محامي أشهر قضايا الفترة الأخيرة يتحدث.. هذا ما قاله عن بدل حلاقة الطفل وبطاقة الابن العاق
الثلاثاء، 02 أكتوبر 2018 09:00 م
مطالبات غريبة تطالعنا يوميا من داخل محاكم الأسرة، عبر الدعاوى القضائية التي تقدم من خلال استغلال تأويلات قوانين الأحوال الشخصية، وجعلها تتكيف مع المتطلبات العصرية المتجددة بشكل دائم حيث تحولت دعاوى الزوجات والأزواج والأبناء أحياناَ أخرى عبارة عن دعاوى شاذة، وغريبة على القضاء والمجتمع المصري على السواء.
العديد من الدعاوى التي شهدتها ساحات القضاء، ومكاتب تسوية المنازعات بمكاتب الأسرة عبارة عن تعدد الدعاوى المطالبة بنفقات خلال الفترة الماضية، التي كانت مثار جدل بين رجال القانون والدستوريين تتمثل في دعاوى:«إلزام الأب بعقيقه للمولود، وبدل الحلاقة، وبدل فرش وغطاء، ونفقات التجميل، والمهور العينية، والرضاعة».
أجرت «صوت الأمة» في هذا السياق، حواراَ مع المحامى "عبد الحميد رحيم"، صاحب أغرب الدعوى القضائية بمحاكم الأسرة في مصر، التي أثارت لغطاَ كبيراَ على المستويين القضائي والقانوني حيث تفرد خلال الفترة الماضية بعدة دعاوى منها" «إلزام الأب بعقيقه للمولود، وبدل الحلاقة، وأول إنذار الداخلية بعدم تجديد بطاقة الابن العاق» وغيرها من الدعاوى والإنذارات حتى وصل الأمر إلى أطلق عليه البعض بـ«نيوتن محاكم الأسرة»، بينما وصفه البعض الأخر بالباحث عن الشهرة، حيث يُجيب «رحيم» في هذا الحوار عن عدد من الأسئلة الشائكة.
- حدثنا عن أساتذتك في المحاماة الذين تعلمت علي يديهم ؟
-الذي تعلمت على يديه وافتخر به، وصاحب الفضل علي هو الدكتور منصور ساطور أستاذ القانون الجنائي والأستاذ إبراهيم سليمان، ومن المحامين ذات الخلق الرفيع الذي تمنيت أن أنال من أدب أخلاقهم وتواضعهم واحترامهم لمهنة المحاماة الأستاذ عاطف خطاب المحامي.
اقرأ أيضا: أول دعوي قضائية من نوعها أمام محاكم الأسرة لإلزام الأب بـ"بدل حلاقة الصغير" (مستند)
- وما هي طريقة بحث حضرتك في النصوص القانونية؟
- المحامي الجيد لا يجب أن يكون مقلدا إطلاقا، بل المحامي الجيد هو من يجيد التجديد والإضافة في قضيته أو دعواه، ويجيد فن البحث، فالبحث في النصوص القانونية فن من الفنون فليس كل قارئ باحث وعلى المحامي أثناء القراءة الغوص في معاني الكلمات حتى يبلغ أقصاها، فيستخرج منها ما قصده المشرع، ويضع القياس نصب عينيه عند قراءة النص القانوني حتى يستطيع أن يضيف ما هو جديد من خلال بحثه، وعلى المحامي أن يواجه الفكر بالفكر والاجتهاد بالاجتهاد وليس بالتعليقات الساخرة لكن أقول لحضرتك أستفيد من بعض التعليقات الساخرة التي قد تلهمني فكرة غائبة عن ذهني يتم دراستها وبحثها بطريقة قانونية.
- قلت أنك تتابع جميع التعليقات والمواقع التي تتطرق للدعاوى الجديدة التي ترفعها، ما هو ردك خاصة على التعليقات التي بها تجاوز؟
-أتقبل كل التعليقات وجميع الآراء ولا أحب أن أحجر على رأي أحد،هناك بعض الزملاء ألاحظ في تعليقاتهم تجاوز فظيع لا يليق إطلاقا بمحامي ،أو محاميه، لكن أشفق على أخلاقهم وأسلوبهم، "يعني هو يعجبك مثلا لما محامية تقول بكرة يرفع بدل فوط صحية ومش عارف أيه هو والنبي دا كلام تقوله محاميه أو يقوله محامي" ..انتقد واجعل نقدك بناء محترم كي يتقبله الأخر ولا يزعجني السخرية إطلاقا..اسخر كيفما شئت أنت تعبر عن شخصيتك فلا يزعجني شئ.
- ما هي الدعوى التي تمنيت رفعها وتراجعت عنها ؟
- رغم رفعي الكثير من الدعاوي الأولى من نوعها في المحاكم المصرية مثل دعوى اشتراك النادي وبدل مصيف ولعب أطفال وإلزام بسداد فواتير الغاز والكهرباء والنت، وكلها تم الحكم فيها لصالح موكلاتي وآخرهم دعوى بدل الحلاقة، وإلزام الأب بعقيقه لأبنائه التي أثارت جدل كبير بين المحامين والجانب الإعلامي أيضا ولكن حقيقة الأمر هناك دعاوي كثيرة تمنيت رفعها بعض الموكلات رفض، ولكن الدعوى التي تمنيت رفعها «دعوى بإلزام الزوج بالمكوث في منزل الزوجية أيام العطلة الرسمية»، فليس من العقل والمنطق أن يترك الزوج صديقته وعشرة عمرة وأم أولادة أيام العطلة متجاهلها تماما، ويجلس على الكافية أو ما شابه ذلك مع أصدقائه، فليست الزوجة عبده عند الزوج حتى يتجاهلها تماما حتى في أيام العطلة، بل أن الزوج حين يعلم بان ذلك واجب عليه سيلتزم به وحتى لا يسخر احد من هذه الدعوى هي دعوي مهمة جدا للزوجة، وهنا المغزى والهدف من الدعوى فقد تكون هذه الدعوى سبب من أسباب نفور العشرة من الزوج مما يستوجب معها طلاق الزوجة مع الاحتفاظ بكافة حقوقها الشرعية.
- عندما تذهب إلى المحكمة هل احد من زملائك ينتقدك أو يشيد بهذا الدعاوى.. وكيف يكون رد فعلك ؟
-سأصارحك.. فى حقيقة الأمر ما يزعجني بخصوص تلك المسألة حينما أرى زميل وصديق يعلق تعليقاَ غير لطيف بالمرة، ولا تعجبه أفكاري، وحين يراني في المحكمة يأتى إليا مسرعا كأنه عثر على حبيب فلا يعجبني ذلك التناقض إطلاقا خليك متوسط في أفكارك، وردود أفعالك حتى في التعليقات، ومن بين المحامين من احترمه ويبادلنا ذلك الاحترام ومنهم من ينتقد ولا يزعجني ذلك إطلاقا كما قلت لحضرتك هو حق له لا اعترض عليه بل له كامل الاحترام في وجهه نظرة.
اقرأ أيضا: أول دعوى قضائية في المحاكم المصرية بإلزام الأب بـ"عقيقة للمولود" (مستند)
- من خلال بحثك في قانون الأحوال الشخصية ما هي المواد التي ترى أنها تحتاج تعديل ؟
-لا هناك الكثير من نصوص قانون الأحوال الشخصية في حاجة ملحه للتعديل ومن أهمها قانون الخلع، أنا مع الخلع لكن لابد من وضع قيود وضوابط أكثر من ذلك خاصة، وأن بعض السيدات يغويهم الشيطان للخلع بدون أسباب مقنعه، فتلاقى بطريقه سريعة جدا وقانونية تفككت الأسرة ثم يندمن على ذلك حين يجدن الأطفال بين الأب وألام في حالة حيرة من أمرهم، وأيضا نصوص حق الرؤيا ولابد من نص صريح يجعل قائمة المنقولات الزواج متعلقة بتفكك الحياة الزوجية من غير المقبول شرعا وعرفا أن تكون الزوجة بين أحضان زوجها وأبنائها ورافعه عليه جنحة تبديد قائمة منقولات زوجية.
وأيضا المادة الثالثة من القانون 1لسنة 200 اعتقد تحتاج لصياغة أدق من ذلك، بما يتوافق مع أيسر الآراء في المذاهب الأربعة، وليس مذهب واحد حتى يعطي للقاضي صلاحية الاجتهاد في إنزال القياس على الدعوى الذي ينظرها أمامه ولا يقيده بمذهب معين والمادة 12 من القانون 25 لسنة 1929 المعدل بالقانون رقم 100 لسنة 1985 محتاجة ضبط أكثر من ذلك ليس من السهل أن اجعل الحياة الزوجية عرضة للخطر في لحظة لابد أن أهدف أولا للحفاظ على الأسرة يعني مثلا: «مينفعش زوج تعثر ماليا أتحبس سنة في إيصال أمانه تروح الزوجة تطلق منه وبعد كده نقول قله أصل ومش عارف أيه ..لا ...لابد من مرونة الأمر على الزوج أكثر من ذلك والوضع في الاعتبار كل الظروف مادية كانت أو أخلاقية للحفاظ على الأسرة».
- هل يوافق الموكل على مثل هذه الدعاوى بمعنى آخر كيف تقنعه ؟
-أغلب الموكلين عندي في دعاوى الأسرة حينما يأتى إلى مكتبي أطلب منه التفويض الكامل أن أتعامل مع الزوج أو الأب كيفما أشاء حتى أحفظ له حقوقه، وانتزعها منه كاملة فهو حق للزوجة، وحق للأطفال الكثير منهم يفوضني في ذلك، وحين أقيد دعوى أبلغه بها والبعض يقيد الخصومة على دعوى معينة وهو حق له ولكن في الأول والأخر الموكل لابد أن يعلم بالدعوي طبعا.
- ما هو تعليقك على مشروع القانون المقدم لمجلس النواب فيما يخص حق الاستضافة ؟
-أعتقد مشروع القانون المقدم من النائب الدكتور محمد فواد متفق معه تماما بخصوص الحضانة وسن الحضانة وحق الاستضافة، يا سيدي الفاضل ليس من المعقول إطلاقا إن أنا أب أشوف ابني ساعة أو ساعتين في الأسبوع، كما نقول أن الأب ملزم بالإنفاق على الصغير في كل كبيرة وصغيرة فالأب له الحق الكامل في أن يكون ابنه بين أحضانه يوم أو اثنين أو غير ذلك يزيد من الآلفة والمحبة ويحد من البغض والشحناء والعناد بين الأب وألام بل هو أمر محمود للآم فالأب" لما ابنه يكون موجود معاه يومين الأب اللي يتكفل بيه وهياكله ويشربه ويخرج معاه"،وغير ذلك كلها دى مصاريف بتخف من على عاتق الأم حق الاستضافة في صالح الأطفال والأب وألام .
- كيف كان رد فعل القضاة على دعوى بدل الحلاقة ؟
-دعوى بدل الحلاقة أخذت أكثر من حجمها هي الدعوي الأولى من نوعها في المحاكم ،ولكن هو حق على الأب أن يقوم به.. هو الأولاد مقيمين مع الأب في البيت "مش يأخذهم يحلق ليهم ويعطي الحلاق خمسين جنية ليه نحملها للام والأولاد في حضانتها"، الأب ملزم بكل صغيرة وكبيرة لأبنائه في قدر استطاعته هو في طفل في مصر أو الوطن العربي، كله مبيحلقش شعره لكن بتختلف من حاله ماليه لأخرى دا ظروفه المالية، متوسطة يحلق عند فلان دا ظروفه المالية كويسة بيروح كذا وكذا يعنى حسب مقدرة الأب، ولكن لدى قناعة انه واجب عليه وهو شرعا واجب عليه ذلك أن يهذب شعر الصغير ويجعله في أجمل صورة لأن الصغير دا جزء من الأب وعلى الأب، كما يهتم بنفسه أن يهتم بالجزء منه، والدعوى تم استئنافها وهي مازالت متداولة في الاستئناف.
اقرأ أيضا: لأول مرة في مصر أم تنذر «الداخلية» بعدم تجديد بطاقة ابنها العاق.. والوزارة تستجيب (مستند)
- ما هي حيثيات الرفض في الدعوى وكيف تم الرد عليها في استئنافها ؟
-أول مرة أتكلم فى موضوع حيثيات الحكم مع أحد لكن حيثيات حكم بدل الحلاقة يدرس ويدون بحروف من ذهب فقد اجتهد القاضي في حيثياته جعلني ارفع له القبعة احتراما وإجلالا لبحثه، واجتهاد أن يصل إلى حقيقة ما هو مطالب به رغم اختلافي فيما استند اليه .
فقد قال في حيثيات حكمة «أن الأمر المطالب به وهو بدل حلاقة ليس مستحدث ولكن منذ فترة الإنسان ونشأته، ورغم ذلك مر على دورات تشريعه فى العصر القديم والعصر الحديث ولم يتطرق إليه المشرع حاضرا أم سابقا» وهو مردود عليه بأن قياسا على دعوى الفرش والغطاء كان الإنسان في قديم الزمان من نشأته يتخذ البردي لحاف يلتحف به، ودعوى الفرش والغطاء لم ينص عليها المشرع صراحة في القانون ويحكم بها فى المحاكم بمبالغ شهريا أقل من مصاريف الحلاقة وغير ذلك من ما استندت عليه فى الاستئناف.
ومن حيثيات حكم سيادته الرائعة «قال وطبقا للمادة الثالثة من القانون 1 لسنة 2000 إن لم يوجد نص يؤخذ بأرجح الأقوال في مذهب الإمام أبي حنيفة وبالبحث في الآراء الفقهية لم نجد احد من الفقهاء تطرق لمثل هذا الأمر»، وهو أمر تم الرد عليه كاملا في صحيفة الاستئناف ومن أهمها أن تهذيب الشهر وإظهار شعر الصغير في مظهر لائق من الفطرة ومن الشريعة الإسلامية ودعمت أقوالي بأدلة شرعية على ذلك.
- دعوى إلزام الأب بعقيقه أليست هي دعوى كيدية الغرض منها إرهاق الأب في المحكمة ؟
- بنفس صيغة سؤال حضرتك أليس أيضا هو رهن على الصغير من حقه أن يفك الرهن عن صغيرة طبقا للحديث الشريف طالما مقتدر ووسع الله في ماله أليس واجب على الأب أن يدخل الفرح والسرور عليه أبنائه بالعقيقه، وفك الرهن عنهم حتى يشفع لا أبيه وأمه يوم القيامة وألام التي هيا حاضنة أمينة على الصغير تطالب بكافة حقوقه وفقا للشرع والقانون ومقدرة الزوج المالية.
ولكن لو فيها إرهاق للأب في المحكمة أليس من الإرهاق للأم أن ترعي أبناء ثلاثة وتكون بين عشية وضحاها بين جدران المحاكم كل يوم من أجل انتزاع حقوق أبنائها أليس من الواجب على الأب أن يرى أولادة الرعاية الكاملة بما يرضى الله سبحانه وتعالى، هو الأب دا مش ليه أخت هل يقبل على أخته أن زوجها يبهدلها في المحاكم عشان تأخذ حق أولاده من نفقة وغيرة اعتقد على كل إنسان أن ينظر لنفسه أولا ويعرض الأمر على قلبه هل يقبله لمن هو منه حتى يقبله على غيره.
- البعض يقولون بأنك تقيم هذا الدعاوى من أجل الشهرة والشو الإعلامي فقط فما ردك على ذلك ؟
-أولا الشو الإعلامي والشهرة هي حق أساسي وهام للمحامي يبحث عنه بالطريقة التي يراها مناسبة له وموافقة له في حدود القانون، كما إن كان الشو الإعلامي والشهر تأتي مع إعطاء أصحاب الحقوق حقوقهم، ورفع الظلم عن مظلوم ونصرته، فأهلا وسهلا بها وأن كانت بغير ذلك فلا لها وألف لا طبعا، وعلشان أكون صريح معك المحامي اللي يقو لا أبحث عن شهرة كلمته في حد ذاته بأنني لا أبحث عن شهرة هي بحث عن شهرة أمال حضرتك حاطت يافطة في الشارع خمسة متر عليها اسمك ليه علشان نكون صادقين مع الناس لازم نبقي صادقين مع أنفسنا أولا.