أول المنشقين في حوار لـ"صوت الأمة".. رامي جان يكشف خريطة مراجعات الإخوان في تركيا

الأربعاء، 03 أكتوبر 2018 01:00 م
أول المنشقين في حوار لـ"صوت الأمة".. رامي جان يكشف خريطة مراجعات الإخوان في تركيا
رامي جان المنشق عن قنوات الإخوان
حوار: أحمد عرفة

* أبرز من يجرون المراجعات من العاملين بقناة الشرق وأعدادهم بين 10 و20

* مستعد للتواصل مع من يريد العودة لمصر.. شرط الاعتذار وفضح الجماعة

* من يجرون المراجعات ليسوا ممن صدرت بحقهم أحكام قضائية

* هناك نوعان ممن يريدون العودة لمصر.. ونحن نريد من اكتشفوا حقيقة الجماعة

جاءت تصريحات طارق قاسم، أحد العاملين بقنوات الإخوان التي تبث من تركيا، بشأن رغبة عدد من العاملين في قنوات الجماعة التراجع عن أفكارهم السابقة والعودة لمصر، لتؤكد أن الإعلام الإخواني يعاني أزمة كبيرة، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي يُعلن فيها عدد من العاملين في قنوات الإخوان انفصالهم وعودتهم لمصر.

في الفترة الأخيرة انفجر مسلسل ممتد من الفضائح في أروقة الإعلام الإخواني، بين اتهامات متبادلة بالسرقة والاحتيال، وأحاديث عن مخالفات مالية، وفصل للعاملين، وتأخير للرواتب. وفي هذه الفضائح التي ظهرت فيها أسماء أيمن نور ومعتز مطر والمكتب الإداري في تركيا وآخرين من القيادات، كان واضحا أن أزمة كبيرة تُخيّم على أجواء الجماعة الإرهابية بالخارج. وبدا واضحا أن الجميع في إسطنبول من قواعد الإخوان يشتركون في تأكيد عدة أمور، أهمها النقمة على من ورّطوهم في هذا الوضع البائس - في إشارة إلى قيادات الجماعة - والذين استفادوا من الأزمات المتلاحقة وجنوا ثروات ومكاسب مالية ضخمة، مستغلين وضعيتهم السياسية والإعلامية؛ وصاروا غير مكترثين بمعاناة تابعيهم وأنصارهم من الشباب.

ضمن أبرز من كانوا يعلمون في قنوات الإخوان لسنوات وتركها عائدا إلى مصر، رامي جان، الذي فضح الجماعة وقنواتها بعد عودته للقاهرة، وكشف كيف تُدار قنوات الجماعة، وفي ضوء أهمية تجربته في معاقل الجماعة وحجم ما يعرفه عنها، تواصل معه "صوت الأمة" وكان لنا معه حوار مطوّل للحديث حول موجة المراجعات الجديدة للعاملين في قنوات الجماعة، وأبرز الأسماء التي تسعى للعودة لمصر، بجانب ما إذا كان هناك من العاملين في قنوات الجماعة من يتواصل معه للعودة للقاهرة، وغيرها من القضايا والملفات التي تضمنها الحوار التالي..


في البداية كيف ترى إعلان بعض العاملين بقنوات الإخوان عن مراجعات بغرض العودة لمصر؟

أولاً هناك كثيرون من العاملين في قنوات الإخوان كانت لديهم رغبة كبيرة في العودة لمصر وترك قنوات الجماعة، إلا أنهم كانوا خائفين من العودة، ولكن بعد عودتي لمصر وتركي قنوات الإخوان يبدو أنهم تشجّعوا، فقد كانوا ينتظرون كيف ستتطوّر الأمور معي بعد عودتي، وعقب وصولي وبدء العمل هنا أخذوا موقفهم الحالي.


وبماذا تفسّر خروج هذه المراجعات الآن؟

القرار في البدية ليس سهلا على الإطلاق، فكونك تكتشف أن كل ما كنت تقتنع به طيلة 7 أعوام لم يكن حقيقيا، ومجرد أكاذيب، هذا أمر صعب عليك وعلى من حولك، خاصة أن كل ما كان يدور داخلك أصبح مجرد وهم، وأن حقيقة هذه الجماعة انكشفت وبدا أنها سقطت تماما حتى في عيون أتباعها، ما يجعل الأمر  صعبًا فعلا على كل من يُجرون تلك المراجعات.


هل هذه المراجعات وليدة اللحظة أم أنها قديمة؟

منذ كنتُ في تركيا كنت أرى الإحساس المرتبك لدى بعض العاملين في قنوات الإخوان، وأستشعر أن لديهم رغبة في عمل مراجعات، ولكن القصة تختلف عند النظر للأمر عقب عودتي لمصر، فهم كانوا ينتظرون هذه العودة لتقييم موقفهم، ومشاهدة ما سيحدث لي قبيل اتخاذ القرار، أي كانوا ينتظرون تجربة عودتي أولا ليعلنوا عن تلك المراجعات.


وهل ترى أن تلك المراجعات جدية؟

حتى الآن يتم الإعلان عن هذه المراجعات على استحياء، عبر تدوينات على "فيس بوك" من قبل بعض العاملين. ولا مؤشر جاد أو واضح بشأنها حتى هذه اللحظة.


هل هذه المراجعات قابلة للتطور؟

الفترة المقبلة ستشهد علوًّا لأصوات المراجعات من قبل العاملين في قنوات الإخون، وسيكون هناك حديث مباشر من بعضهم بمطلب واضح للعودة إلى مصر، وطلبات مباشرة وواضحة، فمن يريد أن يفعل شيئا يسعى له، فالتواصل من أجل العودة لمصر هو قرار داخلي، ولا بد من أن يظهر للعلن، فكل ما يحدث الآن "جسّ نبض" خاصة من قبل العاملين في قناة الشرق المملوكة لأيمن نور.


هل تعرف هؤلاء الأشخاص الذين يُجرون تلك المراجعات؟

معظمهم ليسوا أعضاء في جماعة الإخوان، لكنهم من العاملين في قنوات الجماعة، الذين اكتشفوا حقيقة تلك القيادات الإخوانية، خاصة العاملين في قناة الشرق.


برأيك كيف يمكن التعامل مع من يجرون تلك المراجعات؟

علينا أولا أن ننتظر حتى نتأكد، هل هؤلاء الناس جادّون فعلاً وأخذوا القرار بشكل حاسم، أم أنه مجرد جسّ نبض؟ لا بدّ من أن يكون قرارا حاسما، وأنا مستعد للعب دور في هذا الأمر، وأن أكون همزة الوصل معهم، شريطة أن يكونوا جادين.

 

هل لعبك لدور همزة الوصل له شروط أخرى بجانب الجدية؟

بالتأكيد، لا بدّ من خروج إدانة مباشرة منهم لجماعة الاخوان، وأن يكونوا مستعدين للظهور العلني وإدانة الجماعة وأفكارها وممارساتها بشكل واضح، وكشف جرائم الجماعة وتضليلها، كما أن عليهم بلورة هذه المراجعات، وعلينا الانتظار ومراقبة ما سيحدث من جانبهم.


تعتقد من هم أبرز من يجرون مراجعات من العاملين في قنوات الإخوان؟

أعتقد أن أغلبهم من المطرودين من قناة الشرق، وأبرزهم طارق قاسم، وعبد الله الماحي، ومحمد طلبة رضوان. كنت أتوقع هذا، وأكدت أكثر من مرة منذ عودتي أن مصير العاملين في قنوات الإخوان إعلان المراجعات وطلب العودة لمصر، وأنهم لن يستطيعوا الاستمرار في تلك القنوات، وبالكاد أمامهم شهر أو شهران أو ثلاثة قبل أن يُعلنوا رغبتهم في العودة لمصر وترك قنوات الجماعة.


هل أعداد من يجرون مراجعات في تركيا كبيرة؟

ليست كبيرة بالشكل الملحوظ، فمن كانوا يعملون في قناة الشرق 120 فردًا فقط، وهناك 40 شخصًا خرجوا من القناة، وبين 10 و20 يرغبون في ترك قنوات الجماعة والعودة لمصر، لكن ما زال الأمر مجرد إعلان عبر تدوينات بغرض جسّ النبض، وبالتحديد جسّ النبض لي، هل أتواصل معهم بعد إعلانهم تلك المراجعات؟ وأنا مستعد أن أتواصل بشكل شخصي، ولكن لا بد من أن يكون القرار حقيقيا، ويكونوا قد اكتشفوا حقيقة الجماعة بالفعل، وأنهم مجموعة من المرتزقة.


هل هناك من يريد العودة إلى مصر دون أن يفضح الإخوان؟

هناك نوعان ممن يريدون العودة لمصر، من يريد العودة لمصر بأقل الخسائر، لكن هذا الأمر مرفوض ولا يمكن التسامح معه، وهناك من اكتشف بالفعل حقيقة الإخوان وأنهم مجرد عصابة، يتجسّسون على بعضهم ويعتقلون بعضهم، وليسوا إلا مجموعة مرتزقة ممولة من قطر.


لماذا تفسر أن أغلب من يجرون تلك المراجعات من العاملين في قناة الشرق؟

لأن معظم العاملين في قناة الشرق ليسوا من الإخوان، وإنما من الشباب الذين كانوا يعملون في هذه القنوات فقط، أما قنوات مثل "مكملين" فكل العالمين فيها من أعضاء الجماعة الصادرة بحقهم أحكام قضائية، بعضها إعدام، وبالتالي من الصعب أن يطلبون العودة لمصر.


وهل هذا الأمر سيكون مؤثرا على الإخوان؟

بالطبع، سيؤثر هذا الأمر جدا على الإخوان وقنواتها في الخارج، فمن يعملون في قنوات الإخوان سيتركون فراغا كبيرا، وهذه القنوات ستتأثر وتهتز بمغادرتهم.
 


هل بعض من يجرون تلك المراجعات يواجهون أحكاما قضائية؟

لا، عندما كنا نتحدث مع بعضنا في تركيا، وعن من يريدون العودة لمصر، كنا نتحدث عمّن صدرت بحقهم أحكام قضائية، وأعرفهم، أما من يجرون المراجعات الآن فلا يواجهون أحكاما، ولم يتورطوا في أعمال عنف، ولكن عليهم قبل العودة لمصر إدانة الإخوان بشكل صريح وإعلان تأييد الدولة المصرية في مواجهة الجماعة الإرهابية.


ما هي رسالتك لمن يجرون المراجعات من العاملين بقنوات الإخوان؟

رسالتي لهم ألا يخافوا أو يقلقوا، فقد عدت شخصيا إلى مصر وأعمل بشكل طبيعي، فالدولة المصرية ليست لديها مشكلات مع من لم يتورطوا في أعمال عنف أو تصدر بحقهم أحكام قضائية، ومن لم يحرضوا ضد الدولة ومؤسساتها، ومن يريد العودة عليه أن يتواصل معي، بشرط أن يكون قد تيقّن من حقيقة الإخوان ومستعدا لإعلان جرائمهم وكيف غرّروا به، فمصر دولة كبيرة ولن تؤذي أبناءها، فمن يرجع ويقول إنه أخطأ ويعتذر لمصر وشعبها أهلا وسهلا به.

 

تحدثت عن دعم الدوحة للإخوان كيف كان يتم ذلك؟

الدوحة هي من تتحكم في هذه الجماعة على مستوى العالم، وليس في مصر فقط، الدعم يصل إلى القيادات في تركيا ويتم توزيعه على قنوات الإخوان في إسطنبول، وعلى قيادات الجماعة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة