قلب الطاولة على أردوغان.. كيف انتصر «بن سلمان» على فبركة تركيا في قضية خاشقجي؟

الخميس، 11 أكتوبر 2018 09:00 م
قلب الطاولة على أردوغان.. كيف انتصر «بن سلمان» على فبركة تركيا في قضية خاشقجي؟
محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان
محمود علي

مر أكثر من أسبوع على اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا، ورغم التقصير الأمني التركي الواضح وفشل أجهزة الأمن التركية في الكشف عن الحقيقة وتوضيح الصورة أمام الرأي العام العالمي، إلا أن الصحف القطرية والتركية والإخوانية تتغاضى عن كل ذلك وتحور المشهد في سبيل الضغط على المملكة العربية السعودية، وذلك على خلفية التوتر القائم في العلاقات بين المملكة من جهة وتركيا وقطر والإخوان من جهة أخرى ، جراء دعم الثلاثة التنظيمات المتشددة في المنطقة.
 
ولم تكتفي وسائل الإعلام التابعة رسميا لقطر وتركيا، بتغييب الرأي العام العالمي حول قضية خاشقجي الذي اختفي في إسطنبول، بل تحاول التأثير على مواقف زعماء الدول تجاه هذه القضية من أجل زيادة الضغط على المملكة العربية السعودية، رغم أن الأخيرة هي التي لها حق مطالبة السلطات التركية الكشف عن تفاصيل واقعة الاختفاء كون خاشقجي مواطن سعودي.
 
صحيفة تركية تروج لأكاذيب النظام التركي في قضية خاشقجي
صحيفة تركية تروج لأكاذيب النظام التركي في قضية خاشقجي
 
 
 
 
 
وتأثير الإعلام التركي، جاء واضحًا في الصحف العالمية حيث بدت بعض الوكالات ووسائل الإعلام العالمية متأثرة بالمعلومات المفبركة والراويات المصطنعة التي تختلقها الصحف التركية، للتغطية على العجز الأمني التركي وعدم توصل أجهزة المخابرات التابعة لتركيا لحقيقة الواقعة حتى الآن، الأمر الذي تطلب من القيادة السعودية التواصل مع زعماء دول العالم لتوضيح الصورة والتنسيق لكشف ملابسات الحادث.
 
ولي العهد محمد بن سلمان ومستشار ترامب جاريد كوشنر
ولي العهد محمد بن سلمان ومستشار ترامب جاريد كوشنر
 
 
وجاء اتصال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بجاريد كوشنر  صهر ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتحدث بشأن اختفاء الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، حيث اهتمت وسائل الإعلام الأمريكية وبالأخص سي أن أن بهذا الاتصال، مؤكدة أنه جاء بمبادرة من الأمير محمد لتوضيح الصورة.
 
وعادة ما تتخذ تركيا وقطر وسائلها الإعلامية القريبة من صنع القرار في البلاد، منبرًا لبث أكاذيبها وشائعاتها التي توجه الرأي العام، دون الاستناد إلى دلائل واضحة تؤكدها، ففي قضايا عدة صدر المنبر الإعلامي التركي والقطري مشاهد خادعة لقضايا إقليمية عديدة،  من ناحية لتشويه صورة المختلفين معهم ، ومن ناحية أخرى لتحقيق مآربهم ومصالحهم في المنطقة التي دائمًا ما تكون على حساب المنطقة وهو ما حدث في قضايا مهمة بالشرق الأوسط، مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن.
 
 
ويبدو أن نتائج الاتصال الذي أجراه محمد بن سلمان للمسئولين الأمريكيين، كانت مهمة في إطار توضيح الصورة المغيبة والتي تستهدف منها أنقرة تعتيم المشهد لعدم إدانتها بالتقصير الأمني في واقعة خاشقجي، حيث قالت الشبكة إن ولي العهد السعودي نفى لكوشنر ما يتم تداوله، في إشارة إلى الأكاذيب التي تنشرها الصحف القطرية والتركية والإخوانية عن قضية خاشقجي، متابعة بحسب مصادرها إن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون انضم لاحقا للمكالمة، وبعدها أجرى وزير الخارجية مايك بومبيو حديثه مع الأمير محمد بن سلمان، واصفة الشبكة الاتصالات بأنها كانت «صريحة».
 
جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
 
 
ويبدو أن الحملة التي تواجهها المملكة العربية السعودية لتحريف الحقيقة بفعل فاعل من جانب تركيا وقطر، انقلبت على رأسهما، حيث كشفت قضية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول هشاشة الوضع الأمني التركي وأن البلاد ليست أمنة وأن الاغتيالات والجرائم وضعتها ضمن أكثر عشر دول في معدل جرائم القتل، كما أن هذه القضية زادت من قلق السياح الأجانب وقاصدي تركيا في العطلات الرسمية، في ظل ارتفاع كبير في عدد الجرائم المروعة التي شهدتها البلاد أخيرًا.
 
 
ورغم ما تبثه تركيا من عشرات الروايات الكاذبة في قضية الصحفي السعودي خاشقجي، لا يمنع هذا من انكشاف الخلل الأمني الذي تشهده تركيا في الفترة الأخيرة، حيث تقول الأرقام الرسمية التي نقلتها صحيفة عكاظ السعودية إن تركيا شهدت أكثر من ثلاثة آلاف جريمة باستخدام أسلحة نارية خلال العام الماضي، نتج عنها مقتل 2187 شخصًا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق