من الإخوان إلى أردوغان.. خطة التوظيف السياسي للدين لتحقيق المصالح الشخصية
الخميس، 11 أكتوبر 2018 11:00 م
لا تختلف سياسة حزب العدالة والتنمية التركي، الذي يتزعمه رجب طيب أردوغان، عن سياسة الإخوان في توظيف الدين، لتحقيق أهداف سياسية بعينها، فاستخدام الدين وتوظيفه سياسيا، أصبح وسيلتهما للوصول إلى السطة وتكوين أنصار لهما.
لم يتوقف استخدام الدين في التوظيف السياسي، بل أيضا يتم استخدامه في مواجهة المعارضين وتكفيرهم، وتوجيه الاتهامات لهم، وكذلك في تبرير السياسات الخاطئة التي يتبعونها.
صحيفة «زمان» التابعة للمعارضة التركية، أكدت أن السلطة الحاكمة في تركيا تمارس سياسة العصا والجزرة على خصومها السياسيين، حيث تتبع الطريقة ذاتها في تشويه مجموعات مدنية تراها معارضة وحجر عثرة أمام مشاريعها في داخل تركيا وخارجها، كما استطاعت الحكومة التركية الإطاحة بمنافسيها السياسيين من خلال تصفيتهم أو شراء ذمتهم أو نقلهم إلى صفوفها بشكل أو آخر، وطبقت النهج ذاته في تشويه صورة منظمات مجتمع مدني أو مجموعات إسلامية، وذلك من خلال استصدار فتاوى من مؤسسة الشؤون الدينية أو علماء ينتمون إلى جماعات إسلامية مسيسة تسود بين الطرفين علاقة مصلحة.
ولفتت الصحيفة التركية المعارضة، إلى أن محاولات الحكومة التركية لبسط نفوذها على كل مجالات الحياة سواء كانت سياسية أو مدنية، لا تقتصر على تركيا فقط، بل تتجاوزها لتمتد إلى كل أنحاء العالم الإسلامي التي يوجد به ممثلون لتيار الإسلام السياسي قابلون للتوظيف، حيث إنها تستغل بعض الأشخاص المنتمين إلى تلك الجماعات أو أعضاء مجالس العلماء في توجيه انتقادات وافتراءات للمجموعات المستهدفة تصل أحيانًا إلى حد التضليل والتكفير.
وأوضحت الصحيفة التركية المعارضة، أنه بعد أن تمكن حزب العدالة والتنمية من السلطة في تركيا عقب فوزه بالحكومة للمرة الثالثة على التوالي في 2011 بدأ يرى نفسه على رأس التيار الإسلامي، بل كل المسلمين، وبموجب هذه الرؤية لا يترك ورادة ولا شاردة إلا ويلجأ إليها من أجل إسقاط كل فكر ونموذج تمثله مجموعات ترفض المبايعة المطلقة له، وتعارض تأميمها، وتصر على استقلالها وعملها في الميدان المدني.
وأشارت الصحيفة التركية المعارضة، إلى أن السعي وراء مصالح سياسية ولو على حساب مبادئ إنسانية عالمية مشتركة، يجعل الساسة يرون كل شيء من حولهم، من مادة أو معنى، شيئا قابلا للاستخدام والتوظيف، حيث إن هذا النوع من رجال الساسة يضحون حتى بمقدساتهم في سبيل تحقيق أغراضهم، وهم لا يستطيعون أن يعيشوا بدون أعداء، حتى إن لم يوجد أعداء فهم يخلقونهم بأنفسهم ليستمدوا شرعيتهم منهم؛ لأنهم مفتقرون إلى مقومات ذاتية لتسويق أنفسهم وسياساتهم الفاشلة.
وكانت صحيفة "زمان"، التابعة للمعارضة التركية، أكدت أن أصحاب أفران الخبز، جددوا مطالبهم برفع أسعار الخبز بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج في ظل الأزمة الاقتصادية القائمة بتركيا، فيما ترفض الحكومة التركية زيادة أسعار الخبز، الذي قرر أصحاب الأفران رفعه من تلقاء أنفسهم، موضحة أن أصحاب الأفران في العاصمة أنقرة أقدموا على زيادة سعر رغيف الخبز الواحد 25 قرشًا، إلا أن الوزارة التركية المعنية أعلنت أن تلك الزيادة غير قانونية، حيث إن رغيف الخبز زنة 200 غرامًا سيتواصل بيعه بليرة واحدة، أما رغيف الخبز الذي يزن 250 غرامًا فيباع بليرة و25 قرشًا.