آثار سيناء وكنوزها.. متى تستثمر مصر منطقة سرابيط الخادم وقلعة العريش؟

تعتزم وزارة الآثار تنظيم مؤتمر يوم الأربعاء العاشر من أكتوبر المقبل، الملتقى العلمي الأول لآثار سيناء ومدن القناة، بمناسبة احتفالات نصر أكتوبر، بمقر المركز العلمي لآثار سيناء بمنطقة آثار شمال سيناء بالقنطرة شرق.

وحرص الفراعنة حسبما يقول ريحان، على إرسال البعثات لتعدين الفيروز والنحاس بسيناء منذ عهد الدولة القديمة، ثم تحولوا إلى تعدين الفيروز في سرابيط الخادم، والنحاس في وادي النصب الغربي، وكانوا يستخدمون ميناء أبوزينمة عند التوجه إلى سرابيت الخادم، وميناء أبورديس، عند التوجه إلى وادي المغارة.

ويكشف ريحان أن فراعنة الأسرة الثالثة أرسلوا حملة لتأديب بدو سيناء الذين كانوا يتعرضون لحملات الفراعنة، وفي الأسرة الرابعة، أرسل سنفرة بعثات لوادي المغارة لجلب الفيروز والنحاس، وحملت نقوش وادي المغارة قصص هذه البعثات، واعتبر المصريون سنفرو حاميا لهذه المنطقة بجانب الإلهة حتحور، نظرا لجهده في تأمين حدود مصر الشرقية.

قلعة العريش

وفي الأسرة الخامسة بعث الملك جد كارع بعثات لسيناء وحرص امنمحات الأول من الأسرة الثانية عشرة على تأمين الحدود وتجديد القلاع، وضرب بدو الصحراء الذين كانوا يغيرون على الحدود، وترك سنوسرت الأول آثارا بمعبد سرابيط الخادم منها تمثال ومذبح ولوح من الحجر، وسرابيط الخادم عبارة عن جبل مستطيل الشكل قرب ميناء أبوزنيمة، ويحوي هيكل للمعبود سوبد والمعبودة حتحور.

ومن عهد الملك سيتي الأول أول ملوك الأسرة التاسعة عشرة، عاشت وثيقة توثق لطريق يبدأ من حصن سيلا قرب بلدة القنطرة شرق الحالية، ثم يسير إلى شمال سيناء، ويستمر محاذيا للشائط ثم يصل العريش ومنها إلى رفح ثم غزة.

وظل هذا الطريق من أهم الطرق الحربية على مر العصور، وورد في النصوص المصرية باسم طريق حورس، لأن حورس هو اللقب الذي حمله الفراعنة، وساروا في هذا الطريق بجيوشهم عشرات المرات، وشيدوا فيه عشرات الحصون المصرية، بلغ عددها 12 قلعة.

ومن الآثار المهمة في سيناء، قلعة العريش التي بقى منها سور مربع ارتفاعه نحو 8 أمتار، وطول ضلعيه الشمالي والجنوبي 85 مترا، وفي أعلى السور ستة مزاغل لضرب الغزاة، وفي كل برج بدرون لتخزين القنابل، والسلاح، وهناك عبارة على باب القلعة تقول: أمر بإنشاء هذه القلعة مولانا السلطان سليمان بن سليم بن السلطان بازين ابن السلطان عثمان خلد الله ملكه وقوى شكوكته وأعز دولته، واعتمد الأتراك على هذه القلعة كثيرا في صراعاتهم.

وحسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات، من أهم قلاع سيناء، تلك الواقعة على ساحل البحر المتوسط، وعلى الأخص قلعة الجندي، قرب أحد أهم الطرق الموازية للساحل الشمالي في سيناء، والمعروف باسم درب الحج، وكان طريق الحجاج من مصر وشمال إفريقيا إلى مكة والمدينة المنورة، وارتبط بناء قلعة الجندي بوقائع تاريخية مثيرة، بعد أن استطاع صلاح الدين وشقيقه الملك العادل إحباط حملة أمير الكرك على نقاط على البحر الأحمر وخليج العقبة، أدرك صلاح الدين أهمية وجود عسكري قوي وسط تجمعات البدو لضمان ولائهم، وكحصن وسيط بين القاهرة والمواقع المتقدمة لدفاعات جيوش صلاح الدين، فشيد هذه القعلة عام 1183.