رسائل ولي العهد السعودي في حواره مع بلومبرج.. هكذا رآها السعوديون
الإثنين، 08 أكتوبر 2018 12:00 م
حدد لقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع وكالة بلومبيرج الأمريكية، كثيرا من النقاط حول سياسات المملكة العربية في التعامل مع الدول الخارجية، الأمر الذي لقى إشادة من محللي الرأي والساسة.
المستشار الأمنى السعودى الدكتور يوسف الرميح، قال إن اللقاء كان مثمرا، وأن ردود ولى العهد عقلانية ونبيلة، مضيفًا أنه أثبت من خلال هذا اللقاء أن السعودية بلد قوى وغير مستباح لأحد المساس بالمملكة، معقبًا: «لا أحد يستطيع المساس بدولتنا فنحن نملك موارد لا محدودة، وليس لأحد منة علينا».
وأضاف في تصريحات تناقلتها مواقع سعودية، أن هذا اللقاء وضح نقاطا كثيرا يجهلها الأغلبية وقطع بها دابر المشككين خاصة أعداء الوطن من القنوات المغرضة.
المحلل السياسى السعودى الدكتور على بن حمد الخشيبان، قال إن حديث ولى العهد كان متزنا لا ينقصه شيء، حيث تحدث بكل وضوح عن السعودية ومستقبلها، وعن علاقاتها الدولية وواقعها الداخلي، كما شرح استراتجية المملكة، وتناول مستقبلها فى الكثير من القضايا المهمة والأساسية.
وأضاف أنه تحدث صراحة عن طبيعة العلاقات السعودية الأمريكية، وعن مسارها فى ظل مصالح مشتركة بين البلدين لا تتأثر بالخطاب الإعلامي، أو السياقات الانتخابية التى تنتشر فى الوسط الأمريكى كجزء من سياسات أمريكا الداخلية، وأن هذه المسارات أمر مختلف عن العلاقات الاستراتجية التى تتمتع بها أمريكا مع دول العالم، متابعًا أن الحرب على الإرهاب والتعاون الدولى فى سبيل القضاء على داعش، عكست اهتمام المملكة.
وأوضح أن ولى العهد ركز في لقاءه على دور السعودية فى محاربة الإرهاب والقضاء عليه، وعقد التحالفات الدولية فى سبيل تحقيق السلم الدولي، وفى رسالة واضحة حول الأزمة اليمنية أشار الأمير محمد بن سلمان أنه لن يتم السماح لإيران بالقيام بإنشاء "حزب الله" جديد فى حاصرة الجزيرة العربية.
وبعث ابن سلمان في لقاءه بعدة رسائل اقتصادية، حيث تحدث بوضوح عن المستقبل الذى ينتظر المجتمع السعودي، وعن التحولات الكبرى التى سوف تحققها رؤية المملكة 2030، خلال العشر سنوات القادمة، ولعل من أهم الإشارات التى تخص المجتمع السعودى فى هذا اللقاء تأكيده على كل ما يسهم فى خدمة المجتمع السعودي، وأن تلك الاستراتيجية سوف تصب فى النهاية فى مصلحة الوطن والمواطن.
ويرى المحلل السياسى السعودى عبدالرحمن الطريري، أن لقاء ولى العهد مع وكالة بلومبيرج كان واضحًا ولا مواربة فيه، حيث عقب فى رد واضح وصريح على ما قاله الرئيس ترامب عن قدرة المملكة على حماية نفسها، وذكره بأن المملكة تشترى السلاح ولا تشترى الحماية، وهو ما تقوم به المملكة فى الواقع الماثل أمامنا فى الحد الجنوبى، لافتًا إلى نقطة عمل إدارة أوباما ضد مصالح الأمن القومى العربي، لكن المملكة حافظت على العلاقات التاريخية مع واشنطن، وعملت على حماية مصالحها التى تباينت الرؤية حولها بين السعودية وأمريكا، مثلما حدث فى البحرين 2011 وفى مصر 2013 وفى عاصفة الحزم 2015.
وتابع الطريري بأن ولى العهد بيَّن أن الحلفاء لابد أن يختلفوا فى بعض الملفات ولا يكون بينهم توافق كامل، وهذا يؤكد استقلالية قرار كل طرف، وقد عبرت المملكة منذ تولى ترامب سدة الرئاسة اختلافها مع نقل الرئيس ترامب للسفارة الأمريكية إلى القدس، وسمى الملك سلمان القمة العربية اللاحقة للقرار الأمريكى بقمة القدس.