60 فعالية لمحور الطهي في معرض الشارقة.. عملية الطبخ لا تنفصل عن الكتابة
الإثنين، 01 أكتوبر 2018 04:55 م
«عملية الطبخ لا تنفصل عن الكتابة، ومعرفة الأكلات وتنوعها في دول العالم تتصل بشكل وثيق بالثقافة»، هذا ما قاله أحد الروائيين الألمان عن ارتباط الكتابة وفن الآدب بالمطبخ والطهي، وهو ما اتفق معه العديد من الأدباء الذين أكدوا أنهم يتقنوا الطهي، وتعلموا أغلب وصفات الأكلات الشهية.
وكشف أحمد العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، والجهة المنظمة لمعرض الشارقة المقرر افتتاحه يوم 31 أكتوبر الجاري، في دورته السابعة والثلاثين، وتستمر فعالياته حتى العاشر من نوفمبر المقبل، أن المعرض خصص 60 فعالية لمحور الطهي، خلال أيام المعرض.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده العامري، اليوم الاثنين للكشف عن الاستعدادات الخاصة بالمعرض، الذي يستضيف اليابان كضيف شرف الدورة السابعة والثلاثين، ويتم تنظيمه في مركز أكسبو الشارقة.
وتشارك في المعرض 60 دولة، وينظم 2600 فعالية، ويعتبر محور فعالية الطهي، من المحاور الجذابة في المعرض هذا العام، إذ قال أحد الروائيين الألمان، أن «الكتابة لن يتقنها، إلا من كان طباخًا ماهرًا، ويجيد الطهي، ويستطيع خلط المقادير المتوازنة في وجبة، شهية»,
وعلى مدى دورات معرض الشارقة السابقة، حرص منظمو المعرض على تقديم الطبخ والطهي، باعتبارهما جزءا لا يتجزأ من الثقافة، ومثلت المأكولات من أرجاء العالم، سفراء لبلادها، ولشعوبها، في المعرض، ويستقطب ركن الطهي في معرض الشارقة الدولي للكتاب زواره ليس فقط من خلال روائح البهارات الآسيوية، أو التوابل الشرقية، إنما الوصفات، والمقادير، ومظهر الطهاة وهم يرتدون ملابسهم الرسمية، ويستعرضون مهاراتهم في طبخ أشهى الأكلات عنصرا جذابا منح المعرض تميزه وسط المعارض العربية.
أحمد العامري رئيس هيئة الشارقة
وحسب العامري، وقع الاختيار على اليابان ضيف شرف المعرض هذا العام احتفاءً بإنجازاتها الحضارية المتميزة التي شكل الكتاب فيها عاملاً ومحركاً رئيسياً في بناء الثقافة وتشكيل الأخلاق الاجتماعية، حيث تمتلك اليابان تاريخاً حافلاً بالمنجزات والأسماء الأدبية والثقافية الكبيرة على صعيد الرواية والسينما والموسيقى وغيرها، إضافة إلى مكانتها المتميزة في إثراء القطاع الثقافي بالعديد من الأعمال لروائيين يابانيين متميزين تُرجمت أعمالهم للغة العربية أمثال الروائي يوكو ماشيما، وكينزو اشيغورو الفائز بجائزة نوبل للآداب، وهاروكي موراكامي، وغيرهم من الأسماء الثقافية المبدعة.
وتشارك اليابان في المعرض ضمن جناح خاص يجسد في تصميمه الملامح الحضارية والثقافية لليابان، حيث سيتم تنظيم العديد من الفعاليات والورش احتفاءً باللقب، إلى جانب عقد العديد من الندوات والحواريات الأدبية والابداعية المتنوعة لنخبة من الأدباء والفنانين اليابانيين.
وقال أحمد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب:" معرض الشارقة الدولي للكتاب حاضنة تجمع كافة الفئات الاجتماعية من شعوب مختلفة مع الحضور المكثف للمنجزات الحضارية، بهدف إثراء الثقافات المختلفة بأفضل ما في كل منها وصياغة ذاكرة مشتركة للشعوب جوهرها الإبداع والمعرفة، لذا يشكل اختيار اليابان ضيف شرف معرض الشارقة الدولي للكتاب إضافة جديدة للمشروع الحضاري للمعرض الذي يتمثل في استعراض التجارب المتميزة للشعوب وكيف استطاعت عبر إنتاجها الأدبي والفني أن تعزز التناغم في ثقافتها بين الحداثة والأصالة وبين المدنية والأخلاق التاريخية".
وأكد العامري أن فرادة التجربة اليابانية هي نتاج لفرادة علاقتها بالكتاب واحتضانها للكتاب والمبدعين، لذلك حرصنا في الدورة الـ 37 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب على اختيار اليابان ضيف شرف لتقديم منجزها الحضاري والإنساني إلى القارئ العربي والإماراتي، إذ لا يمثل الاختيار فرصة للإطلاع على التجربة الإبداعية اليابانية وحسب، وإنما يعد جسراً جديداً نحو ثقافة شرق آسيا بكل ما تزخر به من مضامين وتاريخ وتجارب شكلت إضافة للمسيرة الإنسانية بأكملها".
وأضاف العامري: "يحرص معرض الشارقة الدولي للكتاب كل عام على تقديم الجديد والمختلف إلى القارئ العربي، وذلك ضمن رؤية مركزية شكّل معالمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يؤكد أن المعرفة والإبداع بوابة واسعة لتلاقي الحضارات، وتجاوز كل أشكال الاختلاف، وتقريب وجهات النظر، خدمةً لمشروع الشارقة الحضاري الذي يستند في أساسه على تعزيز المشتركات الإنسانية، وفتح مسارات جديدة لتحقيق السلام والخير والتعايش".
وتحفل الدورة الـ 37 من معرض الشارقة الدولي للكتاب ببرنامج ثقافي متكامل يضم العديد من الندوات الفكرية والأدبية، والجلسات الحوارية والنقاشية، والأمسيات الشعرية، فضلاً عن حفلات تواقيع الكتب، التي تتيح لزوار المعرض فرصة اقتناء أحدث إصدارات الكتاب العرب.