مسلسل تركي.. هكذا يرى «المرشد» التعامل الإعلامي الإخواني مع قضية «خاشقجي»
الثلاثاء، 09 أكتوبر 2018 07:00 م
تصريحات تركية متضاربة بشأن قضية اختفاء الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي تثير التساؤلات إلى حد كبير، فإلى جانب ما تم تداوله عبر منابر الإعلام الإخوانية والقطرية ولاسيما قناة الجزيرة على مدار الأسبوع منذ اختفاء «خاشقجي» ظهر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يومين متتالين متحدثًا عن القضية ذاتها، ولكن حديثه جاء بأسلوب مختلف.
في المرة الأولى أحرجت تصريحات أردوغان المحاولات القطرية بتشويه صورة المملكة العربية السعودية واتهامها بأنها متورطة في ذلك الأمر. فيما أنه ظهر أمس الأثنين خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان في العاصمة بودابست، مشيرًا إلى اهتمامه بهذه القضية شخصيًا، متسائلًا بحسب «تي آر تي» العربية: «من هو الشخص المسؤول الذي عليه اثبات خروج الصحفي من القنصلية؟ انها من وظيفة موظفي القنصلية، أوليس لديكم كاميرات.. لماذا لا تثبتون الأمر».
تصريحات «أردوغان» تلاها تسريب صورة للحظة دخول جمال خاشقجي إلى القنصلية السعودية بإسطنبول الثلاثاء الماضي، بحسب «واشنطن بوست» الأمريكية، مع الزعم بأنه بعد دخوله للقنصلية لم يخرج، وهو ما يتنافى مع ما أكدته المملكة العربية السعودية والتي فتحت أبواب قنصليتها لكاميرات الإعلام حتى يتثنى للرأي العام التأكد من عدم وجوده، وهو ما نسف أكاذيب الإعلام الإخواني والقطري ومن غيره من الوسائل الإعلامية التي تنقل المعلومات دون التأكد من صحتها.
في هذا الخصوص يقول المحلل السياسي السعودي والباحث في العلاقات الدولية، سامي بشير المرشد في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «مسرحية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي مستمرة بهذا الشكل لأن من قام بكتابة فصولها وعمل على إخراجها يريد لها الاستمرار، والهدف هو إرهاب إعلامي مكثف ضد السعودية ومواقفها الثابتة والواضحة وسمعتها ومكانتها»، مضيفًا أن «إخراج هذه المسرحية الدرامية سيء جدًا ومليء بالثغرات لذلك المشرفون عليها يتخبطون كما شاهدنا الأيام الماضية، وبالنظر للحقائق لم يظهر منها إلا ما أعلنته السعودية على لسان ثاني أعلى مسؤول في الدولية، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والذي أكد على أن السيد خاشقجي لا موجود في القنصلية ولا في السعودية، وأن المملكة ستعمل مع الجهات المختصة في تركيا للعثور عليه أو معرفة مصيره، وهذا ما يتم الآن حيث وصل المختصون الأمنيون السعوديون للعمل مع الأتراك لحل ألغاز هذا الفيلم البوليسي المعقد».
اقرأ أيضًا: وقعت في شرّ أعمالها.. هل أحرج أردوغان قناة الجزيرة؟
وتابع «المرشد» بأنه «من المؤسف حقًا أن تصرح تركيا رسميًا أو غير تركيا حول مصير جمال خاشقجي قبل انتهاء التحقيقات الرسمية.. ان الإعلام المعادي للسعودية ومن يقف خلفه هو المستفيد الأول من استمرار هذا اللغط، وهذه الدراما المفتعلة من قبلهم، خاصة إعلام قطر والإخوان وأذناب ملالي إيران».
وقال أن «الجميع يلاحظ أن هذه القضية قد أشغلت وسائل الإعلام عن إنهيار نظام إيران والعقوبات القاتلة عليه وإنهيار عملته، وكذا الضغط على أذنابه ومليشياته في المنطقة، وهذه ربما أحد أسباب اختفاء جمال خاشقجي ؟!.. أمل أن يكون جمال بخير ويعود سالمًا معافى لأسترته وأهله ولوطنه، حيث أعلنت أسرته ثقتها بالدولة السعودية ونفت علمها أو اعترافها بخطيبته التركية المفترضة التي تدور حولها الشبهات، واستغرب عدم تركيز الإعلام وكذلك التحقيقات على هذه المرأة التي خرجت فجأة بهذا المسلسل الطويل والمؤسف والمشابه للمسلسلات التركية الطويلة التي تبدأ بقصة عشق وتنتهي بجريمة».
واختفى الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي في 2 من أكتوبر الجاري، بعد دخوله إلى القنصلية السعودية في إسطنبول للإنتهاء من بعض الأوراق الرسمية، بحسب الروايات المتداولة. ويحاول أعداء المملكة العربية السعودية اتهامها في ذلك الأمر، فيما نفت السعودية تلك المزاعم جملة وتفصيلًا. وتستمر التحقيقات حتى اللحظة الراهنة بالتنسيق بين السلطات السعودية ونظيرتها التركية لكشف ملابسات القضية.