في ذكرى ميلاده.. تعرف على دور أحمد مظهر في ثورة 23 يوليو

الإثنين، 08 أكتوبر 2018 04:00 م
في ذكرى ميلاده.. تعرف على دور أحمد مظهر في ثورة 23 يوليو
الفنان الراحل أحمد مظهر
وجدي الكومي

تحل اليوم الإثنين ذكرى ميلاد الفنان الكبير الراحل أحمد مظهر، الذي اشتهر بلقب فارس السينما المصرية، حيث وُلد في الثامن من أكتوبر عام 1917، قبل ثورة 1919 بعامين، في حي نجيب محفوظ العباسية، ورحل في الثامن من مايو عام 2002، وبينهما أبدع مظهر، وترك إرثا سينمائيا كبيرا وعظيما.

قدم أحمد مظهر للسينما المصرية زكي طليمات في مسرحية الوطن عام 1948، واختاره المخرج إبراهيم عز الدين ليلعب دورا في فيلم ظهور الإسلام عام 1951، وبعدها رشحه يوسف السباعي لبطولة فيلم «رد قلبي»، الذي ظهر فيه في دور شقيق إنجي البرنس علاء.

استقال أحمد مظهر من الجيش عام 1956، بعدما وصل رتبة عقيد، وعمل سكرتيرا عاما بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب وتفرغ بعدها بعامين للعمل في السينما ولا يمكن ألا يخطر على بالنا بينما نكتب هذه السطور، دوره البارز على الإطلاق في فيلم «صلاح الدين الأيوبي» الذي أنتجته آسيا، وأخرجه يوسف شاهين.

خلف أحمد مظهر 149 فيلما ومسلسلا، واستمر عطائه حتى السنوات الأخيرة السابقة لرحيله، فشارك في مسلسلات «ضد التيار» و«عطاء بلا حدود» أعوام 1997، و1996، والقضاء في الإسلام عام 1995، و«ألف ليلة وليلة»، وكان آخر أعماله السينمائية مشاركته في فيلم «حكمت فهمي» عام 1994، وكان دوره في فيلم «النمر الأسود» المدرب الخواجة «كوستا» من الأدوار التي لا تنسى.

مظهر في الأيدي الناعمة
مظهر في الآيدي الناعمة

أما فيلمه «الأيدي الناعمة»، فنجح أحمد مظهر في أن يلعب دور البرنس، الأمير الذي ينتمي للأسرة العلوية، في فترة ما بعث ثورة يوليو، المتشبث بعصر مضى، وكان الدور كوميديا، دراميا مع ذلك، ونجح مظهر في أن يخطف القلوب بهذا الدور، وكذلك أن يجعلها تخفق تألما من فكرة الرجل العائش في الماضي، والذي لا يستطيع أن يغادره.

في كتابه المعنون «سينما نعم سينما لا ثاني مرة» يستعرض الناقد السينمائي فتحي العشري، صفحات من سيرة أحمد مظهر، مستعينا بكتاب سمير الجمل الذي عنونه «أحمد مظهر ابن الليل والنهار»، الذي أصدره بمناسبة بمناسبة تكريم مظهر في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي التاسع عشر عام 1995، فيقول فتحي نقلا عن سمير الجمل: «اعتاد مظهر على الارتفاع والعلو والقمة في أي مجال تدفعه إليه الأقدار، سواء كان مجال العسكرية التي نال فيها نجمة فلسطين، أو مجال الفن، الذي اكتشفه فيه المخرج إبراهيم عز الدين، وقدمه في فيلم (ظهور الإسلام) عام 1951».

كان لصداقة أحمد مظهر بيوسف السباعي، وعز الدين ذو الفقار، دورها في أن يعمل في أفلامهما «رد قلبي» و«بورسعيد» و«رحلة غرامية» و«طريق الأمل» و«جميلة» و«حتى نلتقي» و«أم رتيبة» و«غرام الأسياد» و«الليلة الأخيرة» و«الناصر صلاح الدين» و«ليلة الزفاف» و«نادية» و«العمر لحظة».

بلغ عدد أفلام أحمد مظهر 94 فيلما، وخلال هذا المشوار، نال جائزة التمثيل عن «الزوجة العذراء» و«جميلة» و«دعاء الكروان» «والليلة الأخيرة»، كما حصل على وسام العلوم والفنون من «الرئيس عبد الناصر».

نجيب محفوظ وأحمد مظهر
نجيب محفوظ وأحمد مظهر

من المواضع المهمة التي شكلت سيرة الفنان أحمد مظهر، تلك التي يحكيها عنه نجيب محفوظ، في كتاب رجاء النقاش المهم «صفحات من مذكرات نجيب محفوظ»، حيث يقول محفوظ عن دور أحمد مظهر في ثورة يوليو: من الفنانين الذين عرفتهم واقتربت منهم، والتقيت بهم كثيرا باعتباره من رواد شلة الحرافيش، الفنان أحمد مظهر، وهو من الضباط الأحرار الأوائل، على الرغم من أنه حين قامت الثورة كان خارج مصر.

ويقول محفوظ لرجاء عن أحمد مظهر: كان من نفس دفعة جمال عبد الناصر في الكلية الحربية، وله دور في التمهيد لثورة يوليو، حيث اختاره تنظيم الضباط الأحرار للاتصال بالدكتور محمد صلاح الدين باشا وزير خارجية الوفد، وكان في الوقت نفسه والد زوجة أحمد مظهر، لينقل للنحاس باشا رئيس حزب الوفد ورئيس وزراء مصر في تلك الفترة رسالة خطيرة، مضمونها أن تنظيم الضباط الأحرار يرتب لانقلاب يخلع به الملك، وأن التنظيم مستعد للتعاون مع النحاس باشا إذا أعلن موافقته على الانقلاب.

ولكن مصطفى النحاس رفض الفكرة على أساس أن الجيش لا يصلح أن يتدخل في السياسة، وقال الدكتور صلاح الدين لأحمد مظهر على لسان النحاس، إن الجيش إذا دخل في السياسة فإنه لن يخرج منها ثانية، وكلف التنظيم أحمد مظهر بالذهاب مرة ثانية إلى حماه الدكتور محمد صلاح الدين باشا برسالة أخرى مضمونها يتعلق بالخلاف بينه وبين فؤاد سراج الدين، حيث كان صلاح الدين يتهم فؤاد باشا بالابتعاد عن مبادئ الوفد، وأنه من كبار الإقطاعيين الذين يحاولون أن يجعلوا من الوفد حزبا مستأنسا، وعرض الضباط في رسالتهم إلى صلاح الدين القيام باغتيال فؤاد سراج الدين، ولكن صلاح الدين رفض الفكرة بشدة.

يقول نجيب محفوظ: كما عرفت من أحمد مظهر فيما بعد، إن النحاس باشا وسراج الدين باشا كانا على علم بوجود تنظيم الضباط الأحرار، خاصة بعد الانتخابات التي جاءت بالنحاس وحزب الوفد سنة 1950، ولكنهما تسترا على التنظيم ولم يبلغا الملك.

والفنان أحمد مظهر أحد مؤسسي شلة الحرافيش، بل إنه صاحب هذه التسمية، وكما قال لنجيب محفوظ، إنه قرأ هذا اللفظ في كتاب تاريخ قديم، وأعجبه، فأطلقه على شلة محفوظ، لأنه يعبر عنهم، والحرافيش تعني الصعاليك. يقول محفوظ: أحمد مظهر هو أكثر الفنانين الذين التقيت بهم ثقافة واحتراما وحبا للحياة والوطن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق