في الذكرى الـ76 لظهوره.. قصة أول صاروخ باليستي فى العالم
الأربعاء، 03 أكتوبر 2018 06:00 ص
اليوم 3 أكتوبر منذ 76 عاما، ظهر أول صاروخ باليستي على كوكب الأرض، انتجته ألمانيا فى عهد رئيسها أدولف هتلر، لتضرب بها بريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية، ومنذ ظهوره رسميا عام 1942 أصبح أخطر وأقوى سلاح ظهر فى تاريخ الحروب البشرية.
والصاروخ الباليستي، هو العابرة للقارات، و"بالستية" جائت من الكلمة الإنجليزية "Ballistic" ويطلق عليه أيضا الصاروخ القوسي أو القذيفة التسيارية، لأنه يتّبع مساراً منحنياً متأثرا بالجاذبيّة الأرضيّة والاحتكاك الهوائي
قصة ظهور أول صاروخ باليستي في العالم
اخترع العالم فيرنر فون براون الألماني، أول صاروخ باليستي فى عهد ألمانيا النازية باسم صاروخ فاو-2 (V2) بمدى 200 كم، سنة 1938 ليستعمله هتلر خلال الحرب العالمية الثانية فى ضرب انجلترا، وقد بلغ طوله قرابة متراً، بحمولة 900 كيلوجرام من المتفجرات، وبحسب مؤرخي فترة الحرب العالمية الثانية فقد أمطرت ألمانيا كل من إنجلترا وبلجيكا وفرنسا بـ 1,300 من هذه الصواريخ، الأمر الذى أسفر عن مقتل حوالي 2,724 شخصاً فى بريطانيا فقط.
ظهر صاروخ فاو – 2، كأحدث اختراع عسكري فى العالم، فقد تميزت هذه الصواريخ عن جميع الأسلحة سواء الطائرات، أو الدبابات، كما تميز عن سابقة من الطراز في - وان (V1)، سواء فى المدي أو دقة التصويب، والميزة الأهم أنها تسقط وتنفجر دون سابق إنذار فى وقت قياسى، فالوقت الذي تستغرقه بين الإطلاق والانفجار لا يتجاوز خمس دقائق فقط.
عبيد وسخرة
فى ألمانيا قتل حوالي 20 ألف شخص أثناء تصنيعهم للصاروخ ذاته، بعد أن أنشأ هتلر معسكرات سخرة للعمال والموظفين، بحسب دوغ ميلارد، المؤرخ ومسؤول تكنولوجيا الفضاء في متحف العلوم بلندن، الذى أكد أن هتلر أرغم ذوو المهارات التقنية من السجناء في مراكز الاعتقال النازية على العمل ليلا ونهارا في مصنع "ميتيلويرك" الذى أنشئه تحت الأرض بقرب مركز باخنوالد للاعتقال وسط ألمانيا، وقد حرموا من ضوء النهار والنوم والنظافة، والنوم القليل، كل هذه أسباب عجلت بموتهم، إضافة لإعدام العشرات منهم بتهم التخريب.
مخترع الصاروخ
المهندس فيرنهر فون برون، قام بتصنيع الصاروخ الثورة فى التكنولوجيا العسكرية، تم تكريمه كبطل فى ألمانيا، وعقب انتصار دول التحالف حاول كلا من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي الحصول على تكنولوجيا السلاح، فبالرغم من وجود صواريخ أنذاك إلا أنها كانت أصغر حجماً تم تصنيعها خلال الثلاثينيات، لكن هذا الصاروخ كان أكبر وأبعد مدى، فقاما بتفكيكه فى محاوله للوصول للتكنولوجيا فى تصنيعه، أما المهندس "برون"، قرر تسليم نفسه للأمريكيين لعدم رغبته في العمل لصالح إيطاليا، بينما استطاع الروس الوصول إلى المصنع السري وإعادة تصنيعه بالكامل فيما بعد، أما الولايات المتحدة الأمريكية فرحبت بالمهندس فون برون، الذى بدأ في تصنيع الصاروخ الأمريكي (ريدستون) والذي كان اشتقاقاً مباشرا من صاروخ في تو.