واقعة «البوكسرات».. هوس التارجيت يكشف شذوذ «مدراء الطريحة»

مابين «الجزاءات، والخصومات، والتعنيف» يقع الموظفون ضحايا «التارجيت» في كثير من مؤسسات وشركات القطاع الخاص، حتى أصبح الهم الأول لهم دون اعتداد برفع مستوى الآداء والخدمات التي تقدمها الشركة، لاسيما وإن وضعهم حظهم العثر تحت قيادة مدير لايعلم عن إدارة العمل شيئا سوى تلبية رغباته  في تحطيم الأرقام، إرضاءًا لهوس «التارجيت» المسيطر على عقله.

منهجية الأرقام التي تعتمدها أغلب شركات القطاع الخاص، حولت العمل من طبيعته الإبداعية، إلى وظيفة مرتبطة بقضاء عددا من الساعات تحت وطأة الضغط النفسي حتى إنهاء «الطريحة» المطلوبة منهم آملا في الحصول على راتبهم الشهري، وتجنب الصدام مع المدير الذي يرى الفشل سمة موظفيه طالما لم يقدموا له الحصيلة الشهرية.

ولكن لم يتوقع موظفو القطاع الخاص، أن يصل هوس «التارجيت» بالمديرين إلى حد الجنون وشتات العقل، وأن يقدم مدير أحد صالات «الجيمانيزيوم» بمدينة «جانجمن» جنوب شرق الصين، على معاقبة موظفيه بالسير «عراة» في الشوارع لعدم تحقيقهم التارجيت المكلفين به.

30 موظفًا بإدارة المبيعات لإحدى الشركات التي تدير صالات كمال الأجسام في الصين، يسيرون مرتدين «البوكسرات» في خط مستقيم بهدوء حذر، يكسو الإحراج وجوههم، وسط دهشة من المارة بالشارع الذين بادروا بالتقاط الصور ومقاطع الفيديو لهم، مازاد من استيائهم النفسي، كعقوبة وقعها عليهم مديرهم في العمل.

العقوبة التي فرضها مدير صالة «الجيمانيزيوم» اقتصرت على الرجال فقط دون الإناث، اللاتي خضعن لعقوبة أخرى تمثلت في ممارستهن لتمارين الضغط، بدلًا من إجبارهن على السير في الشوارع بالملابس الداخلية.

الغريب في الأمر، وبحسب وكالة «سبونتيك»، أن أحد الموظفين أبدى سروره بالعقوبة الموقعة عليه، شأنه ككثير من الموظفين «الخانعين» حول العالم، الذين يعتبروا أساس تدهور سياسات العمل بالشركات، المنفذين دائمًا للتوجيهات، حتى وإن نالت من كرامتهم أو حريتهم الشخصية.