28 عاما على هدم جدار برلين وانتهاء الحرب الباردة.. الاحتفالات تعم ألمانيا "صور"

"آه .. ما أقسى الجدار
عندما ينهض فى وجه الشروق 
ربما ننفق كل العمر .. كى ننقب ثغرة 
ليمر النور للأجيال .. مرة
ربما لو لم يكن هذا الجدار ..
 ما عرفنا قيمة الضوء الطليق" 

                                    أمل دنقل

تحل اليوم الأربعاء الثالث من أكتوبر ذكرى سقوط جدار برلين وانتهاء الحرب الباردة، وانطلقت في ألمانيا الاتحادية اليوم احتفالات ذكرى إعادة التوحيد، وسط إجراءات أمنية عالية، يشهدها الألمان للمرة الأولى على مدار الاحتفالات التي كانت تعقد كل عام منذ 28 عاما.

وحسب تقرير وكالة دويتشه فيللا الألمانية، فإن زوار الاحتفالات والمظاهرات المرتقبة هذا العام، سيتعين عليهم الخضوع لإجراءات تفتيش دقيقة تحسبا لأي عملية إرهابية.

وتحتضن برلين اليوم احتفالات ذكرى إعادة التوحيد، وسط أسئلة عديدة مطروحة عما إذا كانت الوحدة قد جلبت السعادة والرضا للمواطنين الألمان الذين يتوقون لأيام تقسيم الألمانيتين، الشرقية والغربية، وكشفت دويتشه فيلا في تقريرها، أن الإجراءات الأمنية غير المسبوقة هذا العام تعود لانتظار المنظمين لما لا يقل عن مليون زائر، إضافة إلى التطورات السياسية والأمنية في شرق البلاد والمرتبطة بكشف الشرطة لخلية إرهابية خطيرة ينتمي أفرادها لليمين المتطرف،  كما أن الشرطة تعرضت لانتقادات واسعة لأنها لم تكن حاضرة في أحداث كيمنتس بأعداد كافية، حيث اندلعت أعمال عنف على خلفية اعتداءات ضد أجانب، هزت المدينة أواخر أغسطس الماضي، وذلك بعد طعن ألماني حتى الموت واتهام سوري وعراقي بالجريمة.

ورغم أن الحماس الكبير الذي رافق إعادة توحيد ألمانيا قد تراجع نسبيا، فإن شطري ألمانيا لا يزالان يبحثان عن اكتمال تلك الوحدة.

ووصفت إنجيلا ميركل مناسبة وحدة ألمانيا بقصة نجاح حقيقية، ومن المقرر أن تبدأ الاحتفالات الرئيسية بقداس في كاتدرائية برلين، واحتفالية في دار أوبرا برلين، ومن المتوقع أن يشارك في هذه الاحتفالات ممثلون عن كافة السلطات الدستورية، من بينهم الرئيس فرانك-فالتر شتاينماير والمستشارة أنجيلا ميركل.

 وسيلقي الخطاب الرئيسي للاحتفال رئيس البرلمان الألماني فولفجانج شويبله. ويقام حول بوابة براندنبورج التاريخية ومبنى "الرايخستاج"، الذي يضم البرلمان الألماني.

الألمان يعتلون الجدار يوم 3 أكتوبر 1989

ظلت ألمانيا مقسمة منذ عام 1945، عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، حتى بدء الإرهاصات الأولى لانهيار الاتحاد السوفيتي في نهاية الثمانينات، ومطلع التسعينات، ففي مايو 1989، انهار ما كان يٌعرف بالستار الحديدي في كل من هنجاريا وبولندا، وهو الستار الحديدي الذي فرضه الاتحاد السوفيتي على أوروبا الشرقية التي أخضعها لسلطاته في أعقاب تقسيم أوروبا وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، فمثلت ألمانيا الشرقية وتلك البلاد الواقعة تحت سيطرة السوفيت، بقعة من بقاع الاشتراكية الروسية.

هدم جدار برلين

ومارست حكومات تلك البلاد نفس إجراءات الحكم البوليسي والتجسس على المواطنين التي كان يعيش في ظلها الروس، وظل الألمان الشرقيين تواقين للجوء إلى ألمانيا الغربية، التي كانت منفتحة على تقاليد الرأسمالية، ويرفل أهلها في نعيم الحرية، والديموقراطية، ومع استمرار المقاومة في ألمانيا الشرقية لإجراءات الحكم البوليسي، والبوليس السري "الاشتازي" تهاوى الستار الحديدي،  وكانت مدن لايبزيج، ودرسدن، وماجدبورج، وبرلين، منطلق الثورة التي اندلعت عام 1989، ضد نظام ألمانيا الشرقية، حيث تمكن المواطنون من السيطرة على مبنى الشرطة السرية "شتازي" الذي كانت تنفذ فيه الإعدامات، وبعد أسابيع عديدة من المظاهرات، ووضع الشموع المضيئة أمام مدخل مبنى البوليس السري شتازي في لايبزيج، تمكن المواطنون من دخول المبنى والسيطرة عليه في الرابع من ديسمبر عام 1989.

جدار برلين

وتسببت هذه الاضطرابات والمظاهرات في أن يعلن الرئيس إيريش هونيكر آنذااك الذي كان أمينا عاما للحزب الشيوعي الحاكم، استقالته في 18 أكتوبر، ممهدا الطريق لانهيار الحزب ومعه النظام بأكمله. وتسارعت الخطوات بعد ذلك لتصل لتوقيع اتفاق بشأن الوحدة الاقتصادية والنقدية والضمان الاجتماعي. فاعتبر النظام الاقتصادي لألمانيا الغربية نظاما موحدا للألمانيتين. وقبل الانتهاء من المفاوضات تبنى مجلس الشعب (برلمان المانيا الشرقية ) في أغسطس 1990 دستور ألمانيا الغربية دستورا لألمانيا الشرقية وتقرر أن يبدأ العمل بذلك في الثالث من أكتوبر 1990 وهو تاريخ الإعلان الرسمي عن الوحدة الألمانية.

وجدي الكومي أمام جدار برلين

وجدي الكومي أمام نقطة تدقيق الأوراق تشيك بوينت شارلي في برلين