«كبريتيد الهيدروجين» سم يطارد المنقبين عن الغاز.. كيف يتم تأمين العاملين بحقل ظهر؟
الخميس، 04 أكتوبر 2018 08:00 م
بمجرد وضع قدمك على أرض مشروع حقل ظهر، تستشعر العظمة والإنجاز لما حققته أيادي المصريين العاملين بالمشروع من إنجاز عظيم يتحدث عنه العالم، مشروع عملاق بإمكانيات هائلة، ليس فقط على مستوي المعدات والآلات والتجهيزات والإمكانيات، ولكن على مستوى العاملين بالمشروع، فنجد أن هناك برنامج تدريبي للعاملين، لحمايتهم من مخاطر العمل بالمناطق التي تحتوي على غاز «كبريتيد الهيدروجين» السام، ونجد أن حقل ظهر بيئة آمنة للعاملين به، حيث يتم تأمين العاملين بالمشروع بشكل جيد جدا عن طريق مجموعة من الأجهزة الوقائية، منها المتواجد بالموقع، ومنها ما يستخدمه العاملين لحمايتهم الشخصية من غاز كبريتيد الهيدروجين السام.
يعد غاز كبريتيد الهيدروجين، غاز سام غير مرئي، وقابل للانفجار، وهو أثقل من الهواء من حيث تركيزه الصافي، وذو رائحة كريهة عند التركيزات المنخفضة "تشبه رائحة البيض العفن"، ويمكن للتركيزات الأكبر من غاز كبريتيد الهيدروجين، أن تقضى سريعا على حاسة الشم لدى الإنسان عند تعرضه له، ولذلك كانت نصائح أحد مدربين السلامة بمشروع حقل ظهر والتى كان يقدمها عند زيارة «صوت الأمة» للمشروع، أنه لا ينصح أبداً بالاعتماد على حاسة الشم وحدها عند العمل في بيئة تحتوى على غاز كبريتيد الهيدروجين، موضحا أنه نظرا للطبيعة التراكمية لغاز كبريتيد الهيدروجين، فإنه يشكل خطورة شديدة على الصحة حتى المستويات المنخفضة، حيث تقدم تلك الدورات للعاملين بمشروع حقل ظهر من maersk h2s safety services.
ونجد أن غاز كبريتيد الهيدروجين يكون نتاج لعمليات تحلل المواد التي تحتوى علي البروتين، ويكون تكونه ناتج لخفض البكتريا للكبريتات، حيث إنه يتواجد في الأماكن التى تجري فيها عمليات استخراج النفط والغاز الطبيعي.
ونجد أن ذلك الغاز له مجموعه من الخصائص يأتى على رأسها أنه غاز سام، وغير مرئي، وأثقل من الهواء بثقل نوعي يبلغ نحو 1.1895، وغالبا ما يوجد بالمناطق المنخفضة، كما يمكن تشتيته بسهولة عن طريق حركة الرياح أو التيارات الهوائية، وعند احتراقه يصدر عنه لهب أزرق، ليتحول إلى ثاني أكسيد الكبريت، وله رائحة كـ«البيض العفن» عند التركيزات المنخفضة، ودرجة حرارة اشتعاله تبلغ 260 درجة مئوية.
وفى حقل ظهر، نجد أن هناك أجهزة للحماية وأجهزة أخري للكشف عن غاز كبريتيد الهيدروجين، ذلك الغاز السام، من حماية العاملين في هذا المشروع القومي الاستراتيجي، وتحقيق بيئة عمل آمنة لهم، وتحقيق ساعات عمل آمنه بالمشروع، حيث كانت تصريحات المهندس مصطفي عرفية، مدير مشروع حقل ظهر، بأن الحقل حقق منذ بدء العمل به منذ ثلاث سنوات، وحتى الآن، نحو 65 مليون ساعة عمل آمنة للعاملين بالمشروع.
وهناك مجموعة من أجهزة الكشف عن وجود غاز كبريتيد الهيدروجين، منها الأجهزة الشخصية، حيث تقيس أجهزة الكشف الشخصي دائما مستويات غاز كبريتيد الهيدروجين فى المناطق القريبة، ويوضع هذا الجهاز الذي يستخدمه العاملين بحقل ظهر فى موضع أقل من ارتفاع الرأس، حيث يثبت بالجيب الأمامي أو بالحزام والنقطة، وهنا ماذا سيفعل الجهاز عند الدخول إلى منطقة يوجد بها غاز كبريتيد الهيدروجين السام بتركيزات عالية، سيصدر الجهاز إنذاراً ليسمح بوصوله بسلام.
أما لمعرفة إذا كانت المنطقة يتواجد بها الغاز من عدمه، فيستخدم الأجهزة المحمولة، حيث إنها أجهزة كشف مزودة بمضخات وأجهزة استشعار عديدة لأغراض الكشف عن الغازات مثل كبريتيد الهيدروجين، والميثان، وثاني أكسيد الكربون، والأكسجين، ويقوم الجهاز بالتحقق من جود مثل هذه الغازات القابلة للانفجار وتمتص المضخة الهواء أو الغاز، لتصل به إلى أجهزة الاستشعار عبر أنبوب، وتوضح بالتحديد كمية الغاز الموجودة في أي حالة بعينها، وهناك أيضا الجهاز الثابت، والذي يتكون من وحدة تحكم توضع في منطقة، للرصد على مدار الساعة، ويتم توصيل الوحدة بأجهزة استشعار.