«دانزيج» مدينة السلام.. شاهدة على أول قذيفة نازية فى الحرب العالمية الثانية
الثلاثاء، 09 أكتوبر 2018 04:00 م
فى أوائل عام 1939، اشتد النزاع بين ألمانيا والقوى الغربية، فعلى الرغم من محاولات كلاً من إنجلترا وفرنسا لإرضاء هتلر، صاحب القوة النازية الصاعدة الجديدة، ومنحه جزءاً من مدينة تشيك، وذلك على عكس ما نصت عليه معاهدة فيرساى التى حددت لألمانيا الأراضى التى تحكمها والقوة العسكرية التى تمتلكها، ولكن هذه المرة أراد الغرب امتصاص رغبة الألمان فى حرب عالمية جديدة، وحاولوا استرضاء هتلر قدر الإمكان.
سيطرت رغبة هتلر «الغازى الجديد» فى غزو أوروبا وامتلاك وضم أراضٍ جديدة لحكم الألمان، وخاصة تلك التى تنطق الألمانية، وليبرر ذلك لنفسه، ظل يظهر من خلال وسائل إعلامه ويقول أن ذلك ليس غزواً وإنما هو مساحة جديدة للعيش، وما أن مرت عدة أشهر من سلسلة الخطابات الرنانة التى طل بها على شعبه، إلا واقتحم التشيك واحتلها بالكامل، وعملت القوى الصناعية للتشيك لحساب الألمان، وعلى الرغم من ذلك، رفضت انجلترا وفرنسا التدخل خوفاً من إقحام العالم فى حرب عالمية جديدة.
استغل هتلر صمت دول الحلفاء، وبدأ فى التخطيط لإعادة الدولة الألمانية قطعة واحدة، ففى عام 1919، قسمت الدول الغربية ألمانيا إلى جزئين، بهدف وصول بولندا إلى البحر مباشرة، من خلال ممر دانزيج، وهى محاولة من دول الحلفاء المنتصرة بعد الحرب العالمية الأولى لإذلال ألمانيا وإخضاعها إليها، ومنح بولندا فرصة لاستخدام البحر للمرور من خلال واستغلال موارده، خاصة وأنها أيضاً تعانى من الخطر الروسي من ناحية الشرق.
أعد هتلر العُدة، وجهز أسطوله وطائرات «لوفت وافا» المُدمرة، واجتمع مع قاداته العسكريين النازيين، والذين كانوا مصدر ثقته، وأصدر قراراً ببدء الهجوم على دانزيج والاستيلاء على ممر دانزيج، بهدف إعادة الأرض قطعة واحدة من جديد، وذلك كحق أصيل للألمان.
وفى 1 سبتمبر عام 1939، أطلقت أول قذيفة ألمانية نازية فى الحرب العالمية الثانية على مدينة وممر دانزيج، واحتلت المدينة من قبل الألمان، وعلى الرغم من ظن هتلر أن انجلترا وفرنسا لم يحرك كل منهما ساكناً بعد ما حدث، إلا أن حكومة الدولتين اجتمعا على الفور، وقررا إرسال إنذار لهتلر وجيشه، وطالبوه خلال الإنذار تسليم دانزيج والخروج الفورى من الأراضى البولندية، إلا أن رد هتلر كان صادماً، حيث قال جملته الشهيرة: «أعدائنا ديدان صغيرة».
انطلقت شرارة الحرب بين ألمانيا وفرنسا وانجلترا وبلجيكا، فبعد أن اقتحمت القوات النازية مدينة دانزيج، سلم سفير بريطانيا ببرلين إعلانا رسمياً بالحرب على ألمانيا، وبعد عدة ساعات، سلم سفير فرنسا بالعاصمة إعلاناً أخر بالحرب، لم يهتم هتلر لإعلان دول الحلفاء الحرب عليه، حيث أمر قواته «الفيرماخت» باقتحام بولندا حيث قتل الألمان عشرات الآلاف من الفرسان البولنديين.
أمر هتلر قواته بالقبض على كل اليهود وأعداء النازية الموجودين فى بولندا، وأمر بإيداعهم فى معسكرات الموت الموجودة فى بولندا والنمسا، وضعوهم في هذه المعسكرات دون طعام أو شراب، فمات معظمهم وظل الباقى محتجز حتى نهاية الحرب العالمية الثانية وهزيمة ألمانيا ودول المحور، والتى انتهت بمقتل ما يقرب من 50 مليون شخص غالبيتهم من المدنيين الأبرياء والعُزل من السلاح.