وقعت في شرّ أعمالها.. هل أحرج أردوغان قناة الجزيرة؟
الأحد، 07 أكتوبر 2018 04:18 م
روايات وأحاديث حول قضية إختفاء الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، جميعها ليست سوى تكهنات ورؤى شخصية أو ربما مدفوعة وموجهة من جهات بعينها يصب الأمر في صالحها.
ويظهر منذ اللحظة الأولى لقضية «خاشقجي» اهتمام وسائل الإعلام القطرية والإخوانية بها، والترويج لتحليلات حولها تسئ جميعها إلى المملكة العربية السعودية. وقد وصل الأمر بتلك الوسائل وفي مقدمتها «الجزيرة» إلى حذف التغريدات عبر حساباتها الرسمية على موقع التدوينات القصيرة، تويتر، بعد أن تسببت سرعتها في النشر دون تحري دقة المعلومات في ورطتها وتقديم مزيد من الأدلة على فقدان تلك الوسائل الإعلامية لمهنيتها ومصداقيتها.
هذا وتتضارب التصريحات الصادرة من داخل تركيا، بين أن «خاشقجي» غادر القنصلية السعودية بإسطنبول، وأنه لم يغادرها في محاولة للتلميح بأن السعودية تقف خلف اختفاءه وما يروج له من أخبار حول مقتله، في حين أنه لم تصدر أي معلومات واضحة أو رسمية مستندة على وقائع لتحسم الجدل من قبل السلطات التركية، بينما حسمت القنصلية السعودية أمرها وسمحت لوسائل الإعلام بالدخول إلى مقرها والتصوير وبثّ مقاطع الفيديو من داخلها.
وفي تصريحات للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان اليوم الأحد حول قضية «خاشقجي» أكد أنه يتابعها بنفسه، وأن السلطات التركية تبحث في كاميرات المراقبة ومداخل ومخارج المطار، بحسب «تي آر تي» التركية، وقال: «مازلت أحسن النية في توقعاتي.. بإذن الله لن نواجه حالة لا نرغب بها.. وسنعلن نتائج التحقيقات إلى العالم مهما كانت».
طبل الإخوان لكلمة اردوغان اليوم وأنها ستتضمن حقائق عن اختفاء خاشقجي لكنه للتو أنهى كلمته ولم تتضمن سوى خرط واجد موجه لربعه، ولم يتطرق لشيء عن خاشقجي.
— عبد العزيز الخميس (@alkhames) October 7, 2018
ويرى عدد من الخليجيين أن تصريحات «أردوغان» أتت مخيبة لآمال تنظيم الحمدين، حيث أخذت «الجزيرة» في الترويج إلى حديث الرئيس التركي، معتقدة أن تصريحاته ستأتي بإتهامات مباشرة إلى المملكة العربية السعودية. ولفت بعضهم إلى ردّة فعل مذيع القناة القطرية بعد انتهاء «أردوغان» من حديثه حول «خاشقجي» دون الاساءة إلى السعودية.
سامي بشير المرشد
في هذا الخصوص قال المحلل السياسي السعودي والباحث في العلاقات الدولية، سامي بشير المرشد: «مسرحية خاشقجي وشنّ هذا الإعلام الكاذب عليها من قبل جوقة إعلام قطر والإخوان وإيران وأذنابها لهذه الهجمة؛ مازالت مستمرة والهدف من استمرارها هو التهجم على المملكة، فالسعودية أعلنت بوضوح كعادتها أن المواطن المذكور ليس في قنصليتها في إسطنبول التي غادرها ولم يصل السعودية، وقد اختفى في تركيا والأسئلة يجب أن توجه للسلطات التركية التي هي مسؤولة عن هذا المواطن السعودي الذي منحته تأشيرة للدخول لأراضيها».
اقرأ أيضًا: قطر وتركيا على طريقة «غبي منه فيه».. اختفاء جمال خاشقجي يُسقط الأقنعة
وأضاف في تصريحاته لـ«صوت الأمة»: «يبدو أن الأعداء في المنطقة يتمتعون باستمرار هذه الدراما العجيبة، ولكن في مثل هذه الأمور لابد للبحث عن المستفيد من حلقات هذا المسلسل والأهداف التي يريدها من ذلك وهو شبكات المخابرات والإعلام القطرية والإيرانية التي نعلم ويعلم الجميع قيامها بمثل هذه العمليات في الوطن العربي من المحيط للخليج لزعزعة أمن الدول واستقرارها بالتزاوج بين المال القطري وشبكات الإرهاب والإجرام الإيرانية».
وتابع «المرشد»: «نحن لا نتهم تركيا باختفاء خاشقجي متعمدة، ولكن عليها أن تقوم بواجبها الأمني والسياسي والإعلامي بجدية أكثر وبجهد مضاعف لتثبت أنها لا تتعاون مع من قام بهذا العمل الإجرامي الجبان واستغلال هذا المواطن السعودي بهذه الطريقة القذرة والأسلوب السيء؛ فمسرحية الخطيبة لا تقنع أحد وتحوم حول هذه المرأة الشبهات بأن لها علاقات وتعاون مع دول في الخليج خاصة قطر وأنها خبيرة في الشأن الخليجي العماني والقطري وقصتها تشبه قصص بعض الأفلام الهندية الرديئة».
وأخيرًا قال السياسي السعودي: «السعودية تنتظر تطور الموقف الرسمي التركي لتتخذ القرار المناسب فهي لن تتصرف بناء على أخبار صحفية وبيانات هنا وهناك، أما بالنسبة لحديث الرئيس التركي فهو لا يضيف شيئًا بالنسبة لنا، ونأمل أن يكون صادقًا ويعلن كل الملابسات والحقائق حول هذا الموضوع بأمانة».