وقد تم توقيعه في نوفمبر من عام 2015. في السياق ذاته صرح المتحدث بإسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، الدكتور أيمن حمزة في تصريحات صحفيه خلال سبتمبر الماضي؛ بأن المشروع لازال في مرحلة التصميمات والدراسة، وذلك لأن ذلك الأمر يستغرف فترة من الوقت بسبب دقة المشروع، لافتًا إلى أن وزارة الكهرباء تحرص على أن يعمل المفاعل النووي الأول بقدرة 1200 ميجاوات خلال العام المالي 2025 – 2026، على أن يعمل الباقي تباعًا حتى عام 2029.

 

السكة الحديد

وفي مجال النقل كشف نائب رئيس شركة «ترانس ماش هولدينغ» الروسية، سيرجيو كوربانوف عن أكبر صفقة في تاريخ سكك الحديد المصرية، بحسب «روسيا اليوم» الجمعة الماضية، وأن الشركة وقعت عقد توريد 1300 عربة قطار لمصر في سبتمبر الماضي، وقال: «نفتح ذراعينا للتعاون مع الجانب المصري في كل المجالات».

 

وربما يكون هناك حديثًا بشأن إنشاء منطقة تجارة حرة بين الإتحاد الأوراسي ومصر والهند، ذلك الأمر الذي كان وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف قد أشار له سابقًا، وأن المفاوضات بشأنه قد تبدأ في قريبًا.

ملفات إقليمية

وبحسب تقارير إعلامية فإن زيارة الرئيس السيسي ستتضمن مناقشة عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك وعلى الصعيد الإقليمي، حيث الأوضاع في سوريا واليمن وليبيا إلى جانب مجريات القضية الفلسطينية وبحث التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب.

استئناف الرحلات الجوية

أيضًا بحث استئناف الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ والغردقة، والتعاون فى مجال السياحة سيكونا في أولويات المباحثات بين الرئيس السيسي ونظيره الروسي، وذلك في إطار العلاقات المتميزة بين البلدين. في السياق ذاته ذكر وزير النقل الروسي، يفجيني ديتريك بحسب وسائل إعلام روسية أن موسكو على استعداد لبحث موضوع إستئناف الطيران مع شرم الشيخ والغردقة خلال محادثات الرئيس المصري في روسيا.

لقاءات مقررة

برنامج عمل الرئيس السيسي يتضمن عدد من اللقاءات على مستوى المسؤولين الروسيين، حيث لقاء مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف، ورئيس مجلس الاتحاد الروسى فالنتينا ماتفيينكو، وآخرين. بالإضافة إلى حوارات مع وسائل الإعلام الروسية ولاسيما وكالة «تاس».